منذ اندلاع شرارة الاحتجاجات و ارتفاع اصوات الحق و بدوافع مطلبية و سياسية لارتباطهما الوثيق ببعضهما نتيجة الفشل في ادارة العراق منذ سقوط الدكتاتورية لحد الان، و استوضح الشعب بانه اساس لمسيرة البلد و ليس قادته و كما كانن من المتوقع ان يبرز منهم من يوجه الحال نحو التغيير كما حصل من قبل و منذ الازل . صبر و تحمل الشعب العراقي كثيرا و هو ينتظر ما يؤل اليه الوضع و كيف يتغير الواقع و المتضرر الوحيد هو بنفسه بالذات دون غيره، و المستفاد منه شلة داخلية و قوى خارجية ليس الا، وهم يلعبون في الساحة العراقية بحرية تامة من اجل مستقبلهم و ضمان حيات اجيالهم و الخروج من الزامت التي وقعوا فيها بسبب عدم تلائم ما يحكمون به مع العصر . و كما شاهدنا كيف استفادت ايران من هذا البلد في كسر الحصار الذي كانت تان تحت ثقله و كيف استغلت القادة العراقيين و من ثغرات واسعة في العملية السياسية و منها وجود شخصيات نرجسية و كتل و احزاب تستند عليها في حتى احلامها و هي استغلتهم في فرض ارادتها في العراق و المنطقة بشكل شامل ايضا .
ما استوضح امر التدخل الايراني الفضيح هو لجوء المالكي اليها كي تغير المعادلة و تضع عرقلة امام العبادي . و كما تسربت من الاخبار اخيرا هو المشاركة المباشرة لقاسم سليماني في اجتماع التحالف الوطني و دعوته الى عدم المساس بالمالكي و كانه الولد المدلل على حساب خراب العراق و ما افسده خلال سنين حكمه العجاف .
ما يهمني هنا في الموضوع ، هو السماع لعدة القاب مثيرة للجدل و هي متقززة من قبل القادة العليا التي تضررت مصالحهم بما استهله العبادي من خطوات الاصلاحات التي فرضت نفسها رغم الملاحظات الكثيرة عليها، و كشفت المواقف و التنابزات ما كانت مخفية تحت البساط من العلاقات التي تربط القوى الداخلية و الخارجية ايضا و دور البيادق المصنوعة خارجيا في تسيير الامور، و هذا ما اكدته القوى ذاتها و ما برزته الاصلاحات التي شملت كافة الاطراف دون استثناء و هذا م يحسب للعبادي و ليس عليه .
تنابز الالقاب و السب و الشتم لم يخرج يوما من القادة الواثقين من انفسهم و لديهم حجة و براهين و عذر لكل ما بدر منهم، و في المقابل نرى الهدوء و الصبر و الرد المناسب لكل من يمتلك الموقف الصحيح غير المغشوش . اننا و ان صدقنا احيانا ما بدر من البعض باسم الشعب الا اننا تاكدنا بان كل تلك الخطوات التي بدرت من المضللين ليس الا لذر الرماد في الاعين، الكتل تصارعت و القيادات تنافرت، و يظهر من هو على الحق تماما قريبا، و من خلال ما يجري و ما يمكن ان نصل اليه بعد مشاركة الشعب في تحديد الامور ان لم تتخلل الخطوات ما يشوه الامر على الجميع، و لكن الواجب الرئيسي الذي يجب ان يفرض نفسه هو، عدم السماح من يريد ان يركب على موجة الاحتجاجات و الادعاء بدعم الاصلاحات و هو متهم بالفساد و التضليل قبل غيره سواء كان من الجانب السياسي او الاداري و الاقتصادي .بانت حقيقة الاسلام السياسي بكافة اطيافه و هي عدم قدرته على الادارة و الحكم باي شكل كان و في وقت قياسي .
تدخلت ايران في الامر بشكل مباشر و هذا ما يستوضح من هو المستفيد الاول من الفوضى التي تضر بالشعب العراقي وكيف تستفاد و تبينت بشكل مطلق انها ايران بالذات، و هذا ما يفرز المعادلة و مضمونها ان كل ما يضر العراقي يفيد الايراني بنسبة كبيرة جدا، ايران مع اعتلاء الموالين على حساب الشعب العراقي و يعتبرتلك العملية ضمانة نجاح التوجه الايراني و ما يهمها في العراق و المنطقة، و الا لماذا لم نشهد اية دولة اخرى تتدخل في هذه المرحلة بشكل مباشر و من اي محور كان .
