على ضوء مقترح أستاذ القانون الدولي العام جعفر عبد المهدي صاحب والمعنون (مقترح مشروع إنقاذ العراق). أقدم هذا المقترح للقوى السياسية أو لمنظمات المجتمع المدني فهي الأقدر على تفعيله إن أقتنعت به أو فكرت بتطويره.
بودي أن تبادر أية قوة (حزب، تكتل، منظمات) الى الدعوة لعقد مؤتمر وطني تتقدم فيه بمسودة أو أن تتحرك باتجاه أنجاز مسودة (خارطة طريق) لإنقاذ العراق من الوضع الحالي. الشباب المتظاهر بالرغم من التزامهم الواعي بكثير من الشعارات فالتظاهرات تخترقها شعارات لا تخدم وليست قابلة للحل في الوقت الحاضر! ثم أنهم خلطوا بين القضايا الوطنية والمطالب المحلية وأحيانا يركزون في بعض المحافضات على المطالب المحلية أكثر من المطالب الوطنية، ونسوا أن سبب معاناتهم المحلية هي سوء إدارة الدولة التي أعتمدت على المحاصصة الطائفية والسياسية وبأسوء مظاهرها .... أنا لا ألومهم في طروحاتهم ولكن تشتت المطالب وكثرتها يؤدي الى تشتت في القوى!؟ من يتصور أن حالة الطوارئ ستحل الأزمة وتعالج المشاكل فهو خاطئ ولا يقدر المخاطر!؟ من سيفرض حالة الطوارئ؟ أي جيش أو قوة ستفرضه وتحمي القانون؟ هل الجيش الذي أسس على اسس طائفية؟ أم المليشيات الطائفية (سنية، شيعية وشخصية وغيرها خفية)؟ وهل قوى الفساد بكل انواعها وتوجهاتها المذهبية والقومية والسياسية هل ستسمح بحالة الطوارئ؟ قوى الفساد مستعدة لذبح الشعب والوطن بأبشع ما أقدم عليه صدام وبقية الطغاة!؟ ثم كيف يتم تشكيل مجلس طوارئ من أقدم عشرة ضباط أي انه ضباط من البعثيين (كما يطالب صاحب المقال)، أو أنهم من ضباط المالكي الذي منحهم رتب عالية!؟
لذلك ارى الحل لا بالمقالات ولا بالافتتاحيات ولا بالتصريحات والبيانات كما تقوم به أحزاب وكتل سياسية على الساحة العراقية، بعضها لها باع في الحركة الوطنية، وإنما بأن يبادر حزب (وليته يحمل ورقة مسودة لخطة طريق للنقاش) ويتصل ببقية الاحزاب بما فيها أحزاب الكتل (الفاسدة أو دعوتهم بعد فترة) وطرح الورقة والدعوة لمؤتمر وطني لتدارس الاوضاع والاتفاق على خطة الطريق ويكون هذا مع استمرار التظاهرات وإشراك قيادات التظاهرات من الشباب الثائر والذي بادر في تحرك هذه التظاهرات، وشخصيات اجتماعية نزيهة ووطنية ولم تحوم حولها شبهات فساد. المؤتمر يحتاج لقوة سياسية ذات خبرة فعلية تقود الشعب وتظاهراته لعمل بناء لا انفعالي وعدم ترك الجماهير لتصطدم بإحباط مدمر هل توجد قوة مؤمنة ببعض أفكار هذا المقترح وتطوره لإنقاذ العراق وشعبه!؟ ربما يلاقي الحزب او القوة السياسية صعوبة لعقد مثل هذا المؤتمر أو إقناع القوى الأخرى! فأنا أدعو الحزب المبادر لطرح كل ذلك على صفحات الجرائد والمواقع والفضائيات ويكشف للشعب أن القوى السياسية غير مستعدة (إذا ما تهربت هذه القوى من المشاركة في المؤتمر) لدراسة الازمة ووضع الحلول بجد! أما خلاف هذا فهو تهرب من المسؤولية!
أما أن يرد أحدهم معلقا أن هذا غير قابل للتحقيق، وأن القوى السياسية المعارضة ستختلف وتتحارب قبل عقد المؤتمر! أقول له أي حزب حريص على العراق أن يقدم خارطة طريق كمسود ويطرحها على الصحافة ويدعو الاخرين لأغنائها وتطويرها وأن يبادر للقاء القوى التي ترفض الفساد والمحاصصة الطائفية ويطرح عليهم ورقته، وأن ينشر لقاءاته هذه ليعرف الشعب ما هو موقف هذه القوى والكتل .... ليحاول أولا ولنسمع مثل هذه المحاولات قبل أن نرفضها!؟
مقالات اخرى للكاتب