Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ضابطة CIA: الولايات المتحدة سمحت بتفجير المدمرة يو اس اس كول واغلب ضباط الـCIA يتلقون اموالا من الموساد الاسرائيلي!! الجزء الثاني
الاثنين, تشرين الثاني 23, 2015



العراق تايمز: 

نواصل نشر لقاء ضابطة الاستخبارات المركزية الامريكية السابقة سوزان لينداور مع قناة روسيا اليوم والتذي كشقت من خلاله خفايا واسرار مثيرة حول العراق واحداث ١١ ايلول.

 

س: هناك نقطة مثيرة جداً، تقولين في كتابك.. وافقت بغداد على السماح لمكتب التحقيقات الفدرالي FBI بارسال مجموعة لمكافحة الإرهاب الى العراق لمراقبة الجهاديين الراديكاليين. وكان بامكان الجهاديين بسبب الأميركيين استخدام ضعف سلطة بغداد توجيه ضربة ارهابية الى الجيران. هل وافقت الولايات المتحدة على ارسال مجموعة لمكافحة الإرهاب للعراق في نهاية المطاف؟

 

قصة المدمّرة "USS COLE"

 

ج: كانت الحكومة العراقية قد تلقّت معلومات استخباراتية أولية بأنّه سيقع هجوم على المدمّرة الأميركية "uss cole"، وعلى الفور أرسلت بغداد هذه المعلومات الى اميركا.

 

هذا الجانب مهم جداً لأنّه مرتبط باليمن، هذه المعلومات الإستخباراتية نقلتها الحكومة العراقية اليّ، لأني كنت على معرفة جيدّة بنائب المبعوث اليمني في الأمم المتحدة، وعلى الفور ذهبت الى واشنطن وطلبت مقابلة مع مندوب لـ"CIA" في وكالة الأمن القومي لنقل معلومات مفادها أنّ العراق قام بترحيل احد الجهاديين السعوديين.

 

وقد توجّه هذا الجهاديّ الى ميناء عدن بعد مغادرته اراضي العراق، قال لي العراقيون أنّهم لا يستطيعون اعتقال مواطن سعودي لأنّ ذلك قد يؤدي الى وقوع أزمة دبلوماسية، وانّ المخرج الوحيد المتاح لهم هو طرد هذا الشخص ثم ارسال معلومات عاجلة الينا.

 

وهكذا فقد حذرت صديقي نائب مبعوث اليمني في الأمم المتحدة بأنّه على اليمن في هذا الوضع أن يتعاون مع الولايات المتحدة. أمّا الآن فاني سأكشف شيئاً مذهلاً، في الليلة التي سبقت تفجير مدمرة "uss cole" سحب الأميركيون الحراسة عن هذه السفينة، اي انهم تركوا لسفينة من دون حماية. هذا رغم انهم علموا مسبقاً بالإعداد لتنفيذ عمل ارهابي في ميناء عدن، وكانوا على علم بأنّ الهدف هو مدمرة عسكرية أميركية. وبالطبع كانت (uss cole) هي الهدف رقم واحد.

 

نعم أبلغت الـ"cia" ووكالة الأمن القومي الوحدات الأميركية في اليمن بالهجوم المرتقب، فقام هؤلاء بسحب الحراسة.

 

هل بامكانك أن تتصوّر؟

 

لقد سمحوا بوقوع الحادث عمداً. الولايات المتحدة سمحت بأن يتمّ تفجير (uss cole) لأنهم كانوا يريدون ارسال قواتهم الى السواحل اليمنية ويحتاجون الى ذريعة.

