خطرعلى بالي التعيس..ان اغني العنوان بلحن الفلم العربي..!! (اجيال ورا اجيال ..حنعيش على حلمنا) او على انغام (امجاد ياعرب امجاد ) التي كان صوت العرب في عز مجده الناصري يصابحنا بها ويمسي..قبل اكثر من نصف قرن شطة سبب لنا بواسيرا سياسيا لا تجدي معه جراحة ولا تخفف منه اي تحاميل!!
اول ما سمعت كلمة (ارهاب) كان من اذاعتي اسرائيل ولندن قبيل حرب 56 حيث تكررت كلمة ارهابيين ومخربين وسال ابن السادسة اباه ايش ارهابيين يابا؟!! عرفت ان المقصود بها الفدائيون الذين كانوا يتسللون الى الداخل ردا على المجازر والقصف ويعودون احيانا باذان وانوف مقطوعة ليهود قتلى دليل اثبات انهم قاموا بالعملية....!!
وسمعت جنود (تساهل) في تشرين يصرخون ويرفسون كل شيء وهم يفتشون بيتنا..(حبلانيم ..حبلانيم ) وعرفت انها المرادف العبري لكلمة مخربين..!!
واول ما قرات كلمة ارهاب كان في الصف الثالث الابتدائي ومدرس التربية الدينية المتجهم يرهبنا بخزرانته الطويلة الملونة المشرشبه ويطرق بها على البنك متوعدا..اقرأ يابقرة..!! اقرأ..وما انا بقارئ ( ترهبون به عدو الله وعدوكم) ..احسست بريقي ينشف..توقفت انفاسي ..نهرني الاستاذ وهو يلوح بسيفه البتار.!!فيما بعد عرفت ان (ترهبون) في القران تختلف تماما عن ترهبون في فكر الشيطان..!! وعرفت ايضا ان هذه الاية بالذات ستكون قاعدة جهادية ينطلق منها ويستند اليها الصالح والطالح..!!
بدات اشعر بالارهاب وذل الاحتلال وانا انظر الى الهراوات السوداء التي كان يلوح بها ذوو (الطواقي الحمر) من جنود لواء جولاني بقيادة البلدوزرشارون حاكم قطاع غزة الذي قسم المخيمات كما تقسم صينية النمورة في اوائل السبعينات...!! وتذوقت طعم الارهاب اكثر من مرة وقد ترك اثاره على جسدي كدمات زرقاء..!!
ومرت فتح من هنا بالمقابل وبدأ ربيع اليسار بخطف و نسف الطائرات وعمليات في الداخل والخارج كرد فعل لارهاب وحش متغول لا قيم له ولاحدود لبطشه من دير ياسين الى جنين الى غزة ..!!
ثم جاء الارهاب من نيران صديقة في الثمانينات على شكل جنازير وماء نار وعصي يحملها ملتحون معبأون يستهدفون الكفرة والملاعين من ابناء شعبهم المهين..!! وقرات تاريخ الجماعة..!! فعرفت من اين خرج الاعور الدجال في الاربعينات بالتفجيرات والاغتيالات والمحاولات والمؤامرات والانقلابات...!!
حتى الانتفاضات تحولت ببركاته من ارهاب لعدو الله الى ارهاب لخلق الله..!! وكم مرهب قابل ربه مظلوما !!
وللحق والحقيقة فان الارهاب الدامي في العالمين العربي والاسلامي لم يتوقف من قبل ومن بعد زرع المستعمر لاسرائيل وخروجه من الباب ثم تسلله عبر النافذة.. بل كان هو ديدن الصراع بين الحكام الطغاة والطامعين الطامحين للحكم من احزاب وكتائب وجماعات..!!
فعشنا عصرسحل قاسم لنوري السعيد ليسحله عارف.الذي يفجر البعثيون طائرته.وصولا الى عصر صدام الذي خاض حربا امريكية بالوكالة مع ايران وانتهي عمليا بعد غزوتي الخليج مشنوقا بحبل شيعي..!! وبرعاية اصدقاء الامس لنعرف مفردات الفلوجة وابوغريب والزرقاوي ومقاولات قطع الرؤوس!!
وعشنا من قبل عصر الشاه الذي ارهب شعبه وصفى معارضيه لتسقطه ولاية الفقيه ويواصل الخمينيون سيرته الحميدة في تصفية معارضيهم..معلنين تحرير القدس عبر بغداد !!
وعشنا في المنفى عصر الذبح على الهوية من تل الزعتر الى صبرا وشاتيلا...لنعيش في الوطن عصر ذبح اخرعلى اللون والقضية..!!
وعشنا عصر الانقلابات والاغتيالات والانفصال في سوريا..وارهاب اسد البعث في حماه وغباء الشبل امام قبح المؤامرة..!!
وعشنا عصر حي على الجهاد في افغانستان برعاية الامريكان لينتهي الى حى ع الجهاد فيما بين المجاهدين انفسهم ويغتال كبير المجاهدين شاه مسعود بايدي متوضئة!! ويبزغ نجم القاعدة المدلل ومربيته طالبان التي تخرجت من جامعة مخابرات باكستان!!لتدفع الاولى ثمن غزوة الابراج ويطارد ابن لادن حتى الموت في اللامكان.!!
وها نحن الان نعيش عصر الربيع حيث استبدل ارهاب الطغاة بارهاب البغاة..فسمعنا باجناد الشام والنصرة والحر والاحرار وانصار الشريعة وانصار بيت المقدس ...و.... وها نحن الان نعيش عصر خلافة داعش..وما ادراك ما داعش... وماالاسماء تلك الا من نسل مسمى واحد لا يخفى على احد ..!!
ان الارهاب في مجمله سلوك عدواني متوقع في عصور الانحطاط الخلقي وغياب الضمائر والقيم ...سلوك دفاعي من الحاكم الطاغية وسلوك هجومي من الجماعات المتشهية للحكم التي تستغل وتوظف وتقود احيانا سلوكا انفجاريا للمظلومين والمقهورين كذلك السلوك الذي جعل شاعرا معروفا يفخر بانه ارهابي..!!
وقد يسأل سائل ماالفرق بين الارهاب والمقاومة..؟!! فاقول والله اعلم.... ان الفرق بينهما كالفرق بين الحق والباطل
المقاومة حق للمظلوم ووسيلته لانتزاع حقوقه من عدو ظالم غاصب.. بالكلمة.. بالعصيان ..بالتمرد ..بالسلاح....
اما الارهاب فهو خوف الباطل ووسيلته لاغتصاب الحق بالقوة ..بقطع الرقاب.. بتكميم الافواه.. بفرض الاتاوات..وبارجاع التاريخ الى الوراء..!!
اللهم اني بك ومعك ولك اجتهدت.. فلا اطلب الا رضاك ان وفيت و غفرانك ان قصرت
مقالات اخرى للكاتب