يبتدعون قضية مقدسة، صنمية، دينية او قومية او أخلاقية، ثم يستبيحون دماء الناس بذريعة الدفاع عنها، بلا محاكم، او تحقيق، أو اسباب لها ظلال على الارض، ولا يتورعون عن استخدام افظع الاسلحة واشنع الاحكام واتفه المخلوقات لتنظيم مذابح مسلية لهم باسم تلك القضية.
مجزرة ريف دمشق اعادت السؤال عن سر اعجاب الحكام الطغاة بالسلاح الكيمياوي، وقبلها انفال حلبجة التي اتت على حياة خمسة الآف من القرويين الابرياء في رمشة عين، بين اطلاق الصواريخ وارتطامها بالارض، وقبلهما قرية جيرنيكا التي ارسلت الفاشية الفاجرة الى مزبلة التاريخ، ابطالها جميعا مصاصو دماء اخذوا امتيازات الجريمة من فتاوى ونصوص سوداء.
لم يكن برام ستوكر قد تخيل ان هناك مخلوقات تمص دماء البشر قبل ان يلتقي عام 1890 بشكل عابر برجل يمص دماء ضحايا ليخترع من مشهده شخصية دراكولا التي تثير الفزع فرط قسوتها.
اما “قضية” اسامة بن لادن التي ذبح من اجلها عشرات الالوف من العابرين واصحاب الحظ العاثر فهي بسيطة جدا.. تقوية عمود الدين.. بالسيف والتفجيرات والمذابح الجماعية وليس بالانتخابات والتصويت، ويحرص ان ينشد صبيان القاعدة بيتا كان قد الّفه ، يقول:
عمود الدين لا يقوى بتصويتٍ وتخذيلِ.....
فغير السيف لا يجدي يميناً فتية الجيلِ
وامس الاول كشفت السلطات البريطانية عن مخالفة تحت طائلة القانون سجلت على الداعية الاسلامي الباكستاني المتطرف (اكاد اقول المنحرف) محمد فاروق نظامي الذي يقدم برنامجا في “الجهاد الشرعي” من اجل الدين من فضائية النور الاسلامية المرخص لها في لندن، وكان يجيب عن أسئلة متعلقة بالإسلام يرسلها المشاهدون من كل أنحاء العالم، ولم يرمش جفنه وهو يفتي بانزال قصاص الموت بكل من لا يحترم العقيدة الاسلامية.
“القضية” التي تستباح الدماء من اجلها تصنيع قديم لوحشية سكان الغابات، حين كان القانون الوحيد للبقاء على قيد الحياة هو ان تقتل، وتقتل.. القانون الذي يقول.. اذا لم تقتل فانك ستُقتل..
والآن يريدون بنا العودة الى الغابة.. هذه هي القضية.
“لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول”.
لورد توماس
مقالات اخرى للكاتب