اخواتي اخوتي المعتصمون في مجلس النواب, لكم وللذين ينتظرون الأنضمام اليكم تلك الرسالة المفتوحة, اذكركم فيها, ان هناك الألاف من سكنة اكواخ الطين والصفيح تفتك بآدميتم كوارث الفقر والأمية والأوبئة في الجنوب والوسط العراقي, هم عراقيون مثلكم ابناء لأعرق الحضارات في التاريخ, هم ذاتهم من تحدوا الأخطار بأتجاه صناديق الأقتراع ليمنحوكم ثقتهم واصواتهم دون معرفة وقربى, انها ثقة العراقي في العراقي, الألاف من النازحين المهاجرين من بنات وابناء عراقيي المحافظات الغربية, لهم في ذمتكم ثقة واصوات, ملايين الأرامل والسبايا والأيتام والمعوقين يسحقها الذل والمهانة, خواطرهم وعيونهم شاخصة نحوكم, اعيدوا لهم خبزهم فلا سكينة للكرامة في مستنقعات العوز والتسول, لا تنسوا شهدائكم, هم اكبادكم التي لا تعوض خسارتهم.الوطن خيمة الجميع, هو الأرض والعرض وارزاق الناس ومنبع حضاراتنا وتراكم تراثنا وثقافاتنا ومصدر تهذيب ضمائرنا وشرفنا واخلاقنا ونبل سيرتنا, انه الآن مغتصباً ونحن معه, رؤساء الكتل هم السماسرة والدلالون, اصبحت بغداد ارملة التاريخ ونحن ايتامها, رؤساء الكتل فتحوا في سيادتنا ممرات للزناة الطامعين بثرواتنا وجغرافيتنا واستقروا على اسرتنا في المنطقة الخضراء في كرخ عاصمتنا, لا وطن ولا دولة ولا حكومة ولا سلطات ولا وزارات ولا سفارات لنا والذي لا هذا له لا دين له ولا سماء, حتى انتم حرس ثقتنا واصواتنا في مجلس النواب, جعلوا من اغلبيتكم منشفة يمسحون بها سمعتهم الملوثة بالفساد والأرهاب.صارحوا شعبكم وناخبيكم, من يحكمنا ويتحكم بنا الآن ومن اشبعنا والوطن ترخيصاً وبيعاً, كانت التبعية محصورة بأشخاص يعانون الخجل امام الرأي العام, الآن اصبح المزاد مفتوحاً لبيع وشراء الطوائف والمذاهب والمراجع ولاحزاب ولائتلافات ورؤساء كتل ومجالس وتيارات وفيالق ومليشيات بالجملة ثم تجنيدها طوابيراً للعمالة. حتى العراق اذلوه وادخلوا اجزاءه اطرافاً في لعبة التبعية, مع هذا هناك من يدعي ان على جبينه نقطة كرامة لم تجف بعد.وانتم العارفون, ان بيتنا الشيعي وبيتنا السني وبيتنا الكردي, يدير الشؤون فيها المؤجر الأمريكي والأيراني والسعودي والتركي وفيها اسرة لجميع انظمة الأنحطاط الأقليمي, مع كل ما هو مفضوح نسمي تلك الــ (......) بيوتاً, هنا لايحق لنا ان نخدع شعبنا, لكم انتم المعتصمون الحق في ان تنهضوا وتنتفضوا وبرئة العراق تتنفسوا, اثثوا مواقفكم الوطنية بحكمة العقل وفضائل الوعي واحذروا, ان المراجع الدينية لها طبيعة وارتباطات لا تسمح لها ان تكون صديقة لشعب وحامية لوطن, انها الثغرة التاريخية القاتلة لوحدة العراق ومستقبل اجياله.داخل كل رئيس كتلة سيد يمتلك فيه الأرادة وحق التصرف, من يتعلق به من (اعضاء) ما هم الا رزمة عبيد, كالنفايات داخل اكياس الأزبال, التعويل عليهم يشكل طعنة غدر خبيثة التوقيت, وقد تتعرضون الى ضغوطات اضافية ويضيق نفس البعض ويتراجعون, فسقوط الذين كانوا اصلاً خسارة, لا يشكلون خسارة وكلما تخلصتم من نقاط ضعفكم تكتسبون وضوح الرؤيا وصلابة الموقف وتتوحدون كتلة عراقية الأنتماء والولاء عصية على الأختراق.ختاماً ايها الأخوات والأخوة, العملية السياسية بشكل عام ورؤساء الكتل فيها بشكل خاص, لم يعد لها عمل ضروري في الواقع العراقي ولم تعد ثوباً يشرف من يرتديه, انها اسوأ فضيحة نكبة في التاريخ العراقي الحديث, بانسحابكم وتحرركم من التبعية لرؤساء كتل الفساد والأنحطاط الطائفي, سيغمركم الوطن برضاه ويحتضنكم شعبكم بتضامنه, كونوا كما تمناه لكم وانتظروه ناخيبكم وخذوا من قلوب اراملكم المنكسرة وجفاف دموع ايتامكم ولوعة السبايا وجرح كرامة النازحين والمهجرين والأوجاع الخفية للمعوقين نسيجاً لأرادتكم وقفوا كقامات النخيل وقولوا لشهدائكم ـــ انتم فينا احياء منتصرون ـــ.لكم مني اصدق التمنيات في انجاز ما اوعدتموا به شعبكم وما تعاهدتم عليه
مقالات اخرى للكاتب