 

بعد الهجوم عدت الى العراقيين وقلت لهم، إنّها لمشكة بالفعل كون الإرهابيين يستخدمون بلدكم كقاعدة انطلاق لإعتداءاتهم. فأجابوني: اننا نطارد هؤلاء الأشخاص ولانريد أن يكون لنا ايّة علاقة بهم. اننا نعارض كلّ من يطلب منّا أن نقدّم لهم الملجأ، وما ان نعثر على احدٍ منهم نُبلغكم على الفور... وحينذاك ارسلت الأجهزة الخاصة طلباً بأن يسمح العراق لمكتب التحقيقات الفدرالي أو "الإنتربول" أو "سكوتلاند يارد" بارسال مجموعة خاصة لمكافحة الإرهاب الى بغداد، للقيام بتحقيق من جانبهم واجراء اعتقالات بانفسهم.

 

وفي شباط عام 2001، وبعد 3 اسابيع من تنصيب الرئيس جورج بوش الإبن رئيساً، ردّ العراقيون بالموافقة.

 

اخبرت البيت الأبيض بذلك في اوّل آذار. أخبرت بذلك قريبي الذي كان آنذاك رئيساً لإدارة الرئيس بوش (اندرو كارد- Andrew Card) أو مديراً لمكتب جورج بوش الإبن. أي انني سلمّت جميع البيانات والتقارير لقمة بيت الأبيض مباشرة، ولا يمكن ان يكون هناك ايّة شكوك في أنّ "جورج بوش" كان يعلم تماماً بهذا الأمر.

 

11 ايلول

 

كان يعلم بأنّ العراقيين موافقون تماماً على دخول الإستخبارات الأميركية الى العراق. كان ذلك قبل أحداث 11 ايلول بـ9 اشهر.

 

س: تقولين بان "ريشارد فيوز" المشرف عليك قال لك، أنّه ينبغي أن تتوجهي الى العراق وتطلبي من المسؤولين العراقيين كلما لديهم من معلومات عن هجمات مرتقبة على الولايات المتحدة.

 

ج: هذا صحيح.

 

س: وعرض العراق تنازلات مذهلة عن طريق القنوات السرية مجموعة مقترحات للتعاون في المجالات التالية:

 

أولاً: في تشرين الأول عام 2000 وافق العراق على استئناف عمل بعثة المفتشين على الأسلحة.

 

ثانياً: في ذات الشهر عام 2000، وعد العراق بمنح شركات النفط الأميركية كامل الإمتيازات في القطاع النفطي العراقي.

 

ثالثاً: وافق العراق بشراء مليون سيارة اميركية على مدى 10 سنوات.

 

رابعاً: وعد العراق بمنح الولايات المتحدة الأولوية في مد شبكات اتصالات وصيانتها.

 

خامساً: وافق العراق على منح الولايات المتحدة الأولوية في الحصول على عقود تطوير الأحوال الصحية وتوريد المعدات الطبية والأدوية بعد الغاء العقوبات.

 

سادساً: وافق العراق على منح المصانع الأميركية الأولوية في انتاج مختلف المواد والمعدات للعراق، وبذلك يضمن للشركات الأميركية العودة الى السوق العراقي بنفس المستوى الذي كان قائماً قبل حرب الخليج الأولى 1991.

 

ج: كان ذلك نقطة مفصلية على الإطلاق. يعني أنّه لم يكن هناك ايّة نيّة لمعاقبة ايّ جهة اميركية على المعاناة التي تحملها الشعب الراقي بسبب العقوبات.

 

كان العراق قد بلغ حدّ المعاناة من العقوبات بحيث أصبح مستعداً للموافقة على اي تنازلات، إذا كانت ستؤدي الى رفعها.

 

س: النقطة السابعة، وافق العراق على ان يصبح شريكا اساسياً للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، واعلن العراق مراراً وتكراراً، وبكل وضوح أنّه سيكون بوسع الولايات المتحدة ان تنفّذ اي عملية خاصة تجدها ضرورية حفاظاً على امنها.

 

هكذا وافق العراق ان يكون مستعمرة اميركية، حتى اكثر ولاء ربما من السعودية ودول الخليج مجتمعة؟

 

ج: نعم هكذا تماماً، هذه مسألة مدهشة للغاية، كان العراق في حالة يأس. كان العراقيون على استعداد لعمل ايّ شيء لكي يتخلصوا من العقوبات. وكان صدام حسين واثق تماماً من ان الولايات المتحدة ينبغي اخيراً ان ترى لأي مدى كان صدام حسين كان صديقاً لها طوال العقود الماضية.

