قال الله تعالى : وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلًا 1 .. كثرت بالأونة الأخيرة على الفيسبوك وباقي وسائل الأعلام ظاهرة عرض صور أغلب الأشخاص الزائرين بمناسبة اربعينية الأمام الحسين عليه السلام .. اقول لا بأس وهي من الواجبات المستحبة وفضلها عظيم ان طبقت وبصورة صحيحة والحفاظ عليها من النفس الأمارة بالسوء وعدم خدشها او انقاص ثوابها.. فالقول بهذه الأمور يكون ذو بعد واسع يذهب بنا من هنا وهناك على حجم العمل والنية الصادقة فقد اصبحت الصور التي تعرض على الفيسبوك ووسائل الأعلام وبكل حركة صورة عندما يشرب عندما يوزع الطعام عندما يوزع الفواكه وعندما يتوضىء وعندما يصلي وعندما يربط العجل امام منزله عدة ايام يتباهى بذلك امام الناس وعندما وعندما ... وتناسى هذا الزائر او صاحب الموكب انه بهذه الطريقة او هذا العمل يدخله بباب الرياء !!
وان الرياء هو عبارة عن اظهار وابراز شيء من الاعمال الصالحة او الصفات الحميدة او العقائد الحقة الصحيحة ، للناس لاجل الحصول على منزلة في قلوبهم والاشتهار بينهم بالصلاح والاستقامة والأمانة والتدين ، بدون نية الهية صحيحة .
والرياء فخ من ابواب الشيطان للمؤمنين بالله تعالى .وهؤلاء المؤمنين فيهم العابد والعالم والزاهد . وفخ الرياء لايدخل فيه الكفار او المرتدين لان هؤلاء تخطوا هذه المرحلة فدخلوا في فخ الشرك الاكبر .وسلموا لعبادة الشيطان .
المرائي مشرك لأنه يعبد أكثر من معبود واحد، والمرائي منافق لأنه يظهر ما لا يبطن ويلبس السيئة ثوب الحسنة، والمرائي ممقوت عند الله لأنه يجعل الله ذريعة لجرم ووسيلة لأثم، وهو ممقوت عند الناس لأنه يخادعهم بما لا يعلمون. ولابد وأن يكشف الحجاب يوماً ويبرز المستور. والتعلق بالدنيا يجر الانسان للدخول بهذا الفخ باستدراجه رويدا رويدا من قبل الشيطان .
قد يكون هذا بعلم او بغير علم.. الله اعلم؟؟ المهم انه دخل بابه وحبط عمله وها هو الحديث الشريف ينذرنا من هذا الفخ الذي سقط به الألوف من هؤلاء الطالبين للاجر عمداً لظهورهم على تلك الصفحات متناسين عمل المؤمن ان يكون خالصاً ولا يوجد فيه رياء فقد يحبط بذلك تعبه ومشقة السفر وتلك اليالي الطوال والتي تكون قصيرة عندما تتوجه نحو قبة الثائرين وكهف المظلومين فالحسين ضحى بكل ما يملك لأجل رفع هذه الراية ومحاربة المفسدين وكشف زيف حكومتهم وسلطتهم الخاوية التي بنيت على اكتاف الجهلة والمنتفعين والمغرر بهم .. قال رسول الله صلى الله عليه واله ( صلى الله عليه وآله ) قوله سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله ـ إلى أن قال ـ : ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لم تعلم يمينه ما تنفق شماله »
واريد ان اذكركم بكلام السيد الشهيد الصدر في خطبة الجمعة بما يخص الرياء ، حيث قال ( لا تحب ان تحمد على التقوى، انا صمت وانا صليت وانا رحت زرت الحسين في ليلة الجمعه.. اسكت.. الله يدري لو ما يدري؟؟ طبعا يعلم .. فان كنت عندك اهمية لديه يقبلها منك .. اما ان تورط نفسك بالرياء فتعسا لك..)
http://www.youtube.com/watch?v=0OU6h2bsUuM
حسن جعفر 
29/12/2013 - 04:30
البداية
السابق
