لايختلف إثنان على المقولة التي كان يرددها اباؤنا واجدادنا وهي لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك، فبهذه المعاني الكبيرة من الحكمة والعقل والتجارب الحياتية ، ولاهمية هذا العضو المهم للانسان كان ومايزال وسيبقى اللسان هو العضو الذي يجسد شخصية الشخص وبه نستطيع ان نميز الاسود عن الابيض والشر عن الخير والتفاؤل عن التشاؤم والثقافة عن الجهل والكذب عن الصدق والطيبة عن اللؤم وهكذا يكون اللسان العضو الاهم في حياتنا ويعكس تصرفاتنا في المشاهد الحياتية كافة .
وما شدني حقا البرنامج الجديد والذي قدمته قناة (الشرقية) بعنوان خد وعين ، وكان اللسان المحور الاساسي للبرنامج الذي شد كل من تابعه.
فاللسان الذي يعد من اقوى عضلات الجسم وفيه مئات الاوردة الدموية الامر الذي وبقدرة الله سبحانه وتعالى اذا ماجرح جروحه تلتئم بسرعة فائقة ولكثرة اوردته الدقيقه ولكن اللسان عندما يجرح الاخرين بكلمة تنطلق منه وباسرع من البرق ربما يبقى جرحها لايندمل طول العمر، ولهذا قيل ان الصمت هو ابلغ الكلام.
وقال الامام علي عليه السلام (ليت رقبتي كرقبة البعير) وسال ولماذا يامولاي؟
قال (كي ازن الكلام قبل النطق به) اي بمعنى ان الكلمة لاتخرج بسرعة لكي لاتجرح الناس, في وقت يوجد وخاصة في يومنا هذا اناس رقبتها كـرقبة البوم، والبوم ليس لديه رقبة.
نعم اقوال وامثال قيلت بحق اللسان الذي ينطق احيانا في الحق والتفاؤل ويقال عنه (لسانه ينقط عسل) ويوجد لسان يطلق عبارات الحقد والكذب والمراوغة فيقال عنه (لسانه كلسان الافعى او لسان مسموم).
وفي يومنا هذا توجد السنة متعددة من ماذكرت فتجد من يستقبلك بالتشاؤم ويقول لك (هاي شبيك؟ اشو مبين تعبان ومريض وكبران ووزنك زايد ومشيتك بطيئة ومهموم ، اكو شي؟) مثل هذا اللسان يجعلك تتشاءم بل تكره مثل هذا اللسان او تتحاشى ان تلتقيه وتجالسه وتتحدث معه، في وقت تجد اللسان الذي ينقط العسل مقبولا من قبل الجميع وان صحبته مريحة ويتائل لها الجميع.
نعم اللسان كان محور برنامج خد وعين الذي حقق مقبولية جماهرية جيدة، ويبقى لسان الانسان هو المعبر عنه وعن حال سبيله فلماذا يستخدمه البعض بما لاينفع وبلا فائدة؟
لماذا ينطق احيانا بما لايرضي لسانه اصلا؟
لماذا يستخدم البعض السنتهم لايذاء البشر لماذا لايكون هذا اللسان لخير البشر؟
فأذا كان لسانك هو تحت سيطرك وبعقلك ان تحركه وينطق احيانا وبيدك تجعله صامتا احيانا اخرى فلماذا لا تستخدمه للصحيح والخير فقط ؟
ايها الانسان ليكن لسانك فعلا حصانك تفوه باجمل الكلمات فليكن لسانك قطرة ماء للعطشان ليكن محفزا لكل يأس، ليكن روحا للامل والخير ليكن ناشرا للتفاؤل والمحبة ليكن مصدرا لزرع الثقة لدى الناس وليكن مصدرا للحق.
لاتدع لسانك ينطق بكل ما يعرفه ،وفكر مرتين ولاتقل بعدها شيء وتعلم دائما ان الصمت ابلغ من اي كلام ولاتتكلم وانت غاضب فقد تقول كلاما تندم عليه طوال حياتك.
واخيرا تعلم ان تفعل اكثر من ما تقول وتكلم احيانا وتصمت اغلب الاحيان.
مقالات اخرى للكاتب
