طوزخورماتو دخلت يوم امس21 مايس 2013 في عزاء يوم دامي جديد، 4 شهداء والعشرات من الجرحى حالات بعضهم خطيرة، فضلا عن الاضرار التي لحقت بالدور السكنية للمواطنين لايقل عددها عن عشرون دارا سكنيا بين مدمرة بالكامل او متضررة بشكل كبير، بعضها هوت على ساكنيها، جميع الخسائر تركمانية بامتياز، هذه هي حصيلة سيارتين مفخختين انفجرتا في هذه المدينة المخيفة التي بقيت امنة طيلة الحروب التي خاضها صدام واستضافت انذاك العراقيين من سكنة المحافظات القريبة وفتحت البيوت ابوابها مرحبة بالقادمين اليها.
سيارتان وضعتا متقابلتين احدهما في بداية الزقاق والاخرى في نهايتها، هيأتها الايادي القذرة بالصورة التي يمكن فيها حصد ارواح اكبر عدد من الابرياء. مثل كل مرة فالمنطقة المستهدفة وهي محلة جقلة خلف دائرة الزراعة تركمانية باسمها ودورها وارضها وساكنيها، اثنان من الشهداء في تفجيرات اليوم هم اشقاء الشهيد حسن انور أﱢﱢميش الذي راح ضحية الهجمة الارهابية في المنطقة نفسها التي فيها اغتيل بدم بارد قبل ما يقارب الاربعة اسابيع كان هو وابن اخته الشهيد علي حازم حسن، قد استشهدا انذاك مع جرح اخرين من قبل ارهابي استهدفهم بسلاح رشاش اما منزلهم لاذ بالفرار بعد اتمام مهمته القذرة بامان.
لايمكن للمرء ان يتصور كيف هو حال طوزخورماتو اليوم، مدينة تحول ساكنيها الى سجناء في بيوتهم بعد ان غلقت مداخل الازقة بالابواب الكبيرة او بالحواجز الحديدية تغلق بالاقفال والتي اقامها المواطنين التركمان كمحاولة وقائية منهم لمنع دخول المفخخات الى داخل الاحياء السكنية، مع كل هذه التحوطات الامنية لايستطيع الفرد ان يتخيل الطريقة التي قادت تلك السيارات في الوصول الى المنطقة، رغم كل هذه القيود على الازقة فضلا عن دوريات ولجان شعبية تراقب الاحياء ليلا.
شخصيا لا استطيع التكهن بما يجري، فالوصول بسيارة مفخخة الى مثل هذه المناطق عملية تعد مستحيلا، لقد حضرت مع اخي علي الفاتحة التي اقيمت لروح الشهيدين حسن أميش وابن اخته، واشهيد حسن هو شقيق كل من مهدي وكريم أميش اللذان سقطا شهيدين صباح يوم الثلاثاء 21 مايس 2013، ولهم شقيق اخر هو الشهيد امير انور أميش الذي اغتيل في بغداد قبل سنوات، فلم نستطع حينها الوصول بالسيارة الى الحسينية التي اقيمت فيها الفاتحة بسبب الحواجز الحديدية التي وضعت على مداخل الازقة في تلك المنطقة، سواءا كان الشارع رئيسيا او فرعيا، فاضطررنا الى تركين السيارة على مسافة بعيدة والترجل منها والمشي مسافة ليست بالقصيرة للوصول الى الفاتحة، كل زقاق او فرع او شارع قريب من المناطق السكنية في طوزخورماتو مزودة بعوارض حديدية، ان لم تكن ابواب كبيرة قد وضعت في مداخل بعض الاحياء يتم غلقها بالكامل، والشوارع الاخرى تتواجد فيها نقاط عسكرية على مدار اليوم، من اين تدخل تلك السيارات وتفخخ ومن يُدخِلها ياترى؟ اليست الشكوك جميعها تنصب على ساكني تلك المنطقة من الجبناء؟ اليس من حقنا ان نشك بأقرب الناس من حولنا ممن يجلس معنا صباحا ويقتلنا ليلا؟
نقاط نضعها امام كل صاحب ضمير، كل عراقي شريف، كل انسان يحمل ضميرا انسانيا، ونتسائل كيف يكون حال شخص حصد الارهاب اربعا من اولاده والخامس نجا من محاولة اغتيال يرقد في المستشفى منذ ستة اسابيع؟ انها زوجة المرحوم انور أميش، يكون الله عونا لك ياام الشهداء على هذه المصيبة الجلل.
