لقد اصبح منبر السول صلى الله عليه واله وسلم بدعة واستغله البعض للدعاية والاعلان او هو مصدر من مصادر التشييع بل هو مصدر اساس فكما نرى ونسمع اليوم ما يفعله ويصرح به أئمة المنابر من كلام عجيب!!
ولم العجب فمن عاش في عراقنا اليوم لا يحق له ان يتعجب من فعل السوء ولا من المنكر ولا من البدع والضلال ولا من الفحش والفسق ولا من استباحة المحرمات ولا من عيشة الذل والمهان ولا من التفاخر بمعصية الله ولاولاولا...ولا من السكوت عن كل هذا!!
فقد عرف العديد من القراء واشتهر عدد كبير منهم مما ادى الى ارتفاع ثمن الليلة الواحدة ومن الذي يتشرف بقبول دعوته ليرتقي المنبر ومن الفضائية التي ستكون صاحبة الحظ التي تستطيع ان توفر النقل المباشر للناس والجميع ينتظر ساعة العرض ويتجمع امامه للاستماع وعلى الجميع ان يسكت كبارا وصغارا ليستمعوا ويحفظوا ويطبقوا ماذا يقول فهم لا يخالفون امر احد ارتقى منبر الحسين عليه السلام فهذا وبرئيهم وعلى فطرتهم منبر خالص لله لا يعلوه الا صوت الحق
وعندما يبدأ القارئ بالنعي ايييييييي هنا سيكون افضل فقرة للتخفيف عن انفسهم بعد كل ما سعوه فالعراقيين يعشقون النعي فهم يرتاحون للبكاء وهذه فرصة عندما يبدا وخاصة اذا كان القارئ ذا صوت جميل وله قدرة على التأثير على النفس (محمد الصافي مثلا) تكون هنا اللحظة التي يمتلك فيها مشاعر الاخرين وتهييج احزانهم ولا يخفى على الجميع ما يحمله كل العراقيين من حزن فما عانوه ويعانونه لم يجري على احد
بعد كل هذه المواصفات والتأثير الكبير الذي يمتلكه القارئ على عقول الناس هنا تكمن مهمته وله حرية الاختيار في الكلام فمن ذا الذي خاف الله عز وجل وعرف حق الرسول في المنبر ليرعى هؤلاء الناس وينطق بصوت الحق ليرشدهم الى طريق الهداية وعمل او قال ما يصب بمصلحة هذه الامة التي وقعت تحت رحمتهم ؟ فمن منهم من امر بالمعروف ونهى عن المنكر ورفض الظلم والفساد الذي عاث الارض؟ ومن منهم قد سلك طريق الحسين عليه السلام وحقق اهداف ثورته دون ان يستغلها كقضية عاطفية يتأثر بها الجميع ويلتزمون الصمت تحت هذه العناوين المزيفة لانهم فهموا هذه القضية من مفهوم عاطفي ؟ نعم اتقوا الله فانتم مسؤولون امام الله عن كل كلمة تنطقون بها وترددونها امام الناس فهل اتقيتم شر اقوالكم؟
عندما يصرح احدكم بجواز خروج النساء لزيارة الاربعينية (مشاية) حتى بدون اذن زوجها وحتى ان كان رافض اخرجي !! سبحان الله الى ماذا وصلتم هل تأمرون الناس بفعل الحرام الم ينهى الله عن خروج المرأة بدون اذن زوجها مهما كانت الاسباب واستشهد بواقعة من زمن الرسول
(ولا تخرج المرأة من بيت زوجها إلا بإذنه فإن فعلت لعنتها الملائكة ملائكة الغضب والرحمة حتى تتوب أو ترجع)
او عندما يصرح الاخر وامام الملا بانتخاب الحكومة الحالية وبدون تردد مع اطلاع الجميع على فساد الحكومة اليوم وهو يقول (عمي انتخب هاي الحكومة على اسكاطها بس كون شيعيه واحنه هسه بخير لان تعرض المجالس الحسينية على الفضائيات ونسوي مجالس براحتنه ومحد يمنعنه)
كيف تدعي انك تنطق بصوت الحق وانت تشجع على الفساد !! وهل خرج الحسين عليه السلام وقتل وسبيت نسائه ليكون قصة يرويها هذا وذاك ويبكي الناس وتكون مصدر لدخلك وتملا جيبك وتذهب دون مخافة الله او مخافة حرمة اولياء الله فاعلموا ان مصيركم اسوء من الحكومة اليوم لأنكم من شيعتم وشجعتم عليها ليستمروا في غيهم وطغيانهم فألى الله المصير
ولا اعلم هل كانت حكومتنا الشيعية انعكاسا للدين والمذهب في العالم الاسلامي اليوم امام العالم الغربي وما ستكون نظرتهم عن الدين فان من يدعونه كذبا وافتراءا وهم يرون ويسمعون ما حل بنا.
مقالات اخرى للكاتب