بغداد – رغم قناعة أكثر البرلمانيين وساسة العراق ان الصراعات السياسية واجهة فقط لتمرير ما يريد السياسيون أيصال الشعب، وأنهم مجرد دمى تمتلك خيوط تحريكها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد عاد في اليومين الماضيين الحديث عن سحب الثقة البرلمانية عن نوري المالكي الحليف الأقوى للأكراد، في مسرحية جديدة يراد منها لفت أنتباه العراقيين عن مرحلة تقرير مصير الدولة الكردية الجديدة.
ويدور الحديث حاليا عن وجود تحرك كردي يمثله رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، من أجل إعادة مشروع سحب الثقة عن المالكي، مطالبين رئيس القائمة العراقية أياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدري الإنضمام لهذا التحرك.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر لم تذكرها بالأسم ان "المشاورات تجري بين الطالباني والبارزاني حول إعادة سحب الثقة عن المالكي"، مضيفة ان "البارزاني طلب من علاوي الالتحاق بالاجتماعات المنعقدة في اربيل فيما رفض علاوي الحضور، معللاً رفضه بالقول: لن التحق بكم الا بعد اتفاقكم على قرار محدد".
وتابعت المصادر ان "زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد وصوله الى النجف اعطى الضوء الاخضر بالموافقة على اعادة سحب الثقة عن المالكي"، مؤكداً "مازالت التواقيع الاربعين على اهبة الاستعداد".
وكانت عدة كتل وزعماء سياسيين هددوا في وقت سابق بسحب الثقة عن المالكي بعد اتهامة بالتفرد بالسلطة ونشوب الازمة السياسية بسبب الخلافات بين الكتل حول امور تتعلق بادارة الدولة والاتفاقات المبرمة بينها والتي على ضوئها تشكلت الحكومة الحالية.
وتم اطفاء شرارة سحب الثقة بعد ان اقترح التحالف الوطني اصدار ورقة اصلاحات شاملة للدولة وللعملية السياسية فضلا عن مبادرة رئيس الجمهورية المتمثلة باعتزامه لملمة شمل الكتل في اجتماع وطني لحل الخلافات, مما جعل موضوع سحب الثقة من الامور المستبعدة.
ويرى برلمانيون عراقيون أن ما يجري من حراك وصراعات سياسية بين القوى العراقية ماهي إلا خطط يجري تنفيذها من قبل السياسيين العراقيين لصالح الدول الغربية وخارج العراق. وقال النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك ان الخلافات الدائرة بين حكومتي بغداد واربيل خلافات مسيسة ومدفوعة بثمن وتغذى من الخارج بهدف تقسيم العراق.
وأضاف المطلك "نحن ننظر الى الخلافات الدائرة بين الاقليم والمركز على انها خلافات مسيسة ولربما خلافات مدفوعة بثمن وخلافات تغذى من الخارج وخلافات تصب في مشروع الاحتلال من اجل تقسيم البلد، ولا يمكن هذا التقسيم ان يتم الا بالتصادم بين افراد الشعب الواحد".
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد عبد الجبار، أن الصراعات السياسية بين من يتحكمون بالعملية السياسية الحالية هي مسرحيات سمجة بات الشعب العراقي يعرفها جيدا، ويدرك أن قادة العراق اليوم هم دمى وبيادق تحركها بريطانيا وأمريكا لتحقيق مصالحها في البلاد وهو التقسيم وتدمير ما تبقى من البلد.
وأضاف أن أنتشار القوات العسكرية التابعة للمالكي والتي تعرف بقوات دجلة أو قوات البيشمركة التابعة لحكومة كردستان، هي تحركات لترتيب حدود الدولة الكردية المقبلة والمتوقع إعلانها قبل نهاية العام الحالي، حيث ينتشر الأكراد على الحدود المفترضة لدولتهم فيما تتحصن قوات المالكي على مقربة من تلك الحدود. مشيرا أن ما يجري من أنتشار متفق عليه بين الطرفين ومرتب بشكل دقيق.
