بينما يترقب الناس أن يتحول بصيص أمل وامض في نهاية نفق مظلم لحقوق وامتيازات باطلة أطلقه نائب عراقي بأمر من زعيمه الصدر الذي لم يسكت صوته يوما ومعروفا بنقده وشدة صرامته على أتباعه قبل غيرهم
فما كشفه أنور الحمداني عن حالة ارتباك واضطراب لبعض النواب الفلتة في المجلس النيابي بسبب إلغاء قانون التقاعد يوضح حقيقة العقليات العفنة التي تتحكم بمصير ثروات الشعب الذي لا زال في خطواته الاولى المتعثرة نحو الإصلاح فشاهت وجوههم اليوم وأبطلت كل احجياتهم وزالت الأقنعة التي كانت تتزايد على الوطنية (المزيفة )
فتصاعدت أصوات ونهيق جوقة النفعيين وسياسي الصدف بسبب هذا القانون الذي جاء بمثابة ضربة قاضية لهذه السلطة الممثلة للشعب والتي تناسته منذ الاعتراف بها رسميا تحب قبة البرلمان وصل الحال بنائبة ان تدعو على مصير كل من تسبب بهذا القرار وتجاوزت دعواتها الى اولاده لكنها تناست ان ليس هناك من يسمع دعواتها فملائكة الرحمة اليوم محيطون بالفقراء والمسحوقين من ابناء الشعب فضلت دعوتها معلقة بين السماء والارض بسبب بطلانها !
فخيبة الامل للكثير من الذين بنوا آمالهم على امتيازات تمنح لهم اثناء وبعد كل دورة انتخابية فقد واصل عبيد المال نهجهم المفزع ارضاءً لشهواتهم المريضة فاعتبر كمال الساعدي هذا القرار بالمؤامرة على حقوق النواب التقاعدية ..ولا يعلم هو ان من سوء حظ العراق ان الساعدي وامثاله هم من اقذر المؤامرات اثناء تواجدهم بالبرلمان .
ومن حسن حظ العراقيين لم يبلغوا منتهى التشاؤم فلا زالوا يجدون في السير من اجل تحديد الملامح الأساسية للازمة الاجتماعية والسياسية بعيدا عن تمثيليات السياسة ومزايداتها ..
فبكاء نائبة معروفة بتصريحاتها سابقا عن هذا المشروع هو انتصار لدموع المحرومين والجياع حيث شعرت وحدة الجميلي( التي بقيت وحيدة بدون فريد !ليطرب أسماعها ) بانتهاء لعبة السيرك التي بدأ اللعب فيها وضاعت عصا الساحر انها اللعبة التي أتقنوها منذ سنين تنويمة الجياع وترويض الكادحين فقد تجلى في الصورة السياسية من ينتج اسلوب الديماغوجية واللاابالية بما طالب به الشعب سابقا ..
ليتعاملوا مع هذا القرار بروح رياضية بعيدا عن الشتم والعويل والنحيب فقد احتضر الماضي الذي بنيتموه وانهار مستقبلكم الذي تعملون من اجله
وان من حقنا ان نحلم بوطن خال من تلك الوجوه الصفراء التي اجتمعت موائد البلد من اجل نهبه
فقد آن للمحرومين وأجيال التضحيات وكل المتطلعين الى العدالة والغد المشرق ان يختاروا من يبكون على الشعب لا من يشتمون يخوضون غمار التحدي ويقفون بوجه المستبد لا يركعوا امامه من اجل حفنة امتيازات اصبحت في ليلة وضحاها في مهب الريح
تحية لكل الشرفاء الذين تنازلوا عن حقوقهم التقاعدية
تحية لكل الذين ابتسموا وشمتوا بالباكين والناحبين على التقاعد
تحية لكل صرخة في الشارع العراقي ضد الامتيازات..
مقالات اخرى للكاتب