اما حول الالقاب المتنابزة بين القادة بعد ان مس امرهم العمل الجاري و تضاربت مصالحهم و تقاطعت توجهاتهم و اهدافهم كل على حساب الاخر، و بين الفاسد من النزيه بشكل نسبي لحد اليوم، فهل من المعقول ان يصدر كلمات نابية و القاب مشينة من اجل تبرئة الذمة من ما يجري و حصل خلال هذه السنين من حكم الاسلام السياسي، و المفروض ان تكون الكلمات الصادرة من هذه القادة التي يصفون انفسهم بالنزاهة و الحسن الخلق و الشيمة العالية و البصيرة و الاخلاق الحسنة و يعتبرون انفسهم الطليعة في تعليم الناس بالعادة الحسنة، ان يخرج منهم هذه التسميات و الالقاب في الوقت الحرج الذي يمرون به ما يعبرون به عن داخلهم و ما يؤمنون به هو على العكس مما يدعون، و الا هل من المعقول ان يتهم القادة الاخر المنافس له في امور لم يقدم عليها و يقترف ذنب بتوجيه تهمة اليه و يتنكر الى القيم التي يحملها و يضرب صلب شرفه، هل هذا هو الاخلاق الحسنة التي يعلمه لهم الدين و الاسلام في احزابهم التي لم يدعوا جانب الا و تهافتوا عليه من اجل مصالحهم و ما يدعون .
الايجابي في الامر انهم بانوا على حقيقتهم و كُشف امرهم و استوضح ما في صلب تفكيرهم و باطنهم على عكس ما يدعون من السمات الحسنة .
لقد سمعنا خلال هذه الايام من بعد اعلان اصلاحات العبادي و بدعم المرجعية من العجب العجائب و من الالقاب و السب و الشتم الذي لم نعتقد ان نسمعها من الذين كان يعتبرهم البعض رموزا للدين والفقه و الاصلاح الاجتماعي و هم يبشرون و يعملون لخير البشرية كما اعتبروا لحد الامس .
تدخل السليماني مباشرة و على الاعكس من الادعاءات السابقة من عمله العسكري، استوضح للجميع ما تفعله ايران من وراء الستار و غض الطرف من قبل امريكا و التحالف الغربي . هنا تاكدت من ان الاصلاحات التي ينوي العبادي اجراءها قد يقع لعرقلة مسيرة ايران في العراق، و ها هي الان انبرت بنفسها مباشرة و تقدمت و فضحت ما اقدمت عليه من قبل و لم تتحمل او تصبر كثيرا .
ما ننتظره كثير، و لم يجلس او يترسخ الوضع العراقي على مسند خاص به و تهتز قاعدته لحد الان، و عليه يجب ان يتعامل القادة المخلصون والشعب بحذر كي لا ينجح المعرقلون و الاطراف الداخلية المتضررة في تحقيق اهدافهم الانية، و من اجل تخفيف او منع الضغوطات على العبادي و خطواته الاصلاحية النظرية لحد اليوم . و ما نحتاجه من المتظاهرين هو ثابت الخطوة و زائغ البصر، و كعادتهم و تاريخهم يمكن ان ينجحوا و يتعاملوا مع ما يجري بقدرة كبيرة و الية و اسلوب غير مالوف مع العمل المالوف و هو التظاهرات و الاحتجاجات في واقع مغاير و مختلف جدا مع المناطق الاخرى في العالم وفي المنطقة و حتى في العراق ماقبل التحريرو ما شاهده من قبل، كي يبدعوا كعادتهم في مسيرتهم السياسية ايضا كما ابدعوا في مجالات عدة و يشهد لهم العالم .
اذا، ايها العراقيين سيروا في طريقكم و ابدعوا و دعوا هؤلاء الدخلاء يتنابزون بالالقاب بدلا من العمل على الارض، و هم في النهاية لخاسرون .
مقالات اخرى للكاتب