وهذا اسد الله واسد رسوله الحمزة (عند الفريقين) وكما قال النبي (ص) رأيت مكتوبا على قوائم العرش الحمزة اسد الله واسد رسوله فكيف يصير اسدا لله وللرسول ولم يشترك الا في معركتين ففي الاولى (بدر) كان امير المؤمنين فتاها وكبشها وفاتح نصرها ومجندل ابطال الشرك ورؤوس الشرك فقد كان وحده بكفة والناس (البدريون) ومعهم الملائكة المسومون في كفة ثانية (باتفاق الطرفين) وفي الثانية استشهد وفيها صدح جبرائيل في حق امير المؤمنين لافتى الا علي ولاسيف الا ذو الفقار فكان دور الحمزة في هاتين المعركتين دورا جزئيا مع خطر بطولاته وعظيم شجاعته وعندما استشهد الحمزة قامت هند بنت عتبة ام "المناضلين" كما يفعل احفادها اليوم من السلفيين والنواصب والتكفيريين قامت بلوك كبد الحمزة وقطع آذانه ومذاكيره ليس تشفيا بدور الحمزة القتالي وقتله طواغيت قريش فهولاء قتلهم امير المؤمنين(ع) وعجل بأرواحهم الى النار وكشف بقتلهم الكرب عن وجه رسول الله(ص) وانما لدور الحمزة الإستراتيجي مع اخيه ابي طالب في حماية الرسالة والرسول(ص) والدفاع عنها في الفترة المكية فقد كان الحمزة مؤمنا مثل اخيه ابي طالب ومشاركا معه اعباء الذود عن الرسالة وتحمل اذى قريش فكان الانتقام في احد ومؤديا الدور الإستراتيجي والمهم نفسه وليس كما يُتوهم من انه كان يصيد الاسود في الجاهلية وهذا فيه الكثير من المثالب التي تنقص من عظمة هذه الشخصية.
وجعفر ذو الجناحين اللذين يطير بهما في الجنة( عند الفريقين) فقد ناله الكثير من الغبن والتهميش والاقصاء وهو الذي نشر الاسلام في الحبشة وخارج الجزيرة العربية وبجهوده بقي المسلمون الذاهبون الى الحبشة احياء فكيف يكون طيارا بجناحين عوضهما الله اياه بعد استشهاده في معركة مؤتة وليس له تاريخ يؤهله لذلك ولاتكفي قرابته القريبة من النبي (ص) في ذلك وليس له اشارات مميزة سوى انه قاد المسلمين الاوائل الفارين الى الحبشة من طاغوت ازلام قريش الذين اصبحوا فيما بعد اصحابا "اجلاء" وامراء للمؤمنين وصحابة "عدول" وانه كان قائدا في معركة مؤتة وقد "تفضلوا" عليه وجعلوه ثالث ثلاثة في القيادة فكيف يرأس المسلمين في احلك الظروف ويقنع النجاشي بصواب رسالة ابن عمه المصطفى ويبطل افك قريش ويكون ثالث ثلاثة في قيادة معركة مهمة من معارك المسلمين ولولا استشهاده في هذه المعركة وارتباط اسم اسامة بن زيد المنحرف عن امير المؤمنين(ع) فيها لرفعوا اسم جعفر منها وهناك اشارة بسيطة يوم فتح خيبر الذي تم على يد امير المؤمنين وهو قول النبي(ص) وقد صادف رجوع جعفر ومن معه الى الديار (لكن جعفر التحق بالنبي في خيبر ولم يبق في بيته)لا ادري بايهما اسر أبفتح خيبر ام برجوع جعفر (عند الفريقين) فحضور جعفر يساوي فتح خيبر وليس كما يصوره البعض على انه علاقة حميمة بين النبي (ص) وابن عمه والمسالة شخصية وهي ليست كذلك فكيف تكون مجرد عاطفة والشخص المعني بها يطير في الجنان مع الملائكة ؟؟؟. وهل تكفي القرابة مع النبي ليطير شخص ما بجناحين في الجنة!! ولكن توجد اشارة في البخاري تكشف عن ان النبي (ص) بُعث يوم الاثنين وجاء ابو طالب يوم الثلاثاء أي اليوم الثاني للبعثة فوجد النبي (ص) يصلي ويصلي معه امير المؤمنين وخلفه خديجة فقال ابو طالب لابنه جعفر صل جناح ابن عمك(أي النبي ص) فهذا دليل على ان جعفرا هو ثالث ثلاثة في الاسلام بعد اخيه امير المؤمنين وخديجة وهذا دليل دامغ على ان ابا طالب كان الراعي الاول للاسلام والمؤمن الذي لم يشمله العد او الترقيم او الاحصاء او التقييم. فينطبق على جعفر الاية الكريمة(السابقون السابقون اولئك اللاحقون) تمام الانطباق فاين كان العشرة المبشرة بالجنة واين السابقون(في البخاري وغيره) من كل هذا فكيف يكون ثالثا في الاسلام ثالثا في مؤتة فكيف يكون طيارا في الجنان من له هذه الاشارات البسيطة في التاريخ في حين ان الاخرين يزدحم تاريخهم بالكثير من الاشارات التي تجعلهم من السابقين والاصحاب "الميامين" بل ومن المبشرين بالجنة والسر في ذلك هو الاشتراك المباشر لجعفر مع والده ابي طالب وعمه الحمزة في الذود عن بودقة الاسلام وحفظ بيضة الرسالة وحماية الرسول(ص) فهم اول من اسلم وآمن بالله ورسوله يضاف اليهم الانثى الاولى في الاسلام ام المؤمنين والمؤمنات خديجة حب رسول الله واثيرته وحبيبته وام ولده التي هي اول من اسلم من النساء جنبا الى جنب مع امير المؤمنين واخيه جعفر وختمت حياتها المليئة بالتضحيات الجسام مع زوجها النبي(ص) بالموت جوعا في حصار قريش في شعب ابي طالب مع ابي طالب "الكافر" الذي مات هو الاخر جوعا ومرضا وهو شيخ طاعن بالسن وكان بمقدوره ان يتفادى كل ذلك ويعيش في بحبوحة العيش ورغده في مكة ومع هذا فان مليارات المسلمين من ناكري جميل هذا الشيخ الجليل يُكثرون عليه حتى نطقه للشهادتين ودخوله الرمزي في الاسلام أي جحود هذا وقلة ادب هذه؟؟؟.