 

انظر اليس هذا من سخرية الأقدار؟

 

أنا اقصد ما يحدث في المنطقة الآن. انظر الى الحكومة العراقية الحالية كيف اصبحت قريبة من ايران بعد الإحتلال الأميركي للعراق. وكم كان العراق قبلها يعاني من ويلات الحرب مع ايران خدمة للمصالح الأميركية.

 

تدمع عيناي عندما اتذكّر الثمن الذي حاولت الحكومة العراقية ان تدفعه لتقنع الولايات المتحدة بأنّ أميركا بحاجة للعراق ليقف في وجه التهديد الإيراني، ولكن واشنطن لم يكن في رغبتها الإستماع الى كل ذلك، كانت تعدّ ذريعة لبدء الحرب.

 

س: كتبتي، انه طوال الصيف كنتي تسألين المسؤولين العراقيين عن معلومات استخباراتية بشأن اعمال ارهابية يجري الإعداد لها. وكان المشرف عليك "ريشارد فيوز" يقول لك باستمرار عليكي أن تذهبي الى العراقيين وتستفسري منهم وتسأليهم ماذا لديهم من معلومات في هذا الصدد. لماذا كان ريشارد فيوز على يقين بان فى العراق معلومات محددة غير معروفة للآخرين بخصوص التحضير لأعمال ارهابية مقبلة في الولايات المتحدة.

 

ج: اليك القصة. "ريشارد فيوز" اتصل بي في نيسان 2001 وقال لي: اريدك ان تحضري فورا الى مكتبي. عندي رسالة هامة جداً ينبغي ان تنقليها الى بغداد. انطلقت على الفور وسرعان ما وصلت الى مكتبه عندها قال لي: اريدك ان تنقلي الى الدبلوماسين العراقيين في الأمم المتحدة اننا نبحث عن ايّة معلومات استخبارية تخص لتحضير لخطف طائرات ركاب.

 

ثم قال، المطلوب ايضاً معلومات عن الطائرات التي يمكن تلغيمها بالمتفجرات. نحن نعتقد ان هدف الإرهابيين قد يكون البرجان التوأمان لمبنى مركز التجارة العالمي. نحن لا نستثني مثلاً ان تصطدم طائرات مخطوفة بالبرجين أو ان يتمّ تفجير المبنى بواسطة طائرات محملّة بالمتفجرات.

 

س: أفهم منك انّه حصل على معلومات من أجهزة مخابرات اخرى قد يكون "الموساد" أو اجهزة المخابرات الانكليزية معلومات أنّ العراق قد يخفي معلومات حول هذا الموضوع؟ وان لديه ربما بعض التفاصيل؟

 

ج: هذا ما قاله لي "ريشارد" حرفياً. اريدك ان تنقلي هذه الرسالة الى الشخص المطلوب. اننا نبحث عن ايّ معلومات استخبارية حول مؤامرة ضدّ أميركا. إذا كان العراق قد سمع شيئاً عن ذلك فاننا نطلب منه ان يبلغنا بذلك عن طريق عميلنا على الفور. اي عن طريقي انا.

 

ثم اضاف شيئاً هاماً. قال: إذا لم يقدّم العراق المعلومات التي تهمّنا، فاننا سنقصفه. قلت له: حسناً لن يكون هناك مشكلة. سأنقل الرسالة، وأنا واثقة من انهم سيتعاونون.

 

مضيت الى الدبلوماسيين العراقيين وأخبرتهم أنّ لديّ رسالة شفهية اليهم، سألتهم إن كان في استطاعتنا أن نحصل من خلالهم على هذه المعلومات.. وتوجيه ضربة الى مباني مركزالتجارة العالمي. وذلك في نيسان 2001.

