العراق تايمز: ربما يجهل الكثير منا جهاز ADE-651 او ما يعرف بـ"الو الاريل" المستخدم في السيطرات الامنية.
لقد كشف تحقيق اجراه برنامج "نيون نايت" بأن الجهاز الذي يفترض بان يكون كاشفا للمتفجرات والذي تم تصنيعه من قبل شركة بريطانية ،وبيع للاستخدام في العراق فقد تبث ببساطة انه لا يعمل.
وكانت الحكومة العراقية قد صرفت 85 مليون دولار على هذه الاجهزة التي تستخدم هناك بشكل واسع، وهناك مخاوف بان اجهزة الكشف قد فشلت في ايقاف هجمات بالمتفجرات والتي تسببت بمقتل مئات العراقيين.
جهاز ADE-651 لديه صولجان "اريل" يقصد به الاشارة الى المتفجرات بمساعدة بطاقة الكترونية الاستاتسة الناتجة من جسم مستخدم الجهاز .
ان ما يسمى باجهزة كشف المتفجرات كهذه تباع حول العالم، والعراق قد اشترى الآلاف من جهاز ADE-651 ولكن الخبراء يقولون بان هذه الاجهزة بكل بساطة لا تعمل.
الحكومة العراقية صرفت ملايين الجنيهات الاسترلينية عليها ولكن ما هو الثمن على الشعب العراقي؟
لقد تعرض العراق وقتها لموجات عالية من التفجيرات والتي اودت بحياة المئات وكان حينها العراقيون يتساءلون كيف استطاعت هذه المتفجرات ان تعبر المفارز والسيطرات الامنية العراقية وتسببت في هذه النتائج المدمرة.
يستعمل جهاز ADE-651 في معظم نقاط التفتيش في بغداد ويكلف الجهاز الواحد 40 الف دولار في الاجمال.
وتقول الصحفية البريطانية كارولين هولي"قضيت ثلاث سنوات كمراسلة في بغداد وقد رأيت في كثير من المرات ما هي اثار التفجير، وكيف يحصد الارواح ويدمرها، ويقلقني بان شركة بريطانية قد تبيع جهاز لكشف المتفجرات لا يعمل لبلد حيث ارواح الناس مرهونة به"
وهو الامر الذي يقلق آاخرين ايضا، حيث قال البريطاني الخبير في المتفجرات سيدني اولووفد "هذا النوع من الاجهزة" لا يعمل اطلاقا و انا لا امانع ان اراهن بان ارواحا قد وهقت بسبب هذا الجهاز .
وقال بعض عمال الاغاثة البريطانيون ان " نعتقد ان الامر لا اخلاقي كليا لقيام شركة ببيع جهاز قد يعرض حياة الناس للخطر" ..
وقال البروفور والعالم في الذهنيات، بروس هود " انا مستاء بالتحديد من هذا الامر لان يتبين انه انه احدا ما باستغلال هواجس امة واقعة في مأزق .
جيم مكورميك هو الرجل الذي ريح الملايين ببيعه اجهزة ADE-651 يدير شركة امنية اسمها ATSC. وقد تحرك وفد من العاملين على برنامج "نيونايت" الى مكتبه الا انه استحال عليهم الوصول اليه
وكان المراد من لقاءه سؤاله كيف يستطيع تبرير بيعه اجهزة ما يسمى بكشف المتفجرات الى العراق والتي يقول خبراء مستقلين عنها انه من غير الممكن ان تعمل .
وفي نونبر من سنة 2010 وافق جيم ان يتحدث لمراسل البي بي سي، كلنتون روجرز شريطة ان لا يظهر وجهه للكامرة و افاد بادعات عجيبة عن جهازه في ظروف مثالية لك ان تكون على بعد كيلومتر واحد
وقد تساءل المراسل كيلومتر؟ قال نعم كيلومتر،فهذه البطاقة ستاعد على كشف المتفجرات على بعد كيلو متر واحد .
جيم مكروميك يقول ان الجهاز يعمل على مبدأ مشابه لعصا الاستنباء وهو الاعتقاد الغامض الذي يدعي بانك تستطيع تجد الماء تحت الارض .
قد يختبئ ميكروميك في بريطانيا امام عدسات الكامرة في بريطانيا ولكنه في العراق ظهر في مؤتمر صحفي عقب بعض التفجيرات وتم تصويره من قبل التلفزيون العراقي وكان هو والقائد الامني العراقي يحاولون اقناع الصحفيين بان اجهزة كشف المتفجرات تعمل .
وتم وضع رمانة امام الجهاز الذي يفترض به ان يكشفها ولم تكن مفاجئة عندما ادى الجهاز دوره لان المقطع كان كوميديا حيث اننا عندما جلبنا ذلك الشريط للبروفسور بروس هود كان قلقا لان الناس في المؤتمر كانوا مقتنعين بالجهاز ، وقال بروس" هذا يبدو مثل عصا الاستنباء ، و ان اقل حركة لا شعورية للمعصم ستجعل الصولجان "الاريل" يدور عن محوره، ويتجه لنقطة معينة وقال كل ما نحتاجه هو اخد قلم عادي واخراج باطنه ومن ثم وضع قطعة حديدة دوارة ، واذا ما حاولنا ان نبقي القلم مستقيما فانه سيتوجه الى نقطة معنية وهذا ما يوهم المستخدم بان الجهاز كشف له عن شيئ ما . وهذه خدعة للاسف انطلت على الحكومة العراقية.
و قد قام الخبير سيدني اولووفد بفتح جهاز ADE-651 امام الكامرة فوجده عبارة عن علبة بلاستيكية فارغة وقال "انني مشمئز من ان هذا الجهاز يصدر من بريطانيا ويباع بآلاف الجنيهات، فالامر ليس مجرد انه لا اخلاقي وحسب بل انني اتفاجئ انه ليس هناك الية قانونية لدينا منعت بيع هذه الاجهزة للعراق.
وبعد أدانة صاحب الجهاز الأسطورة، يتساءل البعض ماذا ستفعل الحكومة العراقية، هل سترفع قضية على الرجل وعلى من ساعده في ترويج هذا الجهاز من الحكومة البريطانية. هل ستصان دماء العراقيين وحقوق من ماتوا على أثر فشل هذا الجهاز، ليس المدنيين فحسب، بل العسكريين الذين يحملون لعب الأطفال معتقدين أنها تكتشف المتفجرات.
فأية لعبة حقيرة وقذرة يتعرض لها الشعب العراقي ويدفع ثمنها من دماء أبنائه قبل أمواله المسروقة!