Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عنف الضحايا ضد أنفسهم
الخميس, تموز 24, 2014
محمد غازي الاخرس

منذ مدة طويلة وأنا أنوي فتح هذا الملف وها هي المناسبة تعطيني مبررا قويا لفتحه، أعني مناقشة سيكولوجية المكرود المغلوب على أمره، المضطهد دائما والمستعد لتلقي الصفعات من مضطهديه. هذا الأنموذج الإنساني الغريب الأطوار الذي يختزن في روحه طاقة من العنف تعادل ذلك العنف الواقع عليه، المكسور أبدا، الخائف من عدوه، الحالم بأن يحوز سلطته، أي سلطة مضطهده، بهذه الطريقة أو تلك.ولكن ما الذي جعلني أقرر فتح هذا الملف الشائك الآن؟ هل للأمر علاقة بما يجري في العراق؟ سؤال أجيب عليه من خلال تذكيركم بما يشيع اليوم من تخوين وشتم وتقريع لبعضنا بعضنا. يكفي أن تطالع لغة العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي حتى تكتشف أنك أمام حفلة عنف رمزي هي الأوسع التي نراها. الجميع يلوم الجميع والجميع يوجه الصفعات للجميع. وكل هذا ينبئ أننا في أزمة كبرى، أن لدينا مقدارا من القهر يكفي لإحراق الروح والجسد. هذه الظاهرة، في الواقع، ليست عراقية بل هي إنسانية وغالبا ما نراها عند الشعوب المأزومة وتكمن في أن المضطهدين سرعان فما يصبحون شرسين ضد أبناء جلدتهم حالما تضيق بهم المآزق وتحيطهم ضربات الخصم الذي يضطهدهم. تراهم يلجؤون للعنف الرمزي والفعلي فيما بينهم وكأنهم ينتقمون لأنفسهم ولكن بالمقلوب. أي بدلا من أن يفرغوا غضبهم في السلطة أو الخصم يذهبون إلى مواطنيهم ليسوطوهم بكرابيج لغوية وفعلية، مطبقين بذلك مثلهم الشهير: ما يكدر أبوي إلا عله أمي!
في مسرحية "كاسك يا وطن" يمارس دريد لحام، في أحد المشاهد، هذه الفعالية ضد زوجته فيصفعها، وحين تعاتبه يشرح لها الأمر قائلا أنه "يفش غله" فيها محررا العنف الواقع عليه في الشارع من قبل السلطة. ثم يقول لها ان الأمر يشبه الدورة؛ هو يتعرض لقهر الشارع فيفرغ غضبه فيها، وكردة فعل تفرغ هي غضبها في أطفالها فتضربهم، ثم ما أن يخرج الأطفال إلى الزقاق حتى يفرغوا قهرهم في رفاقهم وهكذا.
ما يجري في العراق هو هذا بالضبط. مكوناتنا وطوائفنا تتقاتل فيما بينها بأذرع عنفية لا تمثل سوى الأقلية فيها، فيقع العنف كله على المكاريد السائرين في سد الحائط، شيعة وسنة، عربا وكردا، مسلمين ومسيحيين. ولأنّ هذه الملل والشرائح حشود تتحرك بشكل جماعي وتنزع لتنميط الآخرين، فقد صار الجميع عدوا للجميع، وبات الجميع يتعرض لعنف يبدو وكأنه موجه من الجميع. بهذه الطريقة، شاع خوفٌ جماعي من عدو واحد ومتعدد في الوقت نفسه، عدو يجمع من كل طائفة جزءا ومن كل جماعة نبضا. والخلاصة رسوخ مزاج مرعب مؤداه يقول: هذا يريد قتلي ويضطهدني دون وجه حق.
سيكولوجية المكرود العراقي المستضعف تنحو، في هذه الحالة، إلى اختزان عنفٍ رمزي وتفجيره في وجه أقرب "ضعيف" في الجوار. وغالبا ما يكون الضحيةَ مكرود آخر ينتمي للدائرة ذاتها، أي دائرة ضحايا العنف من أي طائفة كانت ومن أي عرقٍ أو شريحة. تنظر لمواقع التواصل الاجتماعي فتستغرب مقدار الشتائم المتطايرة من العراق إلى أوروبا ومن مدينة الموصل إلى البصرة. هذا يقول ـ أنتم هجرتمونا من الموصل ولم تتوقفوا عن تهديدنا منذ سنوات، فيرد الآخر ـ نحن الذين قدمنا آلاف الضحايا بالمفخخات والأحزمة الناسفة فكيف نكون ظالمين لغيرنا! الطرف الثالث له سرديته المختلفة وكذا الأمر مع طرف رابع وخامس. اتهامات لها أول وليس لها آخر يرافقها عنف لفظي مؤذ وشتم وتخوين لا يقلان قسوة عن سياط "داعش".
نعم، إنها قسوة المكرود ضد رفيقه وعنف المسكين ضد شريكه في المسكنة، ولدى باحثي علم الاجتماع الكثير من التفسيرات لهذه الظاهرة فدعوني أتأمل معهم بعض ما نمر به فانتظروني أنجاكم الله من عنف أنفسكم.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.51181
Total : 101