اية ديانة او عقيدة تسمح بان يهدم البيت على ساكنيه ويقتل الاطفال والنساء من دون ذنب اقترفوه؟ اين منظمات حقوق الانسان التي تنادي بالغاء حكم الاعدام عن القتلة والمجرمين؟ ما راي تلك المنظمات بمثل هذه الجرائم؟ اين رجال السياسة وهم يرون الدم التركماني يسفك يوميا؟ اين رجال الدين ورايهم بما يجري لنا نحن التركمان؟ اين المسؤولين والقيادين التركمان؟ اليس من واجبهم ايصال تلك الماسي الى اصحاب القرار السياسي في الدولة؟ من معنا ومن ضدنا؟ أهم العرب؟ اي طائفة منهم؟ ام الاكراد؟ لانعلم. ومع من نحن التركمان؟ لاندري. من يحمينا؟ الشرطة الاتحادية ام المحلية، ام الجيش، ام البيشمركة؟ ام انهم جميعا متحالفين ضدنا؟
نعتقد جازمين بان لا احد من هؤلاء يستطيع حمياتنا، ونحن كتركمان لاحامي لنا غير ان نحمي نحن انفسنا وعليه نقترح الاتي:
1- تشكيل صحوات من الشباب التركمان في طوزخورماتو اشبه بالصحوات في المناطق الاخرى من العراق باشراف الدولة وموافقتها، يقع على عاتقها حماية التركمان في المدينة.
2- وضع الحواجز الكونكريتية على كل المداخل في طوزخورماتو حالها حال مدينة الخالص ومدن اخرى في العراق ، ووضع سيطرات اضافية داخل المدينة دون استثناء اي محلة منها، ويكون الدخول الى المدينة والخروج منها من نقاط محددة.
3- يكلف قوات من الجيش او الشرطة الاتحادية بالاشراف على تلك السيطرات والمداخل حصرا. تكون لها الصلاحية المطلقة في حفظ الامن.
4- ان يكون افراد قوات الجيش والشرطة الاتحادية المكلفة بهذه المهمة من ابناء المحافظات الاخرى.
5- عدم السماح بتدخل أية قوات من الشرطة المحلية او البيشمركة او ميليشيات الاحزاب في عمل الجيش والشرطة الاتحادية.
الاختراقات الامنية في طوزخورماتو في تواصل مستمر على الرغم من قيام المواطنين التركمان بكل ما من شانه المحافظة على مناطقهم، ولكن على مايبدو ان الامر ليس بهذه البساطة ، فاصبح واضحا للملآ بان للارهاب اليد الطولى في طوزخورماتو، نداء نوجهه الى الحكومة والبرلمان ليلتفتوا الى مدينة طوزخورماتو ففيها شعب يذبح يوميا ومستهدف بطريقة مبرمجة لابادته وتهجيره من ارض اجداه قسرا، مسؤولية اخلاقية تقع على عاتق المسؤولين والقياديين التركمان اولا لايصال معاناة شعبهم الى الدولة ومؤسساتها المعنية لتاخذ طريقها لعل من توفر المعالجة الصحيحة والنهائية، لعل ناصح او عارف او محسن ياخذ تلك المقترحات بعين الاعتبار ويكون عونا لهذا الشعب المعطاء والمحب للوطن العراقي.
مقالات اخرى للكاتب