اعتمد العسكر في مصر، لتبرير انقلابهم العسكري على .. الهلال، والصليب، ورجال السياسة.
ومن الأسباب التي دفعتهم للاعتماد على البرادعي، أنه يحمل جائزة نوبل للسلام، ليظهر الانقلاب على أنه سلمي غير معتد.
وخلال شهرين من الانقلاب العسكري، تدخل أنصار الانقلاب من الساسة والعسكر وعلماء دين وأصحاب فكر وفن، وقالوا .. إن ماحدث في مصر، لايمكن أن يسمى انقلابا !، لأن مابين أيديهم وماخلفهم .. هلال، وصليب، وجائزة نوبل للسلام.
البرادعي، قدّم استقالته بعدما رأى الطريقة الدموية التي فضّ بها الاعتصام. وعلى إثر تقديم استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية، وجهت له تهمة خيانة الأمانة.
والمتتبع للأحداث، ينظر للاستقالة من جهة أن .. الترشح والاستقالة، شأن فردي، يُسألُ عنه صاحبه. وكما تحمس في البداية، للجري وراء الكرسي، فليدافع عن نفسه فيما وصفه به أصدقاء الأمس.
ومن جهة أخرى، أن العسكر خُلقُوا للدفاع عن الأرض والعرض، معتمدين على تكوينهم الذي يميّزهم ويرفعهم في آن واحد، والمتمثل خاصة في الأمر والنهي.
والعسكري، يفشل في إدارة القضايا اليومية والسياسية، لأنها مبنية على المناورة والأخذ والرأي، ولايوجد في قاموسهم كلمة اسمها استقالة، لذلك لايُقبل النقاش، ويُحاكمُ المستقيل، بغض النظر عن دواعي استقالته، ويعتبر بالنسبة لهم خيانة للأمانة، تستوجب العقاب.
هذا التعامل مع استقالة البرادعي، سيعامل بها شيخ العسكر لو قدّم استقالته. ويفهم الآن، لماذا احمد الطيب، تراجع عن قرار الاعتزال من منصبه، والتزام بيته، رغم الدماء التي سالت.
يقيت الاشارة، إلى أن البرادعي، حين قدّم استقالته، كانت عينه على جائزة نوبل للسلام، خوفا من أن تنتزع منه.
إن الذين رضوا بانقلاب العسكر، لايمكنهم أن يقدموا استقالتهم، بعد الذي رأوه من استقالة البرادعي، ولايمكنهم أن يتخذوها ذريعة في عدم تقديم الاستقالة.
مقالات اخرى للكاتب