تم تعريف العلمانية في مصادر المعلومات بانها : (هي فصلُ الحكومة والسّلطة السّياسيّة عن السّلطة الدّينيّة أو الشّخصيّات الدّينيّة. وتعني أيضًا عدم قيام الحكومة أو الدّولة بإجبار أيّ أحدٍ على اعتناق وتبني معتقدٍ أو دينٍ أو تقليدٍ معيّنٍ لأسباب ذاتيّة غير موضوعيةّ).
بقدر فهمي المتواضع أن ظهور هذه الفكرة في اوربا ادى الى إنهيار سلطة الكنيسة أذ كانت تتحكم بحيث تسلخ جلد كل من لم يعلن ايمانه بالذين يحكمون الكنيسة لآنهم يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين المسيحي وأن الكهنة الذين كانوا يحكمون يبيعون صك الغفران للجهلة والفقراء مبينين لهم بان الكهنة الحاكمين يتكفلون بدخولهم الجنة لكل من يشتري هذا الصك بعد الموت ..!!
ولكن في اوربا قاد الواعيون والمخلصون لاوربا ومستقبل شعوبهم بالدعوة لفصل الدين عن السلطة ولم يكفروا المسيح ورسالته بل بدأت الحملة بتوعية الناس بأن هؤلاء الكهنة ليسوا الا كذابين وان اساس بناء الحياة الحرة والمجتمع السعيد في الدنيا لايتعارض مع رسالة المسيح وان هؤلاء الكهنة يتجهون للانحراف برسالة المسيح .
على اية حال اعتذر ان ماعرضته فقط للتوضيح من مصادر التاريخ فيما يتعلق بـ (العلمانية) ليكون مفتاح مااريد ان اقوله ‘ في زمن الحكم الملكي في العراق كانت الحكومة تعتبر نفسها انها حكومة علمانية ‘ رغم أنها كانت وبحسابات اليسارين تعتبر حكومة عميلة لابوناجي (الانكليز) وتلك الحكومة عندما كانت تلقي القبض على اليسارين عموما والشيوعين خصوصا تتهمهم بانهم من حاملي (أفكار مستوردة) باعتبار ان اصل فكرهم قد جاء من روسيا واوربا ..! رغم أن توجه الحكومة علماني وهذا يعني انها ايضا تسير الامور في ضوء فكرة مستوردة من اوربا …!!
ولكن ‘ كما يقول المثل : الحق يقال ‘ أن تلك الحكومة كانت تتعامل بذكاء مع الوضع الديني وانتماءات اهل العراق الدينية والقومية وحتى المناطقية وعلى سبيل المثال نحن الكرد ماكان لنا الحكم الذاتي ولا فدرالية مع ذلك ابواب بغداد كانت مفتوحة لنا وكنا ندرس باللغة الكردية وكان كتاب (القراءة ) في مدارسنا كلها تتضمن الحكايات الكردية وقصائد وطنية لـ (زيور و بيره ميرد) ولم يصادف في اصعب الاحوال ان ينقطع الراتب من بغداد من مدن كردستان …!!
ان علمانيي اوربا بنوا اوربا كما نراها اليوم ولكن جل العلمانين في بلدنا عندما يعودون من اوربا وحاملين (اويدعون) الفكر العلماني في بغداد يعلنون ولاءهم للمراجع الدينية والعشائر بمافيهم من كان غارق في الماركسية ‘ ولكن في كردستان يعملون العن من ذلك يبدون اولا بالهجوم على الاسس الاخلاقية في المجتمع ‘ حيث قبل فترة قرأت وفي هذا الظرف المتعب الذي يعــــــيشة اهلهم في الاقليم لقاء مع (فنانة) عائدة من اوربا تتحدث عن مشاريعها بعد عودتها الى الوطن وتقول : أنها تنوي وضع برنامج لمحاربة قتل الكلاب دفاعاً عن حقوق الحيوانات….!!
فتصوروا رقي العلمانيين الواعيين العائدين من اوروبا كيف يقفزون فوق كل مراحل التاريخ ‘ فبدل من ان ينشر الوعي بين الناس كالوعي الذي نشره العلمانون في اوروبا كاولوية لبناء الحرية المسؤولة على البناء ‘ بينما العائد من اوربا عندنا يغض النظر عن الوضع الاقتصادي والمعيشى والبطالة والتعقيدات
الاجتماعية ‘ ويضع برنامجاً للدفاع عن الحيوانات …. !!
ولله في خلقه شؤون .
مقالات اخرى للكاتب