وكالات: في آخر جزء من مجلة نيويوركر الامريكية الشهيرة وتحت عنوان مالذي تركناه وراءنا كتب المحرر ديكستر فليكنز عن العراق في الوقت الحالي، وخصوصا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والتي ساعدت الولايات المتحدة على تثبيته.
العديد من الامريكيين يلقون باللوم في الوقت الحالي على العراقيين لقتل بعضهم البعض ببساطة لأنهم من طائفتين مختلفتين في الاسلام ، لكن علينا أن نتذكر انه وبسب ارتكاب الامريكان للكثير من العنف من خلال غزو العراق فقد اطق سراح مارد العنف الشرير من قمقمه، بحسب ماورد في تقرير موقع الفورين بوليسي المعني بالسياسة الخارجية الامريكية.
وتابع التقرير بالقول أن هذا المارد حينما اجتاح تلك البلاد عاث موتا ودمارا وتحملت الولايات المتحدة القليل من المسؤولية من اجل الامساك به واعادته الى مكانه، وافضل ما يقال عن الولايات المتحدة هوانه حينما غادرت العراق كانت الفتنة الطائفية قد انخفضت بشدة في البلاد لكن الشيعة كانوا يحتجون ايضا ضد حكومة المالكي وقد رد بيد ثقيلة اثارت العنف على نطاق واسع مجددا الى الايام التي كانت فيها الولايات المتحدة متواجدة في البلاد.
وحينما اصبح المالكي رئيسا للوزراء كان بعض العراقيين يأملون انه سينجح في توحيد البلاد وقد جاء بائتلافه في البرلمان واعدا بالوصول الى السنة والكرد لكنه في كثير من الاحيان كان يستخدم منصبه في محاربة ما كان يراه انتقاما من جماعة لايمكن التوافق معها.
فبعد عام 2011 وبعد فترة قصيرة من مغادرة الامريكان للبلاد بعث بالقوات لتفريق الاحتجاجات في الرمادي مما ادى الى اندلاع العنف هناك ولم تتوقف في بقية انحاء العراق بعد ان ضربت موجة من الانتحاريين والسيارات المفخخة بغداد، وفي كانون الثاني الماضي قتل اكثر من الف عراقي الاغلبية الساحقة منهم من الشيعة مما يجعله واحدا من اعنف الاشهر منذ ذروة الحرب الامريكية.
وفي محاولة لأخماد الاضطرابات حاصر المالكي اثنين من اكبر مدن الرمادي وهما الفلوجة والرمادي وبدأ باستخدام المدفعية والقصف .
يبدو أن المالكي مازال يحارب حروب الامس ،فقبل غزو العراق كان يخطط للهجمات ضد نظام صدام الكريه من خارج البلاد ووصفه محرر النيويوركر دكستر فليكنز بالمهووس.
فمنذ البداية كان المالكي يركز اهتمامه على المؤامرات التي تحاك ضده من قبل خصومه في العراقية ومن قبل البعثيين الذين كان يتصور انهم مازالوا موجودين في الجيش العراقي .
وقد وصف احد الدبلوماسيين الامريكان السابقين هذه الحالة بانها جنون العظمة او الشك " النيكسوني" - نسبة الى الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون.
واضاف الدبلوماسي الامريكي السابق " لقد كان لدينا مائة وخمسين الف جندي في البلاد لكنه كان يشعر بهاجس ان بضعة عشرات من البعثيين كانوا في طريقهم لمحاولة الاطاحة به".
وتابع الدبلوماسي " بعد ذلك بدا المالكي كثر تجبرا ويرد بعنف لأدنى انتقاد وهو غالبا ما كان يعلن ان بحوزته ملفات ضد منافسيه مليئة بالادلة على الفساد والقتل".
وفي الحقيقة فان المالكي قد اعاد حتى قانون نظام صدام الذي يجعل من انتقاد رئيس الحكومة جريمة جنائية .
وقد رفعت دعاوى التشهير ضد عشرات من الصحفيين والقضاة واعضاء البرلمان تطلب منهم اما البقاء في السجن او دفع تعويضات.
يبدو انه يدور هاجس بين الكثير العراقيين في ان بلدهم يجنح نحو السقوط مجددا في حرب اهلية وان المالكي هو من يدفع البلاد الى هذه الحافة وفي الثلاثين من نيسان المقبل سيتوجه العراقيون نحو صناديق الاقتراع لأختيار برلمان ورئيس وزراء جديد في نهاية المطاف ، المالكي بعد ثمان سنوات في منصبه يسعى لولاية ثالثة لكن العنف الاخير جنبا الى جنب مع تزايد سلطوية المالكي دفع الكثير الى تصور مستقبل في احلك الشروط .