المسؤولية أمانة
البرلمان
أيها السادة يامن تمسكون بزمام الحكم أثقلتمونا تصريحات وهتافات ليتكم تسكتون وتفكرون وتعملون لقد تركتم بصمة سوداء على أيامنا وأحلامنا ومتاعبنا اليومية تكبر يوماً بعد يوم .. ستحتاجون الى جهود مضاعفة ليتسنى لكم أسترداد ثقتنا بعد أن شرعتم القوانين التي تضمن لكم حياة الرخاء وعشتم بالنعيم لتتركوا لنا التعب والسواد والدموع وأنهار الدم وكل واحد منا طعماً للتفجيرات التي تحدث كل يوم والتي تفسر بالخروقات الأمنية وما هي إلا بفعل فاعل أنتم تعرفونه وإلا بماذا تفسرون زيادتها كلما اختلفتم و كبرت الهوة بينكم .
أيها المتصارعون الراكضون على الكراسي إن العراق يمر في أصعب مرحلة لأن إستمرار الخلافات السياسية والفراغ السياسي بالسلطة والمزايدات والتسقيطات سيزيد الأرهاب يوماً بعد يوم .
البرلمان ركن اساسي في العملية السياسية وتعطيله يعني تعطيل العملية السياسية وإن أهمية إنتظام جلسات البرلمان تكمن في إستقرار العملية السياسية والعملية السياسية عندنا بين مد وجزر حسب التحالفات والأتفاقات والمحاصصات وتوزيع الغنيمة .
برلمان تمتع بعطلته الدستورية في وقت الوطن بأمس الحاجة لتواجدهم .
برلمان كان أصلاً شبه معطل نتيجة اقتحامه واعتصام البعض من أعضائه وخلافات بين دستورية وعدم دستورية جلساته لم يعطي القضاء رأيه فيها لحد الآن وكأن القضاء يقف أمام معضلة كبيرة صعبة الحل.
برلمان غالبية أعضائه يسرحون ويمرحون ويديرون أعمالهم واستثماراتهم من مكاتبهم في دول الجوار ولا يحضرون جلساته فظاهرة الغياب ازدادت بدون عقوبة ولا معالجة ولا حلول ونهاية الشهر يستلمون رواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم بالكامل وترتفع أصواتهم لو نقص شيئاً منها لسبب ما.
برلمان كان وراء إقرارَ قانون يتعلق بالرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث تفوق عشرات الأضعاف رواتب الموظفين والمتقاعدين العراقيين الذي قضوا عمرهم في خدمة الوطن بكل إخلاص وكذلك تفوق رواتب أعضاء البرلمانات في العالم .
برلمان هو السبب الرئيسي في تعطيل القوانين التي تخص حياة المواطن وإنعدام الأمن وفشل إداء الحكومة.. يحضر أكبر عدد من أعضائه عندما يكون هناك قراراً لصالحهم فقط.
فمتى تتناسون المحاصصة وتنفذون لوائحكم التي كتبتموها وخدرتم الشعب بها ليمنحكم صوته!!
متى يكون هدفكم العراق ليس حزبكم ولا طائفتكم ولا قوميتكم وتتحرك ضمائركم بوطنية وإخلاص وتهتز شواربكم!!
متى تتناسون توزيع الكعكة وشراء الذمم والأتفاقات وأنتم تقفون على جثث الأبرياء لتقدمون أنواع التنازلات من أجل الجلوس على الكرسي المصنوع من براميل نفط والمغلف بالدولارات الخضراء والمطلي بالذهب واستثماراتكم في الخارج حدث ولا حرج!!
متى تتحركون لإنقاذ دمعة أم و شهقة طفل و صرخة أب وتكونوا عوناً للإرامل والعجزة وسنداً لجيش الشباب المثقف العاطل بصدق وبوطنية وبتجرد عن المصالح الشخصية بعد أن ملأت عوائلكم دوائى الدولة بغض النظر عن الشهادة والكفاءة!!
متى تنتهي الإيفادات والسفرات الترويحية التي تأتي على جزء كبير من الموازنة بدون فائدة !!
متى تنتهي الهتافات والتسقيطات الشخصية والطعونات والتفجيرات والتدخلات الخارجية وتلتفتون لإنقاذ العراق من نار جمراتها ( الطائفية والحزبية والقومية والأرهاب والخيانة والفساد والرشاوي والمحاصصة ) وإنقاذ الأطفال الذين يموتون في العراء تحت حر الجسم وهم بحاجة لقطرة ماء نتيجة فشلكم السياسي وعنجهيتكم المقيتة وإتخاذكم الدين ستاراً يداري أفعالكم والدين رسالة ومباديء وهو الطريق والمنهج والوضع الإلهي الذي يرشد إلى الحق في الاعتقادات وإلى الخير في السلوك والمعاملات والرقي في التعامل..الدين تكافل ومحبة وتآخي وسلوك وحق ومساواة وليس مظاهر..الدين لا يقبل السرقة والرشوة والفساد والحقد والغش والخداع وحب الذات ..الدين رسالة تنقي النفس من أجل العيش بسلام وأمان ومحبة وأخوة وتراحم..فأين أنتم منه !!
متى تفكرون بسيادة العراق!!
ومتى ياسيادة رئيس البرلمان تتم محاسبة الغياب عن حضور جلسات البرلمان وتنفيذ مقترح إستقطاع نسبة محددة من الراتب الكلي لا الإسمي عن كل يوم غياب وتقليل الإمتيازات وجيش الحمايات ورتل السيارات لأن كل دينار يحتاجه البلد في هذا الوقت العصيب!!
أتقوا الله في خلق الله فلن ينفعكم ما تجنونه من حرام يوم الحساب.
قبل أن يأتي الشرار على الجمر وتتصاعد ألسنة الحريق ولن يرحمكم أحد بعد ذلك لا والله
مقالات اخرى للكاتب