يعيش المجتمع الدولي في وسط مجموعة من التطورات جعلت من ارهاب الدولة احد اهم العناصر الاساسية في اساليب التعامل الدولي وخاصة في زماننا الحاضر ، بعد ان اصبح استخدام الارهاب كأداة مؤثرة وفاعلة من ادوات تنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية، والصهيونية والدول الاستعمارية الاخرى، والى وسيلة من وسائل التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخــــــرى، ولاشـــــــك ان هذا يؤدي إلى تأزم العلاقات بينها مما قد يدفعها في النهاية إلى قطيعة أو نزاعات مسلحة مدمرة.
وتتمثل هذه المتغيرات من خلال مايلي:
– اعتماد مفهوم ستراتيجية التوتر في التعامل السياسي.
– تطور اساليب تنفيذ السياسة الخارجية.
– التقاطع بين السلوك الدولي والتعامل الوطني.
– تغلب مفهوم الصراع الايدلوجي على نظرية الصراع الدولي.
لقد اصبح معروفا بالنسبة للإدارات الامريكية المتعاقبة ان الهدف الجوهري في سياستها هو التدخل لتحقيق مصالح . غير ان اساليب الارهاب تغيرت بحيث ان امكانية امريكا الاقتصادية والعسكرية وظفت كلها في سبيل تلبية متطلبات سياستها الخارجية ،بغية ضمان تفوقها، في اطار ما يسمى بالنظام الدولي الجديد، لإرهاب دول العالم كافة وجعلها تحت سيطرتها باستمرار. خلافا للقوانين والمواثيق والانظمة الدولية. وهذا ما حصل منذ نهاية الحرب الباردة وحتى ألان.
ويمثل الارهاب والتدخل في الشؤون الداخلية والعدوان احد اركان سياسة الادارة الاميركية على الصعيد العالمي. وكادت هذه السياسة الهوجاء ان تصل بالعالم الى حافة الحرب النووية مرات عديدة بسبب عدم شعور الادارات الاميركية المتعاقبة على الحكم بالمسؤولية الدولية الاخلاقية والانسانية.. وعلى ضوء ذلك فان جميع الدول التي تتعارض سياساتها الوطنية مع سياسة الادارة الامريكية ولا تؤيدها بشكل معلن، تعد في نظر امريكا مصدراً للإرهاب على نطاق واسع.
ان مكافحة اميركا للإرهاب بالإرهاب لا يعني القضاء على الارهاب ولايعتبر حلا مقنعا لمشكلة الارهاب بالعالم، وانما يعتبر مناورة وتحركات جديدة من قبل اميركا لإضفاء الشرعية على الارهاب الذي تمارسه في كافة ارجاء العالم، وذلك لان اميركا اعتبرت العشرات من دول العالم الثالث التي تناضل من اجل الحرية والاستقلال هي ضمن قائمة الدول الارهابية وفق مفهومها للإرهاب.
فالإرهاب من وجهة نظرها ، يعني العمل العنيف الذي يستهدف المصالح الستراتيجية لأميركا وحلفائها من الصهاينة والتابعين. اما الاعتداء على شعوب العالم من قبل اميركا والصهاينة فانه يعتبر، من وجهة نظرهما عملا عسكريا شجاعا ومباشرا ضد الارهاب.
وان سجل الارهاب الامريكي- الصهيوني مليء بالعديد من العمليات الارهابية ضد شعوب العالم والتدخل في الشؤون الداخلية للدول ومنها العدوان على افغانستان واحتلال العراق والتدخل في شؤون ليبيا وتونس وسوريا ودول اخرى.
ان قيام الادارات الاميركية بالاعتداءات على شعوب العالم بشتى الطرق، يكشف الارهاب الحقيقي الذي تمارسه دولة كبيرة ضد حقوق الشعوب وحريتها في اختيار الانظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي ترغبها.
وبالتالي استفادة الولايات المتحدة الاميركية ليس فقط في البحث عن مبرر منطقي للغزو ولكن أيضا توفير ذريعة مثالية لمواصلة الاحتلال – محاربة الإرهاب – واستمرارها لتأمين موطئ قدم في مناطق مهمة من الناحية الاستراتيجية، كالشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وهذا يؤدي الى خلق حالة من عدم الاستقرار في العالم ويهــــدد الامن والسلم العالميين بسبب ازدياد رقعة النزاعات المسلحة بين الدول.
مقالات اخرى للكاتب