بغداد: أوضح الخبير البيئي محسن عبد الحي أن زهرة النيل هي عبارة عن نبتة مائية عشبية يمكن أن تصنف كأدغال، مبينا أنها دخلت إلى العراق في ثمانينات القرن الماضي ابان فترة بناء قصور صدام في محافظات الوسط حيث تم استيرادها لشكلها الجميل وملائمتها لظروف البلاد، فيما أشار إلى أن البعض من الفلاحين العاملين في تلك القصور سربها دون خلفية علمية عنها ما أدى إلى انتشارها وخصوصا في محافظات الفرات الأوسط.
وأضاف إن أصول هذه النبتة تعود إلى بلدان أمريكا اللاتينية لكنها أصبحت من النباتات المستوطنة في العراق(بعد ان تهيئت الظروف المناسبة لها) ملفتا إلى أن ظهورها هذا العام بكثافة يعود لأسباب عدة أبرزها توفر الوسط الغذائي لها والمسمى شعبيا بالـ(الدهلة) فضلا عن وفرة المياه العذبة وارتفاع درجات الحرارة.
واستدرك بان توفر العاملين الأخيرين في السنة الحالية أدى إلى ظهور النبات مشيرا إلى أن لهذا النبات تأثيرات سلبية منها أنها تستهلك ما قد يصل إلى لتري مياه يوميا، مبينا أن المشكلة الأكبر تتمثل بأنها تتكاثر بالـ(خلفات) أو البراعم الابطية وينتج عن ذلك أنها تتكاثر تحت الماء وتظهر على السطح على شكل أوراق وزهرة.
وتابع أن توفر الوسط الغذائي لها يجعلها تتكاثف وتسبب بإعاقة وصول تيارات المياه، ففي حالة كون الاطلاقات المائية من خلف ناظم قلعة صالح يبلغ 50 مرا مكعبا في الثانية تحت الظروف الاعتيادية فأنها من الممكن أن تنخفض إلى النصف بوجود النبتة.
وختم بأن النبات يكافح بطرق ثلاث الأولى ميكانيكية وهي المتبعة حاليا، غير ان هذه الطريقة ليست ذات جدوى كبيرة مقارنة بالمكافحة الكيميائية التي تتم بانتخاب أنواع معينة من المبيدات الصديقة للبيئة، مستدركا أن المشكلة في هذه الطريقة هي ارتفاع أسعار هذه المواد والحاجة إلى بعض الموافقات لدخولها، فيما شدد بأن الحل الأنسب هو الحل الثالث والذي يسمى المكافحة البيولوجية المتمثلة بالزج بعدو طبيعي للنبتة كأن يكون نوعا من الأسماك أو نباتات تتغذى على نفس مصادر تغذية زهرة النيل.
إلى ذلك ذكر مدير كري الأنهر في محافظ المثنى صفاء صالح أن النبتة تستهلك أيضا الأوكسجين المذاب بالماء و الوسط الغذائي الذي يمكن أن تستفيد منه الأحياء المائية الأخرى والطيور.
وكان وزير الموارد المائية حسن الجنابي أعلن في 8 أيلول 2016 عن استنفار جميع جهود الوزارة للوقوف بوجه توسع نبات زهرة النيل في هور ابو زرك ومنعه من الوصول إلى مناطق اهوار الجبايش.
يذكر أن نبات زهرة النيل يعد من أخطر أنواع النباتات على الثروة المائية والتنوع الإحيائي فيها، كما أنه يعتبر من النباتات شبه المحرمة دوليا لإضرارها الكبير على قطاع المياه، وفقاً لمختصين
