لقد غُرست شجرة الحرية والعدالة والحق في هذه الأرض مع نزول أبينا أدم عليه السلام إليها ، وأصبحت هذه الشجرة يانعة وباسقة ولكن تريد من يسقيها كغيرها من الأشجار بين فترة وأخرى ولكن شرابها ليس الماء بل هو دم الأحرار من بني بشر الذي لا يقبلون الضيم ويعشقون الحرية والعدالة والحق ، فأول من سقاها كان هابيل عليه السلام عندما قتله أخوه قابيل الشرير المتشبع بالصفات السيئة ومنها البخل و الحسد ، وهكذا بقية هذه الشجرة عظيمة وكبيرة تضيء الطريق لكل طالب للحقيقة والحياة الكريمة نتيجة دماء الشهداء التي يبذلوها لسقي هذه الشجرة ، وأخر هذه الدماء كانت للشيخ حسن شحاته ورفاقه الذين قُتلوا بطريقة همجية تذكرنا بإجرام بني أمية وبني العباس مع أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم من الموالين ،هذا الشيخ الذي صدح بالحق وأعلى صوته بكلمة العدل وسط شعب قد أسكرته الملذات وأغمضت عيناه أموال الوهابية وآل سعود حتى أصبح ثملاً يترنح في طريق الباطل والضلال ، حتى أيقظته فزعاً مرعوباً دماء هذا الشيخ الجليل وجعلته يجر الحسرات على هول المصيبة التي أرعبت هذا الشعب الذي لم يتعود على مثل هذه الجريمة ، فشدت همته ودفعته للخروج الى الشارع ثائراً ومناضلاً من أجل إسقاط الظلمة والمحامين والداعمين للمجرمين القتلة ، فكانت هذه الجريمة من العوامل التي سرّعت في إسقاط الأخوان بل من أكبر الأسباب التي أدت الى هذا السقوط المدوي الذي لم يستطع أن يصبر الإخوان في حكمهم أكثر من سبعة أيام حتى أصبح أغلب قادتهم في سجون مصر وفي مقدمتهم مرسي ، وقد صرح الكثير من السياسين والمثقفين المصريين والعرب بهذا المعنى ، وبعد فشل و سقوط الأخوان في مصر تبعثرت الأوراق وتغيرت التحالفات وفشل المخطط الأمريكي في قيادة المنطقة بواسطة سيطرت الإخوان على مراكز القرار في دول الربيع العربي ، وأصبحت مصر واحداثها تاخذ الحيز الأكبر من تفكير الدول التي تريد تغير النظام في سوريا ، حتى أصبح هذا التحالف جبهتين متعاديتين إحداهما تريد حكم الإخوان وهي تركيا وقطر والثانية تريد حكم العسكر وهي السعودية والإمارات والكويت بالإضافة للبحرين ، هذا التحالف القوي وذو النفوذ العالمي الكبير الذي أتخذ من حرية الشعوب والطائفية (الدفاع عن أهل السنة) الغطاء لكي يمرر كل مخططاته في ضرب حصن المقاومة الأخير ، ولكن سقوط الإخوان قد أظهر هذا التحالف على حقيقته المخزية التي لم تؤمن بحرية الشعوب في يوم من الأيام ولم تدافع عن حقوق أي فئة أو مذهب من مذاهب الإسلام ، ولكن المصداق الحقيقي لحركتها هي المحافظة على عروشها حتى وأن تطلب الأمر قتل الشعوب وتديمر البلدان كما يحدث الأن في سوريا ذات الأغلبية السنية ، وعندما أحست السعودية وأذناباها من دول الخليج بخطر الأخوان (السني) عليها ، عندها بذلت كل ما تملك من إمكانيات لإسقاطهم حتى وأن تطلب قتل الشعب المصري السني العقيدة ، المهم إزالت كل خطر قد يتسبب في تهديد عروشهم وسلطانهم ، وهكذا تحطم التحالف الطائفي البغيض ( مثلث الشر) المتمثل يالسعودية وقطر وتركيا بعد سقوط الأخوان في مصر التي أسهمت في تسريعه الدماء الزكية للشيخ شحاته ، وبعد فشل الأخوان وتحطم تحالف الشر تغيرت كل المعادلات وأصبحت جبهة المقاومة والحرية والثبات على مبادئ الإسلام الحنيف الذي يرفض الظلم والقتل الهمجي البربري الذي تقوم به عصابات الوهابية أكثر قوةً وأكبر معنوياتاً ، وهكذا فعلت دماء الشيخ شحاته ورفاقه ما لم تستطع أن تفعله دولاً بكامل إمكانياتها فغيرت المعادلات وأربكت الخطط وأضعفت جبهة الشرالطائفية وأزالت الأخوان من حكم مصر.
مقالات اخرى للكاتب