من عادتي يوميا ان اتابع ما ينشر من اخبار وما يكتب من مقالات في عدد من الصحف والوكالات والمواقع الالكترونية وامر طبيعي ان تثير انتباهي بعض المقالات ومثلها من الاخبار بسبب عناوينها او قيمتها الخبرية وكان ان وقعت عيني قبل يومين على مقال تحت عنوان" مقتدى الصدر + عمار الحكيم = نقطة سوداء في تاريخ التشيع الحديث" لكاتب يدعى صفاء علي حميد وللوهلة الاولى كنت اعتقد ان الكاتب لن يذهب بعيدا في سبابه وتهجمه وقلبه للحقائق عن الحملة الجبارة التي يشنها قادة وكتاب دولة القانون ضد زعيم المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم وضد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بعد اتفاقهم في عدد من المحافظات على تشكيل مجالس المحافظات وخاصة التحالف الذي ادى الى تشكيل مجالس المحافظات في البصرة وبغداد وخاصة في بغداد بحجة تسليمها الى القتلة والمجرمين بعد اشراك رياض العضاض من قائمة متحدون كرئيس لمجلس المحافظة على الرغم من ان الاتفاق جرى بين الاحرار والعراقية وعلى الرغم من ان العضاض مسموح له بالمشاركة في الانتخابات باوامر قضائية وعلى الرغم من ان واجبات مجالس المحافظات خدمية فقط وعلى الرغم من ان خدمات بغداد تقتصر على الاطراف فقط اما المركز فمن اختصاص امانة بغداد حصرا والتي هي بذمة وكالة دولة القانون. غير ان هذا التوقع لم يكن في محله بعد قراءة المقال لان ما جاء في المقال امر اخر ويندرج في اطار دعوة الكاتب المبجل الى السيدين الحكيم والصدر بضرورة تقسيم العراق على اساس عرقي وطائفي بحجة ان كل ما يحدث في العراق اليوم وقبل اليوم كان بسبب الدعوة الى وحدة العراق لان هذه الوحدة هي من تسببت بقتل العراقيين وقطعت اوصالهم وهمشتهم وهجرتهم واغتصبت حقوقهم كما انها"أي وحدة العراق" سبب مباشر بحروب الداخل والخارج حتى تلك التي جرت في زمن المقبور صدام.. وهي سبب الفساد المالي والاداري وهي سبب خروج العراق من تصفيات كاس العالم وسبب ارتفاع درجة حرارة الارض وسبب زيادة التصحر وسبب خروج المطربة الكردية من سباق ارب ايدل كما اعتقد. والتساؤل هنا ما علاقة السيد الحكيم والسيد مقتدى الصدر بالحروب الداخلية والخارجية وما هي علاقتهم بقتل العراقيين وتقطيع الاوصال وما دورهم في الفساد المالي والاداري واذا كان العراق الموحد هو سبب كل الازمات كما تعتقد فما هي صلاحيات السيد الحكيم والسيد الصدر.. هل ان صلاحياتهم وجماهيريتهم توجب عليهم اعلان الدعوة الى تقسيم العراق الى ثلاث دويلات تكون شيعية في الوسط والجنوب وسنية في المناطق الغربية وكردية في شمال العراق وهل سيكون العراق والعراقيين بخير اذا ما تم تقسيم العراق ومن سيوافق على هذا المقترح اذا ما طلب من العراقيين التصويت عليه؟. لا ادري لماذا اعتبر كاتب المقال السيد الحكيم والسيد الصدر نقطة سوداء في تاريخ التشيع الحديث في حين يتوجب عليه ان يطلق هذه التسمية على جميع المرجعيات الدينية والشخصيات الوطنية وعلى رئيس الوزراء والحكومة المركزية والحكومات المحلية ومجلس النواب والشعب العراقي باجمعه لانه يرفض التقسيم وبالتالي وعلى راي الكاتب فان كل من يفكر بوحدة العراق ولحمته وتماسكه الاجتماعي يمثل نقطة سوداء. ان على كاتب المقال ان يعلم ان الفدرالية في العراق والتي هي على اساس اداري لا زالت تعتبر من المحرمات،فكيف بمن يطالب بتقسيم العراق. نصيحة الى كاتب المقال ان يختار السيد المالكي مثلا لمثل هذه المهمة فربما يحدث الفتح على يديه طالما ان هناك جيوشا من الناس لا زالت تعتقد انه مختار العصر وانه المدافع الوحيد عن حقوق الشيعة اما دعوته للسيد الحكيم والسيد الصدر لان يقوما بمثل هذه المهمة فامر غير مستحسن بقرينة ان تحالف المالكي مع رئيس قائمة متحدون يعتبره الكثير مقدمة للمصالحة والاستقرار بينما يعتبر هذا الجمهور الكثير وجود عضو من متحدون مع الاحرار ومع المواطن في مجلس محافظة بغداد جريمة نكراء تستحق التعزير والجلد والعقوبة.
مقالات اخرى للكاتب