ليس مصادفة ان يوعد المالكي ثم يتملص من وعوده وتعهداته التي أطلقها على مدار السنوات ألثمان الماضية وهي فترة ترؤسه للحكومة العراقية لان انكاره الوعود والتعهدات نتاج إفرازات عقلية رجل أدمن لعبة الحكم والسيطرة باي ثمن حتى لو كان هذا الثمن مصداقيته والتزامه الأخلاقي. ومن بين العهود والالتزامات التي أطلقها المالكي على نفسه وما اكثرها وعده بترك الحكم بعد ثمان سنوات لانه كان يعتقد ان فترة ثمان سنوات كافية لاي حكومة لتحقيق برنامجها الانتخابي وتطلعات ابناء الشعب العراقي وان من لا يحقق طموحات أبناء الشعب خلال ثمان سنوات لن يستطيع ان يحقق شيئا حتى لو استمر خمسين عاما والكلام للسيد المالكي الا ان هذا التعهد والوعد نساه المالكي قبالة نعيم وملك العراق الذي يحاول المالكي جاهدا الاستمرار في حكمه حتى قيام الساعة وليس مهما تحقيق تطلعات الشعب العراقي بل المهم هو وجود المالكي حامي الشريعة والشيعة ومن بعده فان الشيعة يتامى وتائهين!! الأمر الأخر الذي تملص المالكي منه بعد ان خسر البصرة وواسط وبغداد في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة هو مطالباته كما يدعي بإدراج مبلغ البترودولار للمحافظات المنتجة للنفط في حملته الانتخابية وانه كان من اشد المطالبين بان تحصل المحافظات المنتجة للنفط على خمس دولارات من كل بر ميل يصدر من هذه المحافظات من اجل تعويضها ومن اجل معالجة اثار التلوث الذي يسببه إنتاج وحرق الغاز وكذلك لتطوير الواقع ألمعاشي لأبناء هذه المحافظات التي عانت الأمرين من الحرمان والفاقة والفقر الا ان المالكي قرر ان يصرف دولار واحد لهذه المحافظات ومن ضمنها محافظة البصرة التي وعدها بالخمس دولارات عندما كان خلف عبد الصمد محافظا لها. يبدوا ان ذاكرة المالكي سريعة العطب وكثيرة النسيان ولهذا فان الرجل ينسى ما يعد به ولهذا تراه يخالف ما يقول ويتمسك بخلاف ما يوعد به وحتى وعوده لأبناء البصرة باقتطاع خمس دولارات من كل برميل يصدر من المحافظة الحلوب والتي تساهم بأكثر من 80% من موازنة العراق المالية الإجمالية تم ابتلاعه ليس لان المالكي ما عاد يتذكر ما يطلقه من وعود بل ان المالكي يقرن الوعود والوفاء بها مع ما يمكن ان يتحقق له ولحزبه ولاستمراريته في الحكم ولان البصرة خرجت من عهدت المالكي وصاحبه كان على ذاكرة المالكي ان تتخلص من وعودها وعهودها وان تنسى كل ما وعدت به ،على الطرف الاخر فان ذاكرة المالكي كانت ستبقى متوقدة وحازمة وكريمة لو ان البصرة بقيت في عهدة السيد الدعوجي خلف عبد الصمد وكانت ستحصل على الوعود والعهود بل اكثر من ذلك ليس حبا بالصرة ولكن دعما للسيد عبد الصمد الذي لم يقدم شيئا على مدار السنوات التي تسنم حكم البصرة على انقاض الحاكم الدعوجي الذي سبقه شلتاغ. ان التغابي او التناسي قد لا يكون علاجا شافيا في بعض الاوقات خاصة اذا كان الشعب قادرا على التذكر وحازما في المطالبة بحقوقه ومكتسباته،عندها لم يبقى للاغبياء وناكري العهود الا التسليم بما يريده الشعب وما يقرره.
مقالات اخرى للكاتب