طالعتنا الأخبار باتخاذ السيد رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي عدد من الإجراءات الاحترازية لمجلس النواب بعد تهديدات القاعدة والإرهابيين بنسف أو نية الهجوم على مجلس النواب وكانت هذه الإجراءات لوحظت أنها اتخذت بشكل غير مسبوق حيث لوحظ اجتماع النجيفي مع رئيس أركان الجيش وتخصيص قوات إضافية لحماية المجلس مع أجراء خطة طوارئ لكيفية أجلاء الموظفين في حالة الهجوم على المجلس وتم قطع الطرق المؤدية إلى بناية المجلس ولحد يومنا هذا مما زاد من معاناة المواطنين والتي هي في معاناة دائمة في كيفية ذهاب المواطن العراقي إلى عمله أو قضاء مصالحه وفي أكثر الأحيان يلجأ الكثير من المواطنين إلى السير على إقدامهم ولعشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى أماكن عملهم أو قضاء مصالحهم من رجال ونساء وأطفال وحتى شيوخ كبار ولا ادري هل لديهم أحساس بهذه المعاناة سواء من كان في البرلمان أو الحكومة وكل من في المنطقة الخضراء ولكن لديهم تصور وقناعة تامة بان أهم شيء هو الحفاظ على أرواحهم والتي كما يبدو هي غالية عندهم كثيرة بحيث يهون كل شيء إمامها وحتى ولو كان على سبيل معاناة المواطن العراقي وتحمل معاناة ثقيلة جداً إضافة إلى كل التركات الثقيلة التي يئن منها شعبنا العراقي والذي حسب ما تسرب من إنباء في أول الأمر انه تم تأجيل جلسة مجلس النواب وإعطاء إجازة لموظفي المجلس وهذا ما صرح به النائب علي الشلاه ولكن يبدو إن النجيفي قد تراجع عن هذا القرار للإحراج الذي وقع فيه وعقد جلسة أقل ما يقال عنها بائسة حيث انعقدت يوم الثلاثاء الماضي المصادف 20/8 وهذا يفسر بمقدار الهلع الذي يعيشه النجيفي وباقي أعضاء البرلمان مع العلم أن هذه الجلسة كانت هزيلة باهتة بكل معنى الكلمة لما تم مناقشته من قوانين وقرارات وهي حالها حال الجلسات الأخرى بل ومن أسوأها ولكن تم عقدها لأجل وكما يقال حفظ ماء الوجه.
والذي يراقب الوضع يفسر هذا الموقف أن هناك حالة من الهلع والخوف لدى كل من في المنطقة الخضراء من حكومة وبرلمان وكل مفاصله الأخرى والذي يعني أن زمام المبادرة ليس بيد قواتنا الأمنية بل هو بيد الإرهابيين والقاعدة وبمختلف تشكيلاتها وأن زمام الأمور كله ليس بيد الحكومة والقوى الأمنية وأن ليس بيدها أي حيلة أو شيء في هذا الأمر وتلك القضية يعرفها إي مواطن بسيط في عراقنا والتي أصبحت من البديهيات لديه والذي وصل المواطن إلى قناعة بان الحكومة والقوى الأمنية غير قادرة على حمايته وحماية والعراق نتيجة ضعفها الكبير وهوانها.
ونحن نطرح هذه الحقائق لكي تكون لدى مجلس النواب ممثلة برئيسها والحكومة وكل من يعمل في المنطقة الخضراء والتي يبدو أنها محجوبة عنهم نتيجة هذا التصارع على المناصب والكراسي وكذلك المهاترات السياسية والتي جعلت هذه المعلومة قد حجبت عنهم لأنهم وكما يبدو يعيشون في واد والشعب يعيش في واد آخر.
وهذا بالتالي أدى إلى أن يكون الإرهاب هو الذي يحدد المكان والوقت الذي يستطيع فيه تنفيذ أعماله المجرمة ومتى يشاء وهذا يدلل على تطور الأساليب والأدوات التي ينفذها في جرائمه نتيجة الدعم اللامحدود من قبل دول الجوار وفي مقدمتهم السعودية وقطر والكثير من الدول الأخرى وفي الجانب الأخر نلاحظ جمود قواتنا ورتابة أساليبها وبقائها على حالها مضاف إليها وجود الكثير من العناصر المندسة من أذناب البعث وكذلك الفاسدة والتي يتم شرائها بأبخس الأثمان وعدم وجود جهد استخباري عالي التنظيم يتيح تفعيل الضربات الأستباقية وكذلك وجود الغطاء اللوجستي للإرهاب من ساسة وقوى سياسية هم داخل الساحة السياسية العراقية تساهم في ذلك وبنشاط قوي وفعال ارتضت أن تقبل بتهديم وتدمير العراق وشعبه.
وهناك جانب مهم هو عدم قدرة قياداتنا الأمنية على مواجهة الإرهاب نتيجة لقلة الخبرات التي يمتلكونها من ناحية العدة والتنظيم وحتى كفاءتهم العسكرية وهذا نتيجة أنه ليسوا أهلاً لهذه المهمة نتيجة أنهم جاءوا وفق المحاصصة الطائفية أو صعدوا إلى هذه المناصب بطرق فاسدة وغير شريفة حيث نسمع بين الآونة والأخرى أنه يتم بيع المناصب العسكرية بالدفاتر من الدولارات وحسب أهمية المكان وموقعه ولكن كل هذا يتم التستر عليه وهذا أدى كله إلى أن يكون وضع حال العراق وشعبه في هذا الحال المزري والبائس.
