العراق تايمز: كتب الاستاذ الدكتور حكمت الشعرباف عميد كلية الطب الاسبق - جامعة بغداد
السيد وزير التعليم العالي المحترم
تحية وتقديراً
علمت بقرار وزارة التعليم العالي إطلاق تسمية ( طبيب تقني ) على خريجي الكليات التقنية في العراق... وقد يكون للوزارة الموقرة أسبابها في إصدار مثل هذا القرار إلا أن الواجب المهني يقتضي إبداء الرأي حول هذا الموضوع حتى وإن تعارض هذا الرأي مع الأراء المحبذة لهذا القرار...وفي رأيي المتواضع أن هذه التسمية الجديدة لم تكن موفقة لأسباب عدة أحاول طرحها بإختصار آملاً أن يتسع صدركم لسماعها ...
إن كلمة ( طبيب ) تعني , وحسب ما تعرّفه المعاجم ودوائر المعارف ، بأنه ( الشخص المؤهل مهنياً للمحافظة على الصحة ومعالجة ما يعانيه المجتمع وأفراده من أمراض وعلل ).. ولا أظن أن هذا التعريف ينطبق على خريجي الكليات التقنية والتي لا تتضمن برامج الدراسة فيها المفردات ذاتها والتي تقوم كليات الطب بتدريسها لطلبتها من أجل تأهيلهم كأطباء ..فهل يا ترى كانت مناهج هذه الكليات التقنية مطابقة لمناهج كليات الطب ..؟؟ إذ كان الجواب على هذا التساؤل بنعم فيكون الأجدر بنا أن نلغي تسمية ( الكلية التقنية ) ونطلق عليها تسمية كلية الطب ... أما أذا كان الجواب الذي يمليه المنطق ( لا هذه كليات غير طبية ) لذا يكون من المنطق كذلك أن لا نسمي خريجيها بالأطباء ...
ولقد أعتدنا أن نضيف صفة خاصة بعد كلمة طبيب فنقول للطبيب غير المختص (طبيب عام ) ولأختصاصي الأطفال ( طبيب أطفال ) وهكذا...ومن هنا نرى أن تسمية (طبيب تقني) تعني للمواطن البسيط هو طبيب أولاً وهو بعد ذلك أصبح طبيباً عال المستوى بدليل هذه التسمية الفخمة الضخمة...
ولا ننسى أن البعض من ضعاف النفوس من حملة هذه التسمية سيستغل ما أطلق عليه من أسم فيقوم بأعمال هو غير مخول بممارستها كعلاج المرضى ووصف الأدوية والقيام بالعمليات الجراحية ...قد يحصل هذا الأمر على نطاق ضيق في المدن الكبيرة ، ولكن مثل هذه التجاوزات والممارسات ستكون شائعة في القرى والأرياف مما سيؤدي بأضرار فادحة للفرد والمجتمع...
أن تسمية ( طبيب تقني ) غير مستخدمة في المؤسسات الصحية والتعليمية في العالم ، وقد نجد في بعض الدول كالولايات المتحدة الأميركية مصطلح ( مساعد طبيب ) ولكن التسمية التي أستحدثتها الوزارة الموقرة غير معروفة او مستخدمة ..
وأخيراً أرى من الأصح أن نطلق على هذه الشريحة من خريجي الكليات التقنية تسمية ( تقني طبي ) وهو المصطلح الذي يتلائم وطبيعة الدراسة وطبيعة الهدف الذي من أجله تم تأسيس هذه الكليات وأعتقد أننا بذلك نضع الأمور في نصابها الصحيح دون أن نبخس حق الطبيب في أن يسمى طبيباً ، وحق التقني أن يقال له تقنى وحق المجتمع في التمييز بينهما...
وختاماً لسيادتكم فائق الأحترام.