للأسف قادة هذا الشعب الذي تعاطف معه العرب والمسلمون على مدى عقودٍ من الزمن ، لم يكونوا على مستوىً من الوعي والعرفان من هذه المواقف ،بل دائما مارسوا ويمارسون العكس تماما مع من يحملهم على أرضه ويقاسمهم عيشه ، والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك ، ففصائلهم السياسية والمتأسلمة منها بالخصوص ...كانت قد قادت شعبها الى مهالك ومقاتل ووقائع سوداء بسبب سياساتهم الغبية وحماقاتهم التي دفعت بشعبهم الى أن يتصرّف وفق آراءهم التي تنتهي بهم على قارعة الطريق ويُصبحوا في موقفٍ لايُحسدون عليه ، في الأردن عام 1970 كانت تصرّفات الفلسطينيين مستفزة الى الأردن حكومةً وشعباً ،أستغلوا نقطة الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك حسين طامعين بدعم مباشر من الرئيس عبد الناصر وتحرّكوا على أساس إسقاط الحكم الملكي !!! فعاثوا في أرض الأردن فسادا... ! فكانت الكارثة الكبرى عليهم عندما حاصرهم الجيش الأردني وانتهت الى مجازر دامية أطلق عليها الفلسطينيون تسمية مجازر أيلول الأسود...،هكذا هم ولم يتوقفوا عن التدخل في شؤون الكثير من الدول التي آوتهم ...فقد إنخرط الآلاف منهم في اجهزة مخابرات الأنظمة الديكتاتورية العربية لمطاردة وإعتقال وتعذيب المخالفين والمعارضين للحكام العرب المتغطرسين… كان العراق في مقدمة الدول التي اعطتهم إمتيازات لايحظى بها إبن البلد ! بل كانوا قادةً في المخابرات واجهزة الأمن وسكنوا في مناطق بغداد الراقية ...بالوقت الذي يعاني فيه الملايين من العراقيين من أزمة السكن ، ولم يمُن عليهم الشعب العراقي يوماً، بل يعتبره واجبا إخلاقيا عليه ، لكنهم لم يحفظوا للعراقيين معروفهم هذا ! فكان لهم موقفا سيئا ومشيناً بعد تغيير النظام فكان معظم الإرهابيين الذين فجروا العراقيين واكثروا فيهم الموت هم من الفلسطينيين بقيادة مقبورهم الزرقاوي والى يومنا هذا ، كذلك لم يغفل التاريخ موقف الذين كانوا منهم في الخليج وفي الكويت وكانت لهم مصالحهم وأعمالهم والدولة تحترمهم وتتعاطف مع قضيتهم ، لكنهم كفروا بأنعم الله عليهم ! مباشرة بعد دخول الجيش العراقي الى الكويت وإحتلالها من قبل النظام البعثي ، إنقلبوا على حكومة الكويت ووقفوا مع صدام حسين ظناً منهم أن الإحتلال سيدوم ويمنحهم صدام الكويت كوطنٍ بديل لهم !!! بهذا الغباء فقدوا موقف دولة كانت تحتضنهم وتقف مع قضيتهم ، وحتى الدولة التي أغلقت سفارة اسرائيل وحولتها الى سفارة فلسطينية ...ودعمت فصائلهم السياسية
ماديا وعسكريا ، ماان وجدوا البديل القطري كفروا بها وكفّروا شعبها وصارت رافضية صفوية ! مواقفهم الأخيرة من شريكهم في الميدان حزب الله ...والدولة التي تحمّلت اعباءهم عشرات السنين سوريا ، كلّها مواقف تدلُّ على إنهم فئة ليس لها دين وليس لها خُلُق وليس لها مباديءٌ ثابتة !!! والموقف الأخير وليس الآخر الذي نعيش فصوله الآن هو دعمهم الى إخوان رابعة العدوية وتدخلهم بشكل سافر بالشأن المصري ومشاركتهم في قتل الجنود المصريين في سيناء… كل هذه المواقف على حساب الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره وتكلّفه أثماناً باهضة تُزيد معاناتهم معاناة أخرى ،مشاهد النساء والأطفال والمرضى الذين تكدّسوا على معبر رفح لايسر العدو ولا الصديق … وفي نفس الوقت لايُلام المصريون على ذلك فمن حقهم أن يحافظوا على امنهم مِنْ أشرار حماس ، الذين يتحملون مأساة شعبهم ومعاناته، ترى ماذا يريدون هؤلاء الخاسرون ؟ ومتى يصحوا من غفلتهم ويجنّبوا شعبهم الويلات ويحترموا مَنْ يحترمهم؟
مقالات اخرى للكاتب