 

كان ردّ العراق ايجابياً، بالطبع سنساعدكم. سنقوم بارسال برقية عاجلة الى بغداد بهذا الصدد أيضاً. وعندما عدت الى "ريشارد فيوز" سألني، وكيف كان ردّ فعل العراقيين عندما هددتهم. فاجبته: لم يكن ثمّة داعي لتهديدهم. فقد اكدوا لي انهم سيتعاونون معنا بكل سرور. وحينها اخذ "ريشارد" يصيح، لم اطلب منك ان تكوني لطيفة مع هؤلاء... لأننا سنقصفهم قصفاً لن يشاهدوا مثله قط مفهوم. إذا كانوا يعرفون شيئاً فمن الفضل لهم ان يخبروننا به، والاّ...

 

واذكر ايضاً انه نعتهم بـ"زنوج الرمال" وبـ"منتفخي الرؤوس".

 

س: هل كنتي تثقين بـ"ريشارد فيوز"؟

 

ج: نعم. كان واثقاً تماماً من وجود مؤامرة داخلية حقيقية. يعتبر خطف الطائرات جزءاً منها.

 

س: ما هو مصدر معلوماته؟

 

ج: كان يصيح، اريد منك ان تعودي وتبلغيهم رسالتي بهذه اللهجة. قولي لهم أن التهديد صادرٌ من اعلى المستويات في الحكومة الأميركية. اعلى من رئيس الـ"cia" وأعلى من وزير الخارجية. وهذا يعني أن التهديد يمكن ان يكون صادراً عن 3 اشخاص فقط. الرئيس جورج بوش الإبن. نائب الرئيس ديك تشيني. وزير الدفاع رونالد رامسفيلد.

 

فقط هؤلاء الثلاثة فوق الشخصيات الذي ذكرها، وهكذا كان عليّ ان اعود الى الدبلوماسيين العراقيين واهددهم بالحرب المفتوحة. وأن اقول لهم انهم سوف يقصفون كما لم يُقصف احد من قبل. سيُقصفون حتى يرجعون الى العصر الحجري. مع اني كنت مقتنعة بأنّ التعامال مع العراقيين بهذه الطريقة لم يكن مجدياً. فهم يقصفون باستمرار.

 

س: من اين معلومات هؤلاء الثلاثة؟

 

ج: كانوا يريدون توريط العراق من خلال المطالبة بالمعلومات الإستخبارية. كانوا يعرفون ان العراق لا يملك معلومات كهذه، ولذلك بعد وقوع هجمات 11 ايلول، ستكون تلك ذريعة لتوجيه ضربة مكثفّة لهم.

 

وهكذا عدت الى الدبلوماسيين العراقيين حيث كان عليّ أن ابدأ معهم من جديد، قلت لهم: يبدو اني لم ابلغكم الرسالة بالطريقة المناسبة. واكدت لهم أن المسؤولين في اميركا واثقون من وجود مؤامرة، وانا اريد ان يفهموا في بغداد، ان يضعوا هذه القضية على رأس اولوياتهم فستكون كارثة على العراق لو وقع حادث ارهابي. فاوقف عملية لتفاوض السلمي مع العراق في الوقت الذي كانت ستظهر فيه اولى نتائج عملنا من اجل تحقيق السلام ورفع العقوبات.

 

س: الأميركيون كانوا يبحثون عن ذريعة لتقويض العملية السلمية.

 

ج: نعم. اياّ كان الأمر، فقد ردّ العراقيون في ايار 2001، قالوا انّه علينا نحن الأميركيين ان نرسل الى العراق خبراء من مكتب التحقيقات الفدرالية إذا كنّا نعتقد بانّ هناك مؤامرة. وذكروني بأنّ العراق كان قد سبق ووافق قبل انتخاب "بوش" الإبن رئيساً على حضور فصيل خاص من المكتب الفدرالي الى العراق.

