ينتاب اللاجئون بشكل عام سواء من حالفه الحظ وحصل على اقامة او ممن ما زالوا ينتظرون قلق مشروع من تصاعد دعوات
التمايز العنصري والديني التي اخذت تجتاح اوربا بعد فوز الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي اعتمد في حملته الانتخابية خطابا
منافيا لابسط حقوق الانسان وترجمه بقرار لاقى اعتراضا حتى داخل الولايات المتحدة الاميركية والمتمثل بمنع اللاجئين من دخول
اميركا ..
ووصفت منظمة العفو الدولية ( أمنستي ) ما يجري في اميركا واوربا بـ ( عودة الى عصور الظلمات في تاريخ الانسانية ..) وذكرت
المنظمة في تقريرها السنوي ان عام 2016 انه ومنذ ثلاثينات القرن الماضي لم يصل خطاب الكراهية والخوف تالى هذا المستوى
منددة في تقريرها بالسياسات المتغاضية عن العنصرية والعداء .
وفي الوقت الذي يحس فيه اللاجيء بروح التعاطف الانساني من قبل افراد ومنظمات في اميركا واوربا ، فانه لابد ان يخاف ويقلق
خاصة ممن لم يحصلوا الى الان على موافقة بالاقامة بل ان قرارات الرفض وكما يبدو قد ارتفعت عن السنوات السابقة وان ( هنالك
36 دولة انتهكت القانون الدولي العام عندما اعادت بطريقة غير قانونية لاجئين الى بلدان تتعرض فيه حقوقهم للانتهاك ).. لذا
تراهم يعيشون اوضاعا نفسية لابد ان تنعكس سلبا على حياتهم وحياة عائلاتهم والاطفال منهم بشكل خاص ..
لايمكن لنا ان نتغاضى عن مستوى الضغط الذي شكله تدفق اللاجئين على اميركا وكندا ودول اوربا بشكل خاص ولاندعي بان
جميع طالبي اللجوء يتعرضون للمخاطر حقا ولا نتنكر لحق هذه الدول بالتحقيق والتقصي ، غير ان الحقيقة التي ينبغي ان تكون
حاضرة بان اختيار اللجوء لم يكن بطرا او ترفا بل هو حاجة انسانية املتها ظروف قاهرة في العراق على جميع طالبي اللجوء وليس
من السهل على الانسان ان يترك مسكنه ووظيفته واهله غير انها حالة الضرورة القصوى التي جعلتهم يهربون ويبحثون عن ملاذ
امن ومستقبل انساني ان لم يكن لهم فلاطفالهم .. لسنا في حاجة الى ايراد الشواهد على عدم استقرار الوضع الامني في العراق
وزيادة حالات الخطف والقتل وانتشار الفساد وزيادة اعداد النازحين ومعاناتهم وعدم عودة عوائل الى ديارهم حتى من تم تطهيرها من
عصابة داعش الارهابية لسنا في حاجة الى كل ذلك فوسائل الاعلام والاتصالات خير شاهد عن مستوى معاناة البشر في العراق
ودول اخرى تعاني من الاضطرابات والارهاب.. لكننا نشعر بالمرارة ونحن نسمع عن زعماء في اوربا ( باتوا يتبنون خطابا لا
انسانيا بدلا من ترسيخ حقوق الانسان ..).
اخيرا لابد ان نكرر التحية والتقدير الى منظمات واشخاص ومؤسسات وشخصيات سياسية في اميركا واوربا تصدت بشجاعة لموجة
الكراهية وانتصرت للاانسانية بابهى صورها الداعية لاحترام كرامة البشر والمساواة والعدالة بعيدا عن الكراهية والعنصرية .. ما
نحتاجه في اميركا واوربا الى خطاب سياسي منصف يرسخ حقوق الانسان التي طالما تفاخروا بها بعد مغادرتهم عصور الظلام ..
لانريد ان نطالب اميركا او هذه الدولة الاوربية او تلك بالاعتذار لانهم
ساهموا في ما نحن فيه من تدهور وانحدار وتخلف وهو ما طالب به المرشح للرئاسة الفرنسية امانويل ماكرون ، غير ان كل ما
ندعو اليه هو الموضوعية في التعامل مع اللاجئين والابتعاد عن خطاب الكراهية والعنصرية .. ، غير ان كل ما ندعو اليه هو
الموضوعية في التعامل مع اللاجئين والابتعاد عن خطاب الكراهية والعنصرية ..
مقالات اخرى للكاتب