بغداد – صعدت القائمة العراقية من حدة تشاؤمها مع وصول زعيمها أياد علاوي إلى مدينة السليمانية للإجتماع مع رئيس الجمهورية جلال الطالباني على أن يلتحق بهما رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي في محاولة من الطالباني لحث علاوي على المشاركة في الإجتماع الوطني المنوي الدعوة اليه في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وقال مستشار العراقية هاني عاشور ان العملية السياسية العراقية تعاني من مرض عضال وربما يدفع بها إلى النهاية اذا استمرت الأزمة السياسية في العراق مشيرا إلى أنّ الحديث عن الإصلاح لم يتحول إلى عمل فعلي وان عقد المؤتمر الوطني لحل هذه الأزمة يتعثر منذ اكثر من تسعة شهور في وقت استغرقت فيه عملية كتابة الدستور العراقي شهرين، ما يعني ان الأزمة الحالية اكثر تعقيدا من أي شي.
وقال عاشور في تصريح صحافي مكتوب، ان ورقة الاصلاح المفترضة مضى على الحوار بشأنها اكثر من ثلاثة شهور وتحتاج ما لايقل عن ثلاثة شهور اخرى اذا كانت ستطرح على الكتل السياسية لمناقشتها وان عقد المؤتمر الوطني الذي دعا له الرئيس جلال الطالباني اواخر العام الماضي ما زال متعثرا لعدم وجود نوايا صادقة لحل المشاكل وانه من المستبعد ان يعقد قبل عيد الاضحى المقبل.. وحذر من انه سيكون بذلك موضوع الاصلاح ليس اكثر من إبرة تخدير تهدئ ألم الواقع قليلا ولكنها لا تنهي أمراض العملية السياسية.
واوضح عاشور. ان التحالف الوطني العراقي الحاكم، لم يتفق على ورقة الاصلاح منذ ثلاثة شهور "فما الضامن ان تتفق عليها الكتل السياسية الاخرى خلال فترة قريبة". وأشار إلى أنّ الوضع الاقليمي والدولي يؤثر على العراق الذي يعاني اصلا من ازمات في مختلف المجالات ما يعني ان الأزمة السياسية أصبحت مرضا عضالا وقد يؤدي بالعملية السياسية إلى النهاية.
ودعا عاشور إلى تحديد موعد ثابت لعقد المؤتمر الوطني وان يتم الكشف عن ورقة الإصلاحات للجمهور العراقي ليعرف من سيكون المقصر وان يتم الاعتراف بالاتفاقيات السابقة والالتزام بتنفيذها ومنها اتفاقية اربيل التي تشكلت الحكومة الحالية بموجبها قبل ان يبدأ الإصلاح. وقال انه "ما عدا ذلك فان الحديث عن الاصلاح سيتحول إلى الف ليلة وليلة دون ان تكون له نهاية او عمل واقعي وان من يتحمل هذه المسؤولية من كان يتباحث عن الإصلاح ويدعو له وينظم ورقته خلال ثلاثة شهور مضت".
من حانبه أكد علي العلاق النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي اليوم الإثنين "ان التحالف الوطني سيرسل مشروع الاصلاح السياسي إلى الطالباني للاطلاع عليه حال وصوله إلى بغداد خلال اليومين المقبلين. وقال العلاق في تصريح صحافي انه لا يوجد توقيت محدد للبدء بعملية تنفيذ الاصلاحات السياسية والحكومية لان اتفاق الكتل السياسية على المحاور الرئيسية للاصلاح والية التنفيذ هو الذي سيحدد الشروع بتنفيذ الاصلاحات.
في غضون ذلك أجرى زعيم القائمة العراقية أياد علاوي يرافقه القيادي في القائمة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي في مدينة السليمانية، مباحثات مع الطالباني تتناول الأزمة السياسية في البلاد والجهود المبذولة لحلها.
وتناولت المباحثات موقف العراقية من مؤتمر حل الأزمة الذي دعا له الطالباني مطلع العام الحالي، وموقفها من خارطة طريق سيطرحها قريبا لانهائها عقب عودته إلى بغداد بنهاية الاسبوع الحالي بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة اشهر في المانيا.
وكانت العديد من المصادر السياسية العراقية أكدت ان علاوي لن يحضر المؤتمر الوطني "بسبب الاعتداءات التي حصلت ضد العراقية وجماهيرها والتلاعب على مبادئ الشراكة الوطنية التي تم اقرارها في مبادرة مسعود البارزاني، رئيس اقليم كردستان العراق، والتي سميت بمبادرة اربيل وما تلاها من مفاوضات وبموجبها تشكلت الحوكمة العراقية ولم ينفذ اي بند من هذه البنود لهذا لن يكون شاهد زور للتاريخ ولن يكون طرفاً في تمييع قضايا العراق المهمة والحيوية، على حد قول المصادر.
وأشارت المصادر السياسية إلى عدم الحضور يعود ايضا إلى أنّ القائمة لم تتلق دعوة لحضور الاجتماع لحد الان كما انها تعتقد انه سيكون كالاجتماعات الثنائية والثلاثية السابقة التي لم تأتي بجديد". وأكدت على ضرورة العودة إلى اتفاقية اربيل وقبول ورقة الاصلاح من قبل العراقية وكذلك جلوس جميع قادة الكتل حول طاولة واحدة"، واوضحت انه "اذا تحققت هذه الامور مجتمعة ممكن ان تتمخض عنها عقد اجتماع وطني ناجح".
وكان علاوي أكد لطالباني ان اوضاع البلاد لاتسر احدا والتخبط لايزال قائما وسفينتها تتقاذها الامواج معبرا عن ثقته بقدرة العراقيين على تجاوز محنتهم. وقال في رسالة إلى الطالباني لمناسبة عودته إلى العراق الاسبوع الماضي "لا شك إن عودتكم بالسلامة هي مهمة للعراقيين بالكامل حيث ان الأمور كما تعلم لا تسر أحداً والتخبط لا يزال قائماً والسفينة تتقاذفها الأمواج لكن ثقتنا بشعبنا كبيرة وأملنا وطيد من أن الشعب العراقي سيتجاوز المحنة التي يمر بها".
وقد توقفت اجتماعات اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني منتصف اذار الماضي بعد أربعة اجتماعات فشلت خلالها اللجنة في تحديد موعد نهائي لانعقاد مؤتمر الأزمة أو الاتفاق على جدول اعماله، بسبب الخلافات بين القوى السياسية، وكل ما أنجزته أنها تسلمت اوراق عمل مقترحة للمؤتمر قدمتها الكتل السياسية الكبرى المشاركة، وهي الائتلاف الوطني والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني.