تشير عمليات البحث التي تقوم بها قوات امنية خاصة عراقية وبمساندة مروحيات عراقية وامريكية ، ان المختطفين الامريكان لا اثر لهم ، وكانهم قطع من الجليد ذابت ، وسط غياب التنسيق بين قوات أمن حماية الشخصيات والسفارات التابعة لوزارة الداخلية والسفارة الامريكية على وجه الخصوص ، والتي يستوجب الأخبار عن حركة مواطني الدول مهما كانت صفتهم دبلوماسية ام ثقافية ام عسكرية .وكشف أشخاص من سكان منطقة الدورة جنوب العاصمة بغداد “فضلوا عدم كشف أسمائهم”، ان المختطفين الامريكان يترددون على شقة في عمارة بحي الصحة مشبوه بإيوائها نساء ورجال سمعتهم اخلاقيا رائجة في المنطقة ، وأما ان يكون تم معرفة جنسياتهم وترتيب اختطافهم ، او تكون أهداف جنائية وسياسية ، وسط ما تشهده منطقة الشرق الاوسط من تدخلات أمريكية واشتداد المعارضة لسياسة الولايات المتحدة الامريكية ، ورغم ان عمليات البحث مستمرة وتجري بشكل واسع ، الا ان الكثافة السكانية للمنطقة ووقوعها في أطراف العاصمة وتجاورها مناطق زراعية وبساتين ووجود اكثر من منفذ ، يسهل عملية نقل المختطفين الى خارج بغداد .
وتوقع مراقبون ومتابعون للشان الأمني والستراتيجي ، ان الفترة بين ساعة الاختطاف وساعة أخبار الجهات الامريكية والعراقية بمعلومة الاختطاف وصلت الى 14 ساعة ، وهذا وقت وفق النظريات الامنية كبير ويصعب عملية البحث والعثور عليهم لاحقاً ، وسط عدم ارتياح ومقبولية للشارع العراقي لحاملي الجنسية الامريكية خاصة منطقة الدورة التي حدثت فيها عملية الاختطاف ، والتي شهدت هجمات مسلحة ضد القوات الامريكية بعد دخولها العراق امتدت لسنوات ، قابلتها تلك القوات بالقتل والاعتقال والتدمير ، ويبدو ان عملية رصد ومتابعة وتخطيط حدثت من قبل جماعات مجهولة للمختطفين من خال ترددهم اكثر من مرة ، وتم نقلهم الى اكثر من مكان الى ان أصبحوا خارج حدود العاصمة بعيداً عن انظار اي قوة سواء كانت امنية عراقية او عسكرية امريكية .
مقالات اخرى للكاتب