لم يشهد تأريخ دولة في العالم يقوم فيها مسؤول بتهميش شعب بأكمله مقابل الحصول على تصفيق من حزبه أو حزب قد تحالف معه .
كما لم يشهد التأريخ في أي دولة في العالم أن تبقى حكومتها على حالها دون استقالة ولاتغيير بينما الأحتجاجات على سوء أدارتها تجوب الشوارع .
كأننا في العراق نعيش خارج الزمن . بل نحن حقاً نعيش خارج الزمن . تحكمنا أحزاب لاهَمَ لها سوى نهب المال العام وتمزيق النسيج الأجتماعي وتكريس للنهج الطائفي والكثير من السُذَّج يصفقون لهؤلاء حتى اليوم من فرط ماحَلَّ بهم من جهل وتخلف أصاب فيهم ليصل حتى النخاع . منذ العام 2005 والعراق يقع تحت حكم حزب الدعوة . أسس لطائفية مقيته خطفت أرواح خيرة الشباب وخيرة العلماء وخيرة النساء والأطفال قتلاً وتغييباً متعمداً .
تم الأستيلاء على مقدرات الشعب وثرواته بالكامل وبشكل وحشي ودمرت وبشكل متعمد كل البنى التحتية كما تم تدمير الصناعة والزراعة والتجارة والتعليم والتربية والصحة بل تم تدمير الحياة بكل مفاصلها .
وبعد سنوات من الأجرام والسياسات المريبة التي نفذها حزب الدعوة وباقي احزاب السلطة وبعد أن انهارت اسعار النفط واعلان البلاد مفلساً ولو بشكل غير رسمي خرج الشارع العراقي في احتجاجات تطالب في بدايتها بالأصلاح . وكان البعض من الذي لايعرفون ثقافة الأحزاب الحاكمة يعتقد أن تلك الأحزاب وعلى رأسها حزب الدعوة كونه الحاكم سوف تقوم بأجراءات أصلاح بينما الكثير من الناس وانا واحد منهم كان رأينا جازماً في أن الأصلاح سيكون بعيداً ولايمكن أن يتحقق من قبل تلك الأجزاب لأسباب عديدة نذكر منها على سبيل المثال أن الأصلاح يعني أعادة أموال العراق المنهوبة وهذا ما لاتقبل به تلك الأحزاب لأنها هي من نهب ثروات البلد وأمواله كما أن الأصلاح يحتاج الى كشف من بدد الثروات وأنفقها بشكل غير واقعي والأصلاح يعني معرفة من هم الذين فشلوا في ادارة الملف الأمني ومن هم الذين تسببوا في تسليم اكثر من نصف مساحة العراق الى داعش وأخواتها . والأصلاح يعني كشف ذمم المسؤولين وكل هذه المتطلبات التي يحتاجها الأصلاح لايمكن أن تقبل بها الأحزاب لأنها هي المتهمة في كل ما آلت اليه أمور البلاد من خراب وقتل وفوضى وضياع مستقبل البلد ومستقبل الأجيال .
اليوم وبعد أكثر من 8 اشهر على الأحتجاجات يراد من حيدر العبادي أن يكون مصلحاً بينما هو جزء من منظومة سهرت لسنوات على تخريب البلاد وضياع مستقبله . هذه الحقيقة عرفناها منذ زمن بعيد وقد قلنا أن العبادي يعمل بجنسيته البريطانية وهو بعيد جداً عن النفس الوطني الذي تعرض الى ظلم كبير خَلَّفَ مآسي أقلها انتشار الفقر والعشوائيات وأحياء الصفيح والبطالة والسجون والمعتقلات وبشكل مريب . اليوم السيد مقتدى الصدر وتياره يريد من البخيل أن يكون كريماً وتلك متناقضة لايمكن ان تحصل فالعبادي يعمل كرئيس وزراء للأحزاب ولايعمل أطلاقاً للعراق وستثبت لكم الأيام أن طلب الأصلاح من العبادي مثل الطلب من فاقد الشرف أن يكون صادقاً …. الفرصة الآن مواتية لكل وطني غيور على العراق أن ينتفض وبسرعة لمطاردة من قتل وخرب العراق ومن بدد ثرواته وهربها الى الخارج لتكون في حسابات وعقارات بينما الشعب يموت جوعاً وظلماً وقمعاً
من يعتقد أن حيدر العبادي سيكون مصلحاً عليه ىأن يعيد حساباته لأن التجارب تثبت على أرض الواقع أن العبادي يتصرف بعيداً عن الوطنية .
اليوم نحتاج الى غيرة وطنية تعيد العراق للعراقيين وتبعد الدخلاء عن ارض العراق وتلك حالة جهادية حقيقية تعمل على استعادة وطن . فلا تبخلوا في جهود استعادة العراق .وكفى قتلاً وجوعاً وتخريباً ولنقل جميعنا كلا للظلم ونعم للحياة وليكن واضحاً أن ثورة في أي مكان من العالم لايمكن أن تنجح دون قرابين فلنكن قرابين وطن من أجل استعادة الوطن....
مقالات اخرى للكاتب