بسمه تعالى: ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ).
جاء في نهج البلاغة عن الأمام علي عليه السلام: ( العين حق، والرقى حق)، الرقى تعني التعويذات التي تكتب وقاية من الأصابة بالعين.
ذكر المفسّر الكبير الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل، حول الآية أعلاه، كلام قال فيه: (( يعتقد الكثير من الناس أنّ لبعض العيون آثاراً خاصة عندما تنظر لشيء بإعجاب، إذ يترتب على ذلك الكسر أو التلف، وإذا كان المنظور إنساناً فقد يمرض أو يجنّ..
إنّ هذه المسألة ليست مستحيلة من الناحية العقلية، حيث يعتقد البعض من العلماء المعاصرين بوجود قوة مغناطيسية خاصة مخفية في بعض العيون بإمكانها القيام بالكثير من الأعمال، كما يمكن تدريبها وتقويتها بالتمرين والممارسة، ومن المعروف أنّ( التنويم المعناطيسي) يكون عن طريق هذه القوة المغناطيسية الموجودة في العيون.
إنّ( أشعة ليزر) هي عبارة عن شعاع لا مرئي يستطيع أن يقوم بعمل لا يستطيع أي سلاح فتّاك القيام به، ومن هنا فإنّ القبول بوجود قوة في بعض العيون تؤثر على الطرف المقابل، وذلك عن طريق أمواج خاصّة ليس بأمر مستغرب.
ويتناقل الكثير من الأشخاص أنّهم رأوا بأمّ أعينهم أشخاصاً لهم هذه القوة المرموزة في نظراتهم، قد تسببّوا في إهلاك آخرين( أشخاص وحيوانات وأشياء) وذلك بأصابتهم بها.)).
جبار شاب يعمل كاسباً من الصباح الى المساء، عُرف جبار وأشتهر بين الناس، أنه يصيب الناس بعينه( يحسد)، ويلحق بهم الضرر وقد جرّب مرارا، في يوم من الأيام كنت واقفاً معه، مرّ بنا( چايچي)، قال له جبار صب لنا شاي، فقال له الچايچي ما أصب لك ـ الظاهر أنه له خلاف مع جبار ـ قال جبار( وعلي) أعطيك مهلة ربع ساعة، إذا ما تجيب لي شاي (شوف شسوي بيك).
لم تمر سوى 10 دقائق، وإذا( بالچايچي) يسقط على جسمه قوري الشاي المغلي، ويذهبوا به الى المشفى، في اليوم الثاني، مر صاحبنا بجبار، قال له جبار نصحتك وما أخذت بنصحيتي، رد عليه( الچايچي)، وقال: ذهبت الى السادة آل سيد حمد وعملوا لي رقية( حرز)، بعد ما أخاف منك، رد عليه جبار وقال: لو تحمل قرآن بجيبك ما يخلصك مني!
هذه حكايات جبار حقيقية، وليست من نسيج خيالي، وهي كثيرة، لذلك أشتهر بأنه حسود، قلت له يوما، وأنا امزح معه، لماذا لا تصيب السياسيين بعين من أشعتك الليزرية وتخلصنا منهم؟ حكمونا 8 سنوات، لا أنا ولا أنت ولا الشعب أستفاد منهم شيء، وخصوصا ونحن شباب ولدينا آمال وطموحات كثيرة، فقال لي: أوصلني أليهم لكي أراهم بعيني، وليس لك علاقة!
قلت له: أنظر أليهم من خلال التلفزيون، قال لا ينفع إلا بالمباشر، وأخاف تصير ضربة العين بالتلفزيون( ويروح أبلاش)!
الشعب محتاج الى جبار وأمثال جبار، وعليهم أن يجدوا طريقة ما يوصلوهم بها إلى سدة القرار، بدلا من شلة المنتفعين وألانتهازيين التي أعتلت ظهورنا.
مقالات اخرى للكاتب