بغداد: أتهم فضيله الشيخ عبد الملك السعدي الحكومة العراقية بتنفيذ التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات .
وقال السعدي في بيان له ان " الحكومة العراقية نفَّذَت تفجيرات إجراميةً في بغداد وسائر مدن العراق الأخرى، بتخطيط من خارج العراق، مستهينة بالدم العراقي، متذرعة بأن ذلك من عمل القاعدة أو من جهات أخرى تكررت أسماؤها على مسامع العراقيين الذين أصبحوا يشمئزون من هذا الطرح الهزيل والادعاء الكاذب . على حد وصفه".
وأضاف السعدي إنَّ " أشد أنواع الظلم ما يحصل من الحُكَّام على شعوبهم ، فقد أعمى هؤلاء الحكَّامُ أبصارَهم وأصموا آذانهم عن سماع تلك النصوص الإلهية والنبوية فسمحوا لأنفسهم بظلم شعوبهم اعتقالا وقتلا وتعذيبا وتهميشا وإقصاء وإعداما وسرقة مستجيبين في ذلك لأسيادهم الذين نصبوهم وأيدوهم من خارج العراق طمعا في المناصب والأموال، متنكرين لعذاب الله وغضبه الذي سينالهم في الدنيا والآخرة، فإنَّ بأسَ الله لا يُرد عن القوم الظالمين، والتاريخ شاهد على دمار الحكام الظالمين الذين رماهم ظلمُهم في مزابل التاريخ ".
وأشار الى إنّ " حكومة بغداد اليوم تظلم العراقيين عامة، وتركز في ظلمها على شريحة معينة من الشعب العراقي بكل أنواع الظلم وتعُدُّ ذلك نوعا من أنواع العبادة والانتصار فقد استحلت دماء العراقيين واستباحت أموالهم وأعراضهم بفكرها الطائفي الذي لم يشهد له تاريخ العراق مثيلا".
وتابع ان " مضايقة المعتصمين الذين يريدون إعادة حقوقهم التي سلبتها منهم هذه الحكومة الطائفية؛ فقد هددت وتوعدت المتظاهرين وفتحت النارَ عليهم وهم عُزَّل مسالمون كما حصل في الفلوجة و الموصل والأعظمية وغيرها من مناطق العراق؛ ولا يزال الجناة طليقين دون حساب أو عقاب ".
وأتهم السعدي الحكومة العراقية التي وصفها بالطائفية بالاسراع إلى إعدام عدد كبير من الأبرياء الذين حُكم عليهم ظلما بسبب المخبر السري والاعترافات المنزوعة بالتعذيب فكان إعداما سياسيا طائفيا لا قضاءً نزيها عادلا، وهذا ما أفصح به وزير عدل هذه الحكومة كما أقصت الحكومة العراقية عددا كبيرا من الأساتذة الجامعيين عن عملهم في الجامعات العراقية بقانون الاجتثاث الجائر، وأبعدت الكفاءات العراقية عن جميع مؤسسات الدولة الإدارية والعسكرية والتعليمية؛ مما أدى ذلك إلى حرمان العراقيين من خبراتهم وأسندت الأمرَ إلى غير أهله فحلَّ بالعراق ما حلَّ من جهل وفساد وخروقات أمنية ".
وأستطرد السعدي في بيانه "نَصَبَتْ الحكومة العراقية العداءَ لرموز أهل السنة من السياسيين وغيرهم بتدبير المكايد ضدهم للنيل منهم وإقصائهم وهم من العوائل العراقية المعروفة في وطنيتها وتأريخها الحافل في الدفاع عن العراق وأهله، وما إسقاط الجنسية العراقية من الرموز الوطنية إلا تصرفٌ مشينٌ، يأتي في وقت تُمنحُ فيه الجوازات العراقية للاخرين الذين يتحكمون في مقدرات العراق وإدارته ويعيثون فيه فسادا ".
وأضاف " كما أصَّلت الحكومة العراقية بين العراقيين طائفية مقيتة حين أقدمت على ترك التوازن الإداري والعسكري والأمني والتعليمي وإغرقت المؤسسات العراقية بمؤيديها، ليطغى مذهبٌ واحد على المذاهب العراقية الأخرى؛ ولإثارة النعرات الطائفية في العراق الذي كان شعبه قبل الاحتلال متماسكا متآخيا لا أحدَ يتميز على الآخر في الحقوق والواجبات ".
وأشار " وبغض النظر عن رأيي في انتخابات مجلس المحافظات فقد أخَّرت الحكومة العراقية الانتخابات في بعض المناطق بدافع سياسي وليس بدافع أمني؛ إذ لو كان الجانبُ الأمنيً سببا صادقا لكان تأخير الانتخابات في بغداد أولى لأنها من أشدِّ المحافظات انتكاسا أمنيا كما نهجت الحكومة العراقية منهجَ التصفية الجسدية باغتيال العلماء والدعاة والأئمة والخطباء وشيوخ العشائر والشخصيات المؤثرة في المجتمع العراقي من أبناء السنة، بطُرق متشابهة تدل على أن المخطط لهذه الاغتيالات والمنفذ لها جهةٌ واحدة ".
وأدان السعدي ما اسماه " تصرفات الحكومة العراقية بهذه الطريقة الظالمة الهوجاء، التي لا تحقق خيرا للعراقيين، وندعو جميع السياسيِّين المشاركين في هذه الحكومة أن يعودوا إلى رشدهم بتعديل سلوكهم السياسي بما يعيد للعراق عافيته وللعراقيين سعادتهم، وننصحهم بنزع ثوب الطائفية البغيضة لتسود الإخوة في الوطن الواحد وليعيش العراقيون بأمن ومحبة واستقرار وكرامة، وإلا فإنَّ انصرافهم عن المشاركة السياسية أكرمُ لهم إن كانوا ينشدون الكرامة والاحترام ".
ودعا " العراقيين جميعا إلى الالتحاق بساحات الاعتصامات والمشاركة فيها، والثبات على الحقوق، وعدم التراجع عن الأهداف المشروعة، والصبر على قسوة الحياة كما صبر أولوا العزم من الرسل والمجاهدين، حتى يتحقق النصر على أيديكم ، ويتم انجاز الحقوق بصبركم، وقفوا خلف علمائكم المجاهدين وشيوخ عشائركم ومثقفيكم الصادقين الذين شاركوا في مظاهراتكم ليلا ونهارا ووقفوا إلى جانب حقوقكم المشروعة، ولا تلتفتوا إلى من أغواهم الشيطان وحبُّ الدنيا حين التحقوا بركب الحكومة التي ظلمتكم وأصبحوا عونا للظالم عليكم فإن الحساب قادم عاجلا أم آجلا ".
كما دعا السعدي العراقيين في بيانه " بأن لا يسمحوا بالحديث على منصات الاعتصامات لمن يريد أن يجعلها منبرا للدعايات الانتخابية، واستفتوا علماءكم المخلصين ليرشدوكم إلى من تنتخبون، فإن العلماء صمام الأمان في شهاداتكم للمرشحين، بأن يكونوا من أهل الصدق والنزاهة والتقوى وحب الوطن ".