مالم نكون يد واحدة ستبقى رقابنا معرضة لسكين الارهاب
لا يمكن للسلام ان يسود في العالم مالم يكون تفاهم بين جميع الاطراف ولكن ليس من مبدأ القوة والضعف وانما من مبدا الانسانية والعيش بروح الاخوة والتألف بين الجميع دون تميز باللون والعقيدة واللغة وهذا بالتاكيد لايمكن تحقيقه في عالمنا هذا وخصوصا ان الضعفاء من الحكام والشعوب التي لا تزال تقبع تحت حكم المستبدين الذين لازالوا خاضعين بكل اذلال لاصحاب القوة والنفوذ العالمي والذين يتحكمون بالشعوب على انها اداة لتحقيق اهدافهم وغايتهم ومن اجل نفوذهم وسيطرتهم على تلك التي تسمى دول او بالاحرى دويلات لايمكن لحكامها سوى ان يقبلوا بكل شروط الدول الكبرى حتى يبقون خارج دائرة الارهاب وعمليات التسقيط ببطأ او تبقى كراسي الحكام بمأمن من الاعاصير التي يصنعها شيطان العصر .
رحم الله السيد الخميني الذي وصف امريكيا بانها الشيطان الاكبر ولعلنا لم ندرك في حينها ذلك بسبب سياسة التعتيم والخوف التي استعملها النظام البائد ولعل الكثير ايقن بذلك الوصف وان لم يفصع عنه , ولعل اخر صناعة امريكية في المنطقة هو تنظيم داعش الارهابي الذي عاث فسادا بالارض قتل وذبح وهجر الالاف من العراقيين ولعله ذريعة اخرى لتتدخل امريكيا من جديد بالعراق وتكون المنقذ بعد ان اتسعت حجم الخلافات بين الكتل السياسية على المناصب تاركين الشعب في دوامة الخوف والتهجير والبحث عن مأوى يقيهم القتل بعد ان امتدت يد الارهاب لتنال منهم بكل عنف ودون رحمة , واذا ما استمر ذلك النزاع والاختلاف سيبقى الوضع على ماهو عليه اذا ما يكون اسوء من الان .
الجميع يدرك ان صناعة الموت لا تستهدف سوى الفقراء وحدهم وباسلحة معدة ومصنعة لهذا الغرض ومالم تستمر صناعة الموت تتوقف مصانع الاسلحة والمعدات العسكرية التي تمتلكلها الدول الكبرى وتكون دول العالم الثالث او بالاحرى الدول المتخلفة هي الحقل التجريبي لتلك الاسلحة والاعتدة المصنعة لقتل اكبر ما يمكن من البشر لذا نجد اغلب الصراعات والنزاعات بين هذه الدول لاسباب يصنعها و يراهن عليها من يريد للعبة ان تستمر وفق مايشاء حتى يتمكن من التدخل بطريقة او باخرى لبيع تلك الاسلحة الفتاكة او لفض النزاع وفق شروطه التي تبقى تلك الدول تحت رحمتها ويمكنها ان تشعل فتيل الازمة من جديد اذا ما تضررت مصالحها .
لا يمكن لاي قوة او تنظيم مسلح ان يتواجد على اي بقعة من الارض مالم تكن له حواضن داخل تلك الارض وبدعم وتسليح وتنظيم من امريكا ومن لف لفها وبالتاكيد ان مصلحة امريكا واسرائيل هي فوق كل اعتبار لذا نجد امريكا تصنع الفتن هنا وهناك ولاسيما في عالمنا العربي الذي عانى ويعاني من الحروب والصراعات الدموية وهذا مايجعل من تلك الدول في دوامة لا تتهي من المشاكل والازمات ويبقون دوما بحاجة لحلول ومساندة خارجية من دول تعتبرها صديقة وهي بالاحرى لا تبحث عن شئ سوى مصالحها وفرض ماتراه مناسبا على تلك الدول المترهلة والتي لا تفقه شئ من سياستها سوى الحفاظ على كرسي الحكم لملكها او رئيسها وهذا هو التخلف الحقيقي لتلك الدول التي ستبقى رهينة الى يشاء الله .
لماذا نطلب العون من دول الغرب وخصوصا امريكا لتنقذنا من التنظيمات المسلحة والعصابات ؟
لم نحن غير قادرين على ان نتحد ضد الارهاب وطرده خارج ارضنا ؟
اسئلة كثيرة لا نجد لها اجوبة في عقول عشعش بها الفساد واتخمت بالدولار؟
هل نحن بحاجة لامريكا فعلا لتدافع عن العراق , نحن لدينا القدرة ولدينا جيشنا وسلاحنا ولكن تنقصنا الكلمة الواحدة والموقف الواحد لساسة اليوم الذين ما اتحدوا انهزم الارهاب دون قتال ولكنهم في طغيانهم يعمهون تاركين شعبنا تحت مطرقة خلافاتهم وسكين داعش .
مقالات اخرى للكاتب