ومن هنا يجب أن تكون جهود جبارة وعالية الكفاءة والمهنية في محاربة الإرهاب لأن من حولنا لا يريدون الخير للعراق وشعبه كما أن هناك هجمة شرسة وعنيفة ودولية في هذا المجال من قبل الإرهاب وبدعم خارجي وداخلي مما يتطلب وجود قوات عالية التدريب وذات قدرات قتالية عالية من ناحية العدة والعدد لملاحقة الإرهاب يضاف إليها وجود جهاز استخباري ذو قدرات مهنية وخبرة عالية لعمل الضربات الاستباقية ودحر الإرهاب وعملياته في مهدها وهذا يتطلب وجود معدات قتالية عالية الجودة وقادرة على مواجهة الإرهابيين وعملياتهم المجرمة من أجهزة كشف وإنذار وكذلك معدات قتالية وهذا يتطلب تنويع مصادر تجهيز الجيش العراقي وقواتنا الأمنية وعدم الركون إلى جهة واحدة مثل الأمريكان والذين اثبتوا أنهم يماطلون ويسوفون في كل صفقاتهم وغير جادين في تجهيز العراق والجيش بالمعدات القتالية مع العلم أن هناك أسواق كثيرة من مناشيء متعددة وهي مفتوحة ويرغبون ببيع معداتهم لإنعاش اقتصاديات دولهم وهناك أمر ضروري يجب قوله انه يجب من يعقد هذه الصفقات أن تناط برجال أكفاء تتوفر فيهم النزاهة والشرف وحب العراق وشعبه ورفع الظلم والبؤس عن هذا الشعب والبلد بدل جلب شخصيات فاسدة وطفيلية همها الأول هو ملء كروشهم المنتفخة وعقد الصفقات الفاسدة وليس لديهم إي خلفية علمية أو مهنية في عقد مثل تلك الصفقات ليتم استخدامها من قبل كل السياسيين كورقة للإسقاط السياسي والتشهير لهذه الجهة ضد الأخرى...
ومن هذه النقطة يجب أن تتضافر كل الجهود وتتلاحم من أجل دحر الإرهاب وبناء العراق سواء من كان في مجلس النواب أو الحكومة وكل القوى والكتل السياسية لأن مسئولية وإدارة العراق هي مسئولية مشتركة وليس هي خاصة لحزب أو تيار معين لأن هذا الحزب هو الذي يقود العملية السياسية ومن أجل يجب أفشاله وعدم أعطاء اي فرصة لنجاحه ولو على حساب العراق وشعبه.
ولو رجعنا إلى مفهوم ومصطلح المحاصصة الذي تنادي به كل الأحزاب والتيارات في ساحتنا السياسية والذي اثبت فشله على كل الأصعدة الذي يعني أن الكل مشاركين بالعملية السياسية مما يعني أن فشل الحكومة هو فشل للحكم جميعاً وليس لحزب أو تيار معين ومن يطرح غير ذلك فهو يدلل على نظرة قاصرة وضيقة وعدم فهم للسياسة والأحسن له أن يجلس في البيت لكي يرتاح ويريح الناس من تصريحاته الجوفاء والسخيفة سواء من النواب والنائبات أو قوى سياسية أخرى وهذا لو أردنا تقريب الصورة فلنطرح مثال على هذا قولنا هو فريق كرة القدم فعند فوز الفريق يعني فوز أحدى عشر لاعباً بمجموعهم ونفس الشيء عند خسارتهم فتعني خسارتهم جميعاً ونفس الشيء ينطبق على عمل الحكومة.
فيا سيادة رئيس البرلمان وكذلك الحكومة وكل العاملين في المنطقة الخضراء من ساسة وقادة لايتم مكافحة الإرهاب بقطع الطرق وتحصين منطقتكم بالعدة والسلاح لأنكم عندما عملتم في مجال السياسة فأنتم نذرتم أنفسكم وأرواحكم لخدمة العراق وشعبه والذين أنتم تدعون ذلك والواقع يتكلم بغير ذلك وان ليس حياتكم وحياة عوائلكم ليس أغلى من حياة العراقيين بل ليست أغلى من ابسط مواطن الذي به تشرفتم وانتخبكم عندما غمس إصبعه بالحبر البنفسجي وجعلكم تجلسون على هذه الكراسي والذي باعتقادي المتواضع واعتقاد الغالبية من العراقيين بعد ممارسة الحكم لديكم أنها أكبر من قدراتكم وأنكم لستم المؤهلين للجلوس عليها.
وهناك كلمة أخيرة أقولها لكم إذا بقت تلك تصرفاتكم في تبني مفهوم هارون العباسي والذي قال ((أن كرسي الحكم عقيم)) للحفاظ على كراسيكم وحياتكم بزيادة معاناة المواطنين بقطع الطرق وعمل نقاط التفتيش والسيطرات والتي أصبحت لاتطاق لدى إي عراقي والذي بدا يكفر بكل أجراءتكم والتي أثبتت فشلها على كل الأصعدة فصدقوني أنكم سوف لن تجدون من ينتخبكم في الدورة القادمة بل لن تجدوا أحد يذهب إلى صندوق الاقتراع ويغمس أصبعه بالحبر وهذا هو سقوطكم وفشلكم الذريع وان لا تحلموا بإعادة انتخابكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقالات اخرى للكاتب