Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
القطط السمان
الثلاثاء, شباط 25, 2014
عدوية الهلالي

قال لي مبدع عراقي مثقف من جيل السبعينيات انه عاد الى العراق بعد طول غيبة ليقدم شيئا من إبداعه بعد ان توفر شرط الحرية الذي كان ينشده لكنه اصطدم بجدار روتين لم يشهد مثله في كل البلدان التي زارها ووجد في وزارة الثقافة ما لا يمت للثقافة بصلة فهي تسير على نظام ( كتابنا وكتابكم وتعال باجر وجاي من طرف فلان ) الذي يحافظ وبإصرار على تأخر البلد و( تخلفه ) في عملية تسيير العمل في دوائر الدولة ، كما انها تقابل حماس المبدعين من العائدين بعد غياب والشباب من الجيل الجديد بعبارة ( ماكو فلوس ) التي تسبب للكبار أمراضا مزمنة وللشباب إحباطا نفسيا ..لهذا اكتفى المبدع بإنجاز مشروعه الإبداعي بأقل التكاليف و( تلزيك ) كما هو الحال في مشاريع كبيرة تجاوزت كلفة الإعلان عنها والتهليل لها كلفة إنجازها لأنها سارت على قاعدة ( التلزيك ) الملائمة جدا في عصر ملء الجيوب بالمال الحكومي وانفاق اقل ما يمكن إنفاقه على المشاريع الخدمية منها والثقافية ولا ضير ان تكسرت أرصفة او تفتتت جدران بعد فترة قصيرة على إنجازها فلربما ( الكاع عوجة ) أو( الرطوبة ) شديدة في العراق ...
عدد من الموظفين في احدى دوائر الدولة اسعدهم مرور المدير العام بهم خلال جولة صباحية اذ اعتادوا على تأمل أناقته من بعيد وتنشق عطره (الماركة) دون ان يحلموا بالتحدث معه ..لملم احدهم اطراف شجاعته وقال له بأدب لا ينقصه التوسل، ان حجرتهم بحاجة الى مستلزمات بسيطة فاثاثها قديم ومتآكل وستائرها بالية متصورا ان المدير العام سيأمر فورا بتخصيص مبلغ بسيط من ( ميزانية ) الدائرة لتجهيز حجرتهم او يخاطب الوزارة بكتاب يطالبها فيه بأثاث جديد وتجهيزات حديثة تجعل من دائرته واجهة جميلة للزوار والمراجعين وتحث الموظفين على المثابرة بالعمل لكن المدير العام نظر الى الموظف بعين لا تخلو من تهديد وقال له بصوت لا يخلو من سخرية : " ولماذا لا تضحون من اجل العراق ..الوطن يحتاج الى تضحياتكم ..اعملوا بالممكن وتعاونوا على تصليح الأثاث وتجهيز الحجرة" ..
بهت الموظفون ولم ينبس احدهم بكلمة حتى خرج المدير تاركا وراءه بقايا عطره ( الماركة ) لتنعشهم من الصدمة !
يبدوا ان العراق سيظل دائما بحاجة الى التضحيات ..اعتاد أبناؤه على تقديم التضحيات ..ضحوا ويضحون بدماء أبنائهم.. بمستقبلهم .. بأحلامهم .. ومازالت ( القطط السمان ) تطالب المستضعفين بالتضحية .. ألا يحق لهم التمتع بشيء من الرفاهية وبالحياة التي تحولت لديهم الى مشروع تضحية دائم ..؟
الغريب ان العراقيين مازالوا قادرين على التمسك بأحلامهم والرغبة في التغيير الحقيقي والبدء من جديد لكنهم محاطون بعقول يجمع بينها قاسم ( الجشع والأنانية والجهل ) لذا سيظل إبداعهم يصطدم يوميا بعشرات الجدران الصلدة وتظل أحلامهم تسفح على الأرصفة كدماء أبنائهم ..وتظل ( القطط السمان )تطالبهم باستمرار بالمزيد من التضحيات .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42054
Total : 101