الخبر !؟
•••••••
ذكر (جوليان أسانج/موقع ويكيليