مابين حلب والموصل وفروعها… هذه المُدن هي من أكبر المُدن العربية تاريخاً وعلماً وحضارة وعَراقة من مساجدها وآثارها وأماكنها الأثرية العريقة .
التي كانت ومازالت مصدر جذب انظار جميع سكان العالم.
وكانت تحتضن آنذاك العديد من الحضارات كالحيثية والآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية .
لا نستطيع ان نُنكر ان هذهِ الأرض كنز للحضارة الأسلامية والحضارات التي سبقتها ، والكثير من الشخصيات المؤثرة التي عاشت على هذهِ الأرض وخلدها التاريخ وكتب عنها المؤرخون في شرق الأرض وغربها ، والأثار التي تحيط اراضي هذهِ المُدن كنزاً من كنوز العلم والمعرفة .
بألأضافة للشهرة التجارية الواسعة التي احتلتها تلك المدن لموقعها الجغرافي والتجاري الإستراتيجي في منتصف الطريق الواقعة بين البحر المتوسط وبلاد ما بين النهرين ، وفي كونها الطريق الذي يربط ما بين آسيا الوسطى وبلاد ما بين النهرين.
إلا انها فقدت اهميتها الأقتصادية والتجارية فيما بعد إفتتاح قناة السويس عام 1869 .
حيث ظهرة قناة السويس التي تعد اهم المجاري البحرية في العالم مما افقد حلب هيبتها واهميتها ، إلا ان اثرها كمدينة عريقة لا يُمحى .
اما الموصل وعاصمتها نينوى التي يعتقد ان اسم المدينة يرجع الى زمن الأكديين ،
ويعود تاريخ الأستيطان البشري في هذهِ المنطقة ما قبل العصر الحجري اي قبل (6000 ق.م) حيث يذكر استيطان البشر في السهل الممتد شرقي الموصل .
في حين انه لا يعرف بشكل دقيق تاريخ بناء المدينة فالمتعارف عليه ان اول من ذكر اسم مدينة نينوى جاء حوالي قبل و(1800ق.م) حيث عرفت عبادة الإلهة عشتار في تلك المنطقة فذاع صيتها آنذاك .
وبمجيء “آشور بانيبال الثاني” الذي حكم في الفترة مابين (883-859ق.م) فقام آنذاك بالكثير من التوسع المدينة عمرانياً ببناء القصور والمعابد،
ويعد “سنحاريب ” هو الملك الذي أوصل المدينة الى اوج مجدها حوالي (700 ق.م) فقام ببناء قصر ضخم مكون من 80 غرفة من الرخام والطوب استعمل فيها اكثر من 160 مليون قطعة طابوقة وزين بتماثيل لثيران مجنحة بلغ وزن الواحد منها مابين 9الى 27طن بلغت مساحة نينوى في اوج عظمتها حوالي 7 كم مربع وبلغ عدد سكانها اكثر من 100.000 نسمة ما جعلها أكبر مدن العالم آنذاك .
بدأت الامبراطورية الآشورية بالضعف والإنهيار بعد وفاة آشور بانيبال ، فقامت حروب أهلية بين خلفائه للسيطرة على مقاليد الحكم فأستغل البابليون والميديون هذا الضعف الذي عم ارجاء الامبراطورية الآشورية فعقدوا تحالفاً وهاجموا نينوى واسقطوها عام (612ق.م) بعد حصار دام عامين كاملين ، ( كما قاموا بقتل معظم سكانها وحرق المدينة بكاملها فلم يبقى منها سوى أسوراها والآثار التي تم سرقتها او تدميرها من قبل مجموعة من الجبناء والمجرمين في أيامنا هذهِ ) .
هذهِ المُدن ان بدأنا الحديث عنها لن ننتهي ففيها من الآثار الكثير ومن الأسرار الكثير ومن الخير والزرع الأخضر أكثر ومن الجمال والطبيعة الخلابة التي تطيب النفس لها وترتاح أكثر والأكثر
ومن الذهب والحجارة والنفط الأسود ما يعتبر كنزاً في كل يوم يزداز ثمرهُ وترتفع فائدتــــهُ .
لكن اللعبة أصبحت تأخذ اتجاهات آخرى والسياسة الدولية اليوم هي أكثر دهاء وذكاء مما كنت عليه في السابق ،
وهؤلاء الناس البسطاء ليس لديهم من الفطنة مايجعل افكارهم تصل للحد الذي يفكر ويخطط ويعمل على تنفيذه الأطراف الأخرى في معركة القوة السياسية الدولية هذهِ .
ذاتهم هم من خفظوا اسعار النفط الى أدناها هم الأشد حاجة له وأكثر الباحثين عن أرض لأستخراج الكنز الأسود منها كالشلال المتدفق لا يعرف التوقف .
هل ما زلتم تتساءلون لماذا هذهِ الأرض هي المستهدفة ؟!!
ما تقوم بهِ الأن هذهِ المجاميع من الجبناء المسيرين لصالح دول وأنظمة وإمبراطوريات حديثة لا نعرفها نحن البسطاء من عامة الناس الذي نسعى للعيش كما عاش آبَاءَنَا وأجدادنا .
هذهِ الجيوش من الجُبناء.
المتخفية تحت خلفيات واتجاهات ايضاً تعود لصالحها لا لأحد ، ومن العار علي وعلى انسانيتي وتاريخ أمتي وماضيها ان اذكر أسم هذهِ الجماعات لأجعل لها شرعية وان كان بين سطور من كلماتي .
نحن اليوم أمام حرب متعددة الأهداف هدفها ازالة التاريخ بأكملهُ وكذلك ليخلدهم التاريخ بعد قرن من الزمن على أنهم قوة مخربة مجرمة أستطاعت ان تستوطن وتقيم فوق أرض أعرق المدن .
ومن ناحية آخرى ممارسة الأجرام ، الوحشية ،اللا انسانية بأسم دين السلام والأنسانية “الدين الأسلامي”
فبينما تعيش أجيال هذهِ الإمبراطورية المجهولة أوج مجدها في التطور والعلم والذكاء الاصطناعي والطبي الكيميائي والفيزيائي تعيش بقعة من الأرض عصور الجاهلية بشكل حضاري هزلي مثير للريبة والشفقة .
من خلف المجرم إلا مجرم اشد منهُ اجرام وبطش .
لكن ما يُطمئن لهُ العقل والقلب ان لا شيء بقي على حالهُ ،
ككل ما انتهى ما تلاشى ولم يعد لهُ في الوقت الحاضر ذكرى سوف ينتهون .
الحكام المجرمون الساسة الجبناء المسيسون ، مدعون الدين وهم اساساً دنيئون .
جميعهاً سوف تبتلعهم الأرض كل هذا نحوا الزوال يمضي ،
وحدها الأرض تشهد وتبقى والتاريخ يكتب بصدق او ربما يؤلف من جديد ومابين حكاية وحضارة ذهبت .
هنالك حكاية وحضارة أكثر قوة وأشد أثراً وصوتاً مدويّاً سيكون لها حين تنهار .
الظلم يزول بزوال الظالمين والعدل يبقى قانوناً للأنسانية والحياة والسلام البشري ، قانوناً نطالب بهِ لكن نحن أكثر قسوة في تطبيقه !
مقالات اخرى للكاتب