(( بارزاني لصحيفة: سأعلن استقلال كردستان إن عاد المالكي للسلطة وليكن ما يكون )).
نعم، هذا هو العنوان الذي تصدر صحيفة الحرة في عددها الصادر يوم الاثنين المصادف ٢٣-١-٢٠١٧، وذلك نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط السعودية في عددها الصادر في نفس ذلك اليوم.
وانا لا زلت حتى لحظة كتابة هذه السطور مندهشا، ولا اكاد اصدق ان تصريحا كهذا، يمكن ان يصدر من شخص مثل مسعود البارزاني، الذي قضى جل حياته في الشان السياسي الكوردستاني.
منذ نعومة اظفاره في كنف والده في جبال كردستان، وحتى يومنا هذا.
وذلك لاستحالة امكانية الربط بين طرفي تصريحه هذا، كما يبدو لي.
# بين نضال شعب ذاق الويلات ولا يزال، وهو يطالب بحقوقه المشروعة لنيل الاستقلال.
وذلك بعد ان قررت القوى العظمى فيما سبق، تقطيع بدنه الى قطع، وتوزيعها على اربع دول !!...
# وبين سارق فاسد مثل نوري المالكي، مستعد حتى لبيع ابيه طمعا للفوز بولاية ثالثة، او تحقيق مصالح شخصية او حزبية.
وباختصار شديد، فنحن هنا امام احتمالين لا ثالث لهما.
## اما ان تكون الظروف الاقليمية والدولية الحالية مواتية لاعلان الاستقلال.
وان تكون تلك الظروف مسبوقة طبعا، بضمان تاييد الشعب الكوردي لمشروع الاستقلال هذا، من جهة.
وبوحدة الصف الكوردي نفسه ازاء هذا الاتجاه، من جهة اخرى.
ليتحتم حينئذ اعلان الاستقلال، على الاقل وفاءا لتلك الدماء التي سالت لتحقيق هذا الهدف المنشود منذ عقود.
شاء من شاء، وابى من ابى.
وسواء تم طرد نوري المالكي، ام اعيد انتخابه.
فقد قيل : الكلاب تنبح والقافلة تسير.
## واما ان يكون الحال على عكس ما تقدم اعلاه.
حيث الرفض الاقليمي والدولي الجاد والصريح، والمسبوق طبعا باختلاف قراءة مشروع اعلان الاستقلال في داخل البيت الكوردي نفسه.
ليكون المشروع والحالة هذه، خطوة سابقة لاوانها، وانتحارا ان صح التعبير.
سواء تم طرد نوري المالكي، ام اعيد انتخابه، كما تقدم اعلاه.
لياتي حينئذ نفس المحذور، وهو استحالة الربط بين طرفي القضية.
والسؤال هنا :
كيف يمكن يا ترى، اختزال طموح وحلم شعب باكمله، باحتمال اعادة انتخاب شخص ما من عدمه، سواء كان ذلك الشخص شيطانا ام ملاكا ؟!!...
مقالات اخرى للكاتب