علي أمير المؤمنين ..والديمقراطية الظالمة نظام الحكم في الدين الإسلامي اكبر من حكومة ومؤسسات تتولى شؤون الدولة ورعايتها ,ولا نبالغ أذا قلنا أن النظام الإسلامي لا يعترف بشكل أو بأخر بكل النظم السياسية وبغض النظر عن عدالتها أو جورها ما دامت لا تحكم بما انزل الله تعالى ..نعم من الممكن أن يتعاطى الإسلام مع النظم الوضعية وينفتح عليها بدواعي تفرض هذا التعاطي والانفتاح لكن لا يمكن أن يتعرف بها كنظام شرعي أو بديل عن الحكم الإسلامي.. ومن اجل ذلك كان نظام الحكم في الإسلام عقيدة ودين اكبر من كونه نظام سياسي حاكم ينظم حياة الآمة ويدبر أمورها ..أذان حين نريد أن نقف على الصراع الدائر داخل الإطار الإسلامي يجب أن نقف في داخل هذا الإطار العقائدي الديني لا خارج عنه.. وان لا نبتعد عنه لان في الابتعاد عنه ابتعاد عن الحلول الواقعية ...فجدلية شكل النظام الإسلامي كانت المحور الذي رسم تاريخ أمته منذ عصر الرسالة إلى يومنا هذا.. وكان سببا مباشر في حالة التشرذم والشتات في ألأمة الإسلامية ..يطرح الشيعة مبدأ الإمامة والنص والاستدلال عليها عقلا ونصا وشرعا ... بينما يطرح خصومهم مبدأ الشورى ( الانتخابات ) التي لم يرد فيها لا نص قرأني ولا روائي ولم تثبت عقلا و نصا ولا أثبتت جدارتها تاريخا وحاضرا ...فالشورى بوجهها السافر عبارة عن كل الانتخابات التي جرت في هذا العالم وكانت سببا في زيادة الظلم والإقصاء والفساد ,بعبارة أخرى تتلقي الشورى مع الديمقراطية بفرعها المتين وهو أنها تمثيل لإرادة الشعب بينما تأبى كل العقائد الدينية ومن بينها الإسلام هذه الرؤية باعتبار الحكم الديني هو حكم الله تعالى.. يعني أن الله تعالى مصدر كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ولا يمثل الأشخاص في هذا النظام أكثر من منفذين للأوامر الإلهية .. لقد أثبتت الديمقراطية فشلها الذريع وها هي تسطر يوم بعد آخر صور الظلم والبطش والاضطهاد والقهر , فمع تجربتها الكبيرة لم يستطع كل منظريها من الوصول إلى نظام انتخابي يضمن نسبة تمثيل عالية تحقق فيه أرادة الشعب والذي تقول عنه انه المصدر الأول للسلطات .. ناهيك عن برامج حساب الأصوات والذي هو الآخر يعتمد آليات لا تبقي حتى لمبدأ الديمقراطية الأم ( حكم الأكثرية ) أكثر من حبر على ورق ..بالمناسبة لو تفحصنا عن اشد النظم هيمنة وازدواجية ونفاق وعيشا على دماء الشعوب المعذبة لوجدناها النظم الديمقراطية العريقة ..الولايات المتحدة ..فرنسا .بريطانيا العظمى وإسرائيل ووو!!!! ولذلك حين يقول الشيعة بعقيدة الإمامة ينطلقون من الرؤية الإلهية للواقع الإنساني العاجز عن اتخاذ نظام حكم عادل مهما طال به الزمن بالوقت الذي يعجز فيه هذا الواقع في الاتفاق على شكل نظام يرضى عنه الجميع ,ولذلك عقيدة الإمامة ليست ترفا فكريا أو عقيدة دينية مجردة الأثر بقدر ما هي ضرورة وحلا إلهيا لمشكلة الإنسان الكبرى .. وبمناسبة ذكرى بيعة الغدير الكبرى وتنصيب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه كأول حاكم ديني ودنيوي منصوص عليه ,وفي ظل الصراعات الدائرة في المنطقة على خلفية هذه البيعة الكبرى والتي مازالت تحيى في قلوب مواليها وأعدائها على حد سواء كأنها بنت يومها..نجدد العهد الولاء لخليفة الله في أرضه صلوات الله عليه , فلا بيعة ولا ولاء آلا لمن جعله الله حاكما علينا ونسأل الله تعالى أن يلتقي أبناء الأمة الإسلامية على طاولة النقاش العلمي والعقلي ..فلا قرابة تربطنا مع أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ولا تجارة ولا نسب ولا سبب كل الذي يربطنا مع هذا الأمام العظيم وشائج الدين والعقيدة .. بالوقت الذي لا تربطنا مع الخلفاء الراشدون أي وشائج أو عداء أو حقد أو كره ..كل الذي يفرقنا هو الرؤية الصائبة لنظام الحكم في الإسلام.. فإذا ما وقفنا عليها من خلال التجرد عن النزعات المذهبية والإحكام المسبقة وابتعدنا عن الذين يعيشون ويحكمون على حمى الصراع الطائفي فإننا سنصل إلى حلول تضمن للإسلام والمسلمين الوحدة والعزة والقوة .. ولا يفوتني أن أقول أن الحوار الإسلامي يجب أن لا يكون داخل الأروقة السياسية أو من خلالها أين كان شكل هذا النظام السياسي شيعيا كان أو سنيا.. بل يجب أن يكون داخل المؤسسات الدينية أو من خلالها بشرط عدم اتصاله بأي سبب سياسي .. وليتأكد الجميع أن أي اتصال سياسي سيفسد مشروع الحوار الإسلامي.. فالسياسية والحكم هما من افسد كل مشاريع الحوار والانفتاح على الآخر ...والعاقبة للمتقين ..
مقالات اخرى للكاتب