قال تعالى في محكم كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) صدق الله العظيم
لم تكن الحضارة الغربية اعرق من حضارتنا ولم يكن تاريخهم اعرق من تاريخ العرب وحضارتهم فنحن اول من خط بالقلم وسن أول قانون عرفته البشرية وهذا ما يجعلنا من تاريخ وادي الرافدين وحضارته من أرقى واعرق الحضارات في العالم وهذا ما يجب ان نفتخر به ونستفيد من ذلك التاريخ في بناء وطننا رغم ما تحيط بنا مؤامرات وتحاك ضده من دسائس ليبقى متخلفا .
عندما يتوجب علينا ان نقوم بخطوة ما يجب ان تكون مدروسة من كل الجوانب وليس فقط القيام بها لغرض ما او لتحقيق هدف ما وان يكون في حساباتنا من يقدم لنا الدعم في مشروعنا اليوم سوف يطالبنا مقابله تضحية ما وان التاريخ سوف يسجل كل ذلك , ما لم استوعبه جيدا هو حديث إحدى السيدات في احد الملتقيات والتي تحدثت عن محاولتها بالذهاب الى القصر الأبيض ( البيت الأبيض ) وهذا ما فهمته من حديثها لاحقا بالتنسيق مع السفارة الأمريكية في بغداد ولقائها مع وفد نسوي عراقي بالأمير تشارلز وعدد من الشخصيات السياسية والدينية وإطلاق صرخة لوقف نزيف الدم العراقي من امام البيت الابيض وكذلك ساحة الهايد بارك , كان من الأفضل لتلك السيدة ان تميز أولا بين( القصر الأبيض )في بغداد وبين ( البيت الأبيض ) في امريكيا وبعدها لتطلق تلك الصرخة اذا أرادت في بغداد لأنها وحدها التي تنزف وربما تناست تلك السيدة ومن يساندها بان سبب نزيف الدم العراقي هي أمريكيا وثعابينها وان نزيف الدم العراقي يوقفه العراقيين وحدهم بتكاتفهم ووحدتهم وليس الغرب وعصاباته الدموية التي زرعت ولا تزال الموت في شوارع العراق ومن جانب ومن جانب تأخذ دور الام الحنونة التي تعطف على ابنائها وتحاول ان تجد الحلول لكل ازمة تمر بالعالم المحترق بنيرانها وهي من زرعت بذور الفتنة بين العراقيين بصناعتها لساسة لا يفقهون سوى لغة الدولار والطائفية وهذا مالمسه الشعب خلال السنوات الماضية بعد ان تبددت احلامهم بعراق جديد بعد سقوط النظام السابق وبناء عراق ديمقراطي الا ان فلول الشر كشرت عن أنيابها وحصدت أرواح الأبرياء بلا رحمة . لمنظمات المجتمع المدني دور كبير ويجب ان يكون تاخذ دورها في ايقاف نزيف الدم العراقي وذلك لما لها من دور في التغيير داخل العراق لانها فاعلة ومتشعبة في كل المجالات وبدأت تاخذ دور كبير في السنوات الاخيرة ولاسيما ان ان هذه المنظمات تزداد يوما بعد اخر ويمكن ان تحقق ما عجز عنه الساسة بالاعتماد على جماهيرها وعدم الرضوخ لأساليب الابتزاز والمساومة التي قد تفرض عليها من الداخل والخارج وعليها ان تبقى ماضية في تحقيق الأهداف التي تأسست من اجلها .
نحن من يمتلك اكبر موارد الثروة النفطية ونمتلك من العقول البشرية ولدينا من الخيرات ما لا تحصى وهذا كله يجعلنا نقف بكل ارادة والعالم يخضع لنا اذا ما كان لدينا من يفهم بالسياسة وينكر ذاته من اجل مصلحة العراق وشعبه ولكن بالتأكيد عرف الغرب كيف يجد نقطة الضعف لدينا ومارس تلك اللعبة اللعينة وحققت ما اراد وبدلا من ان يخضعوا لنا خضع العالم العربي وأصبح الغرب الملاذ الأمن لكل من يريد العيش بسلام الهروب من جحيم بلاده .
نحن لسنا ضد السفر وايصال أصواتنا الى العالم بما يمر به العراق من سنوات دموية ودمار وقتل وتهجير ولكن علينا اولا ان نبدا بانفسنا ونغير الداخل قبل ان نحزم حقائبنا ونطلق صرختنا قرب البيت الابيض واعتقد ان العالم باسره يعلم ما يمر به العراق من مؤامرات وما يتعرض اليه من عمليات تصفية جسدية وتخريب وتهجير وتهريب ورغم كل هذا لا يزال العراق ينبض بالحياة .
نزيف الدم العراقي لا يوقفه تكاتفنا وصبرنا وارادتنا على تخطي المحنة بصلابة وصمود لا الخضوع للغرب والتوسل اليهم بان يكون عونا لنا بإيقاف نزيف الدم العراقي الذي أوقدوا نار الفتنة له حتى نبقى خاضعين لإرادتهم .
مقالات اخرى للكاتب