يكاد المريب يقول خذوني... بعد حادث التفجير الارهابي الاليم في الكرادة والكم الهائل من الضحايا والدمار الذي خلفه هذا العمل الارهابي الجبان والتسليط الاعلامي الذي رافقه حيث ان هناك حوادث افضع منه لم يلتفت اليهل الاعلام رغم فضاعتها ظهرت على الساحة معطيات عديدة ارى من الضرورة بمكان التعريج على اهمها ولو باختصار واقتصاب 1- لازالت المنظومة الامنيه في العراق تعاني من الانحلال والانهيار والتفكك والتردي وهي غير قادرة على ان تقوم بأي دور صغر او كبر وانما وجودها هو استعراضي وشكلي فقط وهذا ماينذر بالكثير من الكوارث الامنيه المقبلة التي تكون مرتبطة عادة بامكانات الارهاب الماديه والبشريه فمتى ماتوفرت يمكنه ان يضرب حيث يشاء بدون رقيب او حسيب. 2- جميع الانتصارات التي تحققت في جبهات القتال انما يعود الفضل الرئيسي في تحقيقها لفصائل المقاومة والحشد الشعبي وحتى القوات الامنيه المشتركة معهم لم تكن لتستطيع القتال والصمود بهذا الشكل لو لم يكن الحشد الشعبي هو راس الحربة في كل هذه المعارك والدليل الاخير هو معركة الفلوجه حيث قام الحشد الشعبي بتحرير جميع القرى والنواحي والمناطق الزراعيه بنسبة 90% من مساحة قضاء الفلوجة حتى حاصر المدينة من كل الجهات والتي كلف الجيش والشرطه الاتحادية ومكافحة الارهاب باقتحامها ولم تفلح هذه القوات طيلة ايام حتى استعانت بالحشد الشعبي في عملية الاقتحام. 3- لازال القرار السياسي رهين التجاذبات الدولية والاقليمه والدليل هو عجز الدولة عن ادانة المقصرين في هذه الحوادث الاجراميه بصورة واضحه او احالتهم الى المحاكم المختصه او اعدام الارهابيين الذين يقبعون في السجون منذ سنوات طويله بل كانت القرارات شكليه لامتصاص غضب الشارع العراقي حيث تراهن الحكومة على عامل الوقت لتحقيق انتصارات على جبهات القتال تمتص بها نقمة الشارع وربما ليس اوضح على تذبذب القرار العراقي هو قضية الرتل الداعشي المنسحب من الفلوجه ومااثير حوله من لغط كبير يدل على ابرام اطراف حكوميه لهذه الصفقة المشبوهه 4- نوعية تفجيري الكرادة وبلد ونوعية المواد المستخدمة فيهما وطريقة التنفيذ والنتائج المترتبة عليهما وتوقيتهما كلها تدل على وجود ايادي دوليه خلف هذه العمليات ولكن تزامن هذه الاحداث مع هجمات ارهابيه ساذجه في السعوديه وفي اماكن مقدسة لدى عموم المسلمين وجميع هذه الهجمات لم تسفر عن اضرار حقيقيه يدل على ان المراد منها امرين لاثالث لهما الاول هو صرف انظار العالم عن احداث العراق اذا كان المستهدف هو قبر النبي ص الذي هو مقدس لدى الجميع وبالتالي سيلفت الانظار ويسحب بساط المتابعة العالميه والاسلاميه لاحداث العراق والثاني وقائي ففي حال لم يفلح هذا العمل التمثيلي في سحب الانظار من جرائم الارهاب في العراق فأنه على الاقل سوف يبعد من امكانية اتهام النظام السعودي خلف هذه الاعلام لانه سيذرع بانه مستهدف كذلك وقد فشل في حماية ارضه ومواطنيه فكيف سيفلح في حماية الاخرين في الخارج ولكن الحبكة الدرامية الساذجة لهذه الاعمال الارهابية التمثيلية ارى انها اضرت اكثر مما نفعت لال سعود وجعلت من لسان العالم يردد المثل المأثور ((يكاد المريب يقول خذوني))
مقالات اخرى للكاتب