تتعرض مدينة كوباني الكوردية السورية اليوم لهجمات شرسة من عصابات داعش مجرمة وخبيثة ، بدعم امريكا والدول الحليفة لها في المنطقة .. والقدرات التي تتمتع بها مسلحي داعش بقدرات كبيرة في مختلف المجالات .. وإمكانية فائقة في تسخير الدين الإسلامي لتضليل المجتمع الاسلامي ولخدمة أغراضه الشريرة .
ما يحدث في منطقة كوباني الآن هو مذبحة ومجزرة إنسانية بشعة تدخل في إطار جرائم ضد الإنسانية ، أودت بحياة العشرات (وغالبية القتلى هم من المواطنين العزل) ، والاف الجرحى ، وتهجير الآلاف من سكانها الكورد ، ولم تسلم أسرة منها من فقدان عزيز لها ، الى جانب حصار مطبق منذ أشهر من قبل عصابات داعش ، وهدم الاف المباني والبنى التحتية الأساسية وغير الأساسية امام عيون وسماع المنظمات الإنسانية والمحافل الدولية ، مع الأسف لم يهتز الوجدان الإنساني وضمير الرأي العالمي في معظم دول العالم .
ان وحشية هذه الهجمات على كوباني "غرب كوردستان" وباسم الإسلام ، والتي تستهدف كرامة وشرف ووجود الأمة الكوردية بأسرها ، تعتبر حرب إبادة الجنس من قبل أخطر تنظيم إرهابي الذي يحاول فرض جهله على الامة تعرف بثقافتها وإنسانيتها .
لا تنفذ عصابات داعش هذه الجريمة بوحدها فقط إنما ينفذها بالتواطؤ المباشرة وغير المباشرة مع عدد من الحكومات العربية وغير العربية انتقاماً من الكورد ، ولذلك سكوت العالم كله عن جرائم داعش خوفاً عن مصالحهم ان تضرر مع تلك الدول . لأن هناك هدفا واحدا يشغل كثيرون من حكام الدول العربية والإسلامية التي كانت وما زالت ترتبطهم بحلف مقدس مع أمريكا والغرب ، وتربض على أراضيهم أخطر وأكبر القواعد الأمريكية ، ألا وهو تصفية الشعب الكوردي ، أو حشرها في أضيق زاوية يمكن أن تنمسخ فيها قضيته وحقوقه المشروعة .
أن الهجمات التي تشنها مرتزقة داعش على مقاطعة كوباني "تهدف إلى ضرب إرادة الكورد" مدعومة دوليا واقليميا ضد الأمة لا حول وقوة لها ، وهذه الجرائم يلون قلوبنا بالدمع والألم والفجائع وصيحات الألم لأن هناك المزيد من الضحايا سواء من الاطفال او النساء او الشيوخ ، إضافة الى انقطاع كل وسائل الحياة اليومية للسكان الباقين على قيد الحياة من اتصال ووقود وماء وكهرباء ونفاذ الأغذية والمؤنات الطبية .
إن ما يجري في كوباني حلقة من حلقات تهويد كوردستان واجتثاث شعبها وأن تكون سكرات موت للضمير العالمي في الوقت ذاته ، ومما يعمق إحساس الرأي العام وحقوق الإنسان بالعجز ، وفقدان الثقة بذاته .
لكن ان تدرك داعش ومن يدعمه هذه الحقيقة ، ما ترتكبه من الحماقات في سياسية القتل الجماعي لا تستطيع ان تحقق مرامهم ولا بموت إرداة الإنسان الكوردي . ولن تكسر ارادته في الصمود على ارضه ونيل من حقوقه المشروعة .
لا شك ما يحدث في كوباني هو أسوء مجزرة إنسانية تستهدف الابرياء تمنح فيها الدول المجاورة والمحافل الدولية رخصة القتل والتدمير لداعش تنفيذ مذبحة الهستيرية بحق الشعب الكوردي الذي يجتاح قرى كوباني المحاصرة ، وتحطيم بنيتها التحتية ، وتشريد العوائل الكوردية من بيوتهم ومناطق سكناهم .
سكوت المجتمع الدولي والاقليمي ضد انتهاكات عصابات داعش الارهابية وعدم إدانة جرائمها بحق الكورد في كوباني وعدم تقديم المساعدات لرد عليهم ، دلالة على ان عصابات داعش مدعوماً أقليمياً ودولياً للقضاء على أمنيات الشعب الكوردي .
مقالات اخرى للكاتب