 

قال لي العراقيون: تفضلوا، إذا كنتم تعتقدون وجود مؤامرة، أو أنّ بغداد لديها معلومات ما هامة، فارسلوا فوراً خبراء من مكتب التحقيقات الفدرالي، وتأكدوا من كلّ شيء بانفسكم. اننا ندعوكم للمجيء الينا في اي وقت تشاؤون. ولتبحثوا بانفسكم إذا كنتم ترون اننا نخفي عنكم شيئاً. وبوسعكم ان تفعلوا عندنا كل ما نرونه ضرورياً. اننا نخولكم سلطة التحقيق واستجواب الشهود وما الى ذلك. واذا وجدتم معلومات عن مؤامرة فاننا نعطيكم كامل الصلاحيات للقبض على المتآمرين.

 

بدا الدبلوماسيون العراقيون قلقين للغاية. لقد نظروا الى الموضوع بكلّ جديّة. وعدت الى واشنطن حيث قابلت "ريشارد فيوز" المُشرف عليّ، ونقلت اليه تفاصيل حديثي مع العراقيين.

 

العراق سعى دائماً الى التعاون. وكان ردّ العراقيين سليماً. وهكذا بقينا طوال الصيف نلتقي أنا و"ريشارد فيوز" كل اسبوع تقريباً نتحدث في موضوع الهجوم المرتقب. بكلّ التفاصيل.

 

كنت اتحدث عن الأمر امام الكثير من الشهود. كانوا اشخاصاً مدنيين اصدقائي. اتحدث امامهم عن هجوم متوقع على مركز التجارة العالمية. وسيحدث بواسطة طائرات مخطوفة. الأكثر من ذلك كنّا نتوقع حصول الهجوم في نهاية الصيف أو بداية الخريف.

 

في ايلول قلت لأصدقائي، الهجوم واقع لا محال" وقد يتسبب بوقوع ضحايا كثيرين. ولن نستبعد ان يتمّ العمل الإرهابي بجهاز نووي حراري.

 

س: من قدّم هذه المعلومات؟

 

ج: كان من الواضح تماماً أنّ الشائعة صدرت عن الإستخبارات الأميركية نفسها. هذا ما كان معلوماً ليس لدى شخصين فقط. بل كان يعرفها كلّ من يتحلّى بنوع من التفكير السليم.

 

كانت مؤأمرة واسعة النطاق الى حدّ ما.

 

قالوا العراقيين، "سوزان" الشخص الوحيد الذي يتحدث عن هذا الهجوم هو "انتي"..

 

انظر ماذا حدث.. ارسلت طلباً الى بغداد، وراحت بغداد تبحث في الأمر، بعدها اجابوا: ليس لدينا ايّة معلومات عن ذلك. كل ما يتردد من معلومات صادرٌ عنكم فقط. عن الـ"CIA"، هكذا ببساطة. كل شيء صادرٌ عن واشنطن. لم يصدر شيء من السعودية. ولا من الشرق الأوسط.

 

لم يكن صلة بهم.

 

قبل وقوع 11 ايلول بشهر، أي في آب 2001، عندما كان من المفروض تعين "روبرت ميللر" رئيساً لمكتب التحقيقات الفدرالي، قال لي "ريشارد فيوز" بالهاتف ما يلي: يا ترى ماذا سيحدث إذا وقع العمل الإرهابي قبل تعيين رئيس مكتب للتحقيقات؟ وسألتهن اتظنّ بأنّ الهجمات الإرهابية ستحدث لا محال، حتى قبل تعييين رئيس مكتب الفدرالي؟

 

فأجابني: نعم. الجميع يتوقّع حدوث الهجمات بين يوم وآخر.

 

قلت له، في هذه الحالة ينبغي اليّ أن اعود الى نيويورك لأسأل الدبلوماسييين العراقيين لآخر مرّة، هل تلقوّا ايّ معلومات من بغداد. فقال لي: لا يا سوزان، هذه مخاطرة. اننا نتوقع سقوط ضحايا كثيرين. لا اريدك ان تذهبي الى هناك قبل ان يقع هذا الهجوم الإرهابي.

 

وعندها تحدثت مع اصدقائي واقاربي لأحثهّم على ان يبقوا بعيداً عن نيويوك، وفي 4 آب يوم السبت سافرت الى نيويورك حيث التقيت الدبلوماسيين العراقيين لآخر مرّة، قالوا: ليس لدينا جديد حول هذا الموضوع. انتي المصدر الوحيد الذي يتحدث طوال الوقت عن هذا العمل الإرهابي. كل الأخبار صادرة عن واشنطن وعن cia.

 

بوش عن تحذيرات 11 ايلول.. تريد ان تغطّي مؤخرتك.. لنلعب "الغولف"؟

 

س: ما هي التدابير التي اتخدت لتلافي العمل الإرهابي؟

 

ج: في 6 آب التقيت المشرف عليّ من cia في مكتبه، كان هو اليوم نفسه الذي تلقّى فيه الرئيس جورج بوش مذكرّة من منسّق شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة "ريشارد كلارك".

 

كتب "كلارك" في المذكرة أنّ "القاعدة" تعدّ للقيام بهجوم، ولا بدّ من اتخاذ اجراءات التأهب الحربي. كان "كلارك" يحثّ "بوش" على اتخاذ اجراءات وقائية، حينها رمى "بوش" بالمذكرة جانباً وقال: انك تريد ان تغطّي مؤخرتك فقط، لنذهب ونلعب "الغولف" قليلاً.

 

نحن ايضاً قدرّنا بدورنا أنّ هذا الهجوم حتمي. واعتبرنا من الضروري اتخاذ اجراءات استثنائية، طلبنا من جميع الأجهزة الإستخبارية موافاتنا باّية معلومات في هذا الشأن، واتصلت بمكتب نائب العام "دايفد ايش كروفت" واتصلت بسكرتيره الخاصن لأنّه اصبح لي مع سنين العمل متاح لي الإتصال مباشرة بمكتبه.

 

ولذلك كان بامكاني في ايّة لحظة أن اطلق اشارة انذار. ولجأت الى ذلك. نصحوني بالإتصال فوراً بقسم مكافحة الارهاب، بوزارة العدل الأميركي. كررت لهم  ما سبق وقلته لموظف مكتب النائب العام. واخبروني فيما بعد أنّه قال: يا لهؤلاء العاملين في cia.

 

طوال الوقت يرددون حماقات عن خطف الطائرات. وعن مؤامرة وهمية. دعوكم من هذا، لا تكترثوا لهم. كان ذلك حديثاً شخصيا.

 

وهكذا بقينا ننتظر العمل الإرهابي دون اتخاذ اجراءات وقائية ملموسة.

 

ولكننا لم نعرف بموقع وقوعه الاّ بصورة تقريبية. ومتى عرفنا الهدف. من السهل وضع نظم دفاع جوّي على سطحي مبنيي التجارة العالمي مباشرة. فيصبح من السهل اسقاط ايّ طائرة تقترب منه.

 

كان من السهل اعلان حالة التأهب في منظومة "نورد" للدفاع الجوي عن اميركا الشمالية، فيكون عليهم ان يبقوا على استعداد لمواجهة اي طائرة تدخل المجال الجوي، خاصة إذا كانت متجهة الى مركز التجارة العالمي. كان من السهل تنفيذ كلّ لك. ولم يشددوا الأمن في المطارات حتى لا يحصل خطف للطائرات.

 

اي اجراء لم يتخذ، تماماً كما حصل مع "uss cole" كانت لدينا المعلومات، وكان تحذير من استهداف، لكنهم سحبوا الحراسة كلّها... تماماً كمعرفة اليابانيين بهجوم "بيرل هاربر"... ليأخذوها ذريعة للتدخل في الحرب العالمية الثانية..

 

واحداث 11 ايلول، كانت بمثابة "بيرل هاربر" الخاصة بجورج بوش، كان مطلوباً الحاق اكبر دمار بالمباني لتبرير شنّ الحرب على العراق.

 

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39067
Total : 100