Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
لو ان الشيخ كان معنا
الأربعاء, نيسان 24, 2013
بدرية البشر






 

وصلتُ مطار دبي البارحة ومعي ابنتي على الخطوط الإماراتية، وكانت الساعة تقارب الـ12 ليلاً، ولسبب ما لم أجد السائق ينتظرني، فاتجهت إلى طابور التاكسي مثلما في أي بلد، وحين جاء دوري فوجئت بسيدة تقف قرب سيارة التاكسي تلبس زياً يشبه زي مضيفات الطائرة عليه شارة هيئة مواصلات حكومة دبي، وما إن اطمأنت على تحميل حقيبتي حتى جلست خلف المقود وقادت بنا التاكسي. على رغم أنها ليست المرة الأولى التي أشاهد فيها سائقة تاكسي، إلا أن دهشتي اتسعت، فقد جئت من الرياض، وللتو كنت أقرأ تصريحاً لأحد المشايخ يؤكد فيه أن منع النساء من قيادة السيارة في السعودية هو من باب الحفاظ على عفتهن وأخلاقهن وسلامتهن، وأنهن - أي النساء - أكثر مخالفةً ووقوعاً في الأخطاء حين يقدن السيارة، ولكن الأهم من كل هذا قوله إن «فتيات يتعرضن إلى معاكسات الشباب عند الأسواق، على رغم أنهن برفقة ذويهن»، متسائلاً: «فماذا ستكون الحال في حال قيادتها السيارة؟». وفكرت لو أن الشيخ كان معنا الآن ويرانا نحن ثلاث نساء في سيارة التاكسي في الطريق إلى منزلنا الذي يبعد نصف ساعة عن المطار، لا سيارة تضايقنا ولا متهور يجرؤ على قطع طريقنا، بل نشعر بأمان عميق وحقيقي، فقد عشت هذه اللحظات الآمنة طوال فترة إقامتي في دبي، وأنا أرى النساء من حولي يقدن سياراتهن، منهن الأجنبية السافرة، والخليجية التي تضع خمارها على وجهها، والمنقبة، ومن تسدل غطاء أسودَ كاملاً على وجهها وتجلس خلف مقود سيارتها، لا يجرؤ أحد على مناكدتهن أو التعرض لهن. والناس تنضبط في الشوارع وفق قانون إسلامي يجعل الإنسان حراماً كله دمه وماله وعرضه، فكيف تأمن النساء على أنفسهن ويتوافر لهن الأمن حتى في ساعة متأخرة من الليل هنا، فيما لا تأمن المرأة على نفسها حتى وهي بصحبة ولي أمرها؟

أين المسؤولية الإسلامية التي تجلت في قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين قال: «لو أن بغلة عثرت في العراق لسألني الله عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق»، وهل يمهد الطريق للبغلة ولا يمهد للمرأة؟ ماذا لو أن أحداً خرج في هذه المجتمعات وقال لهم إن على النساء أن يجلسن في بيوتهن ولا يخرجن للشوارع، حفاظاً على عفتهن وأخلاقهن؟ وماذا لو زاد أحد وقال إن كل امرأة خرجت للشارع وتعرضت لتحرش لفظي أو بدني فإن هذا جزاء لها على جرأتها بالخروج. في أي الحضارات الإنسانية وفي أي الأديان يستقيم هذا المنطق؟!، وكيف أصبح من المسلمين من يحمي هذا المنطق! وفي الوقت نفسه يقول إنهم خير أمة أخرجت للناس؟ كيف استطاعت المرأة قبل 1400 سنة وفي عصر الرسالة أن تخرج خمس مرات إلى المسجد تصلي مع الرجال من دون حواجز أو قواطع، ويحميها قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله»، فيما هي اليوم لا تخرج للمسجد، بل يحذرها بعض المشايخ بأن النساء يتعرضن للتحرشات حتى وأولياء أمورهن معهن، والحل هو منعنهن من التنقل والحركة حفاظاً عليهن وعلى عفتهن وفق منطق أقرب لمنطق الصحراء من منطق الدولة والمدنية والدين أيضاً.

جلوس النساء في منازلهن لن يصلح البنية المرورية المهترئة، بل سيجعلنا نتسامح أكثر مع خرابها ولن يصلح منظومة الأخلاق التربوية الهشة، لأن هؤلاء المتحرشين إن لم يجدوا نساء في الشوارع فسيؤذون غيرهن من العمالة الضعيفة والحيوانات وسيخربون الأماكن العامة وينحرفون لما هو أسوأ. حبس النساء في منازلهن لن يجعل المجتمع أفضل بل سيجعله يقدس أخطاءه، ويعالجها بأن يكنسها ويضعها تحت البساط الأحمدي.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43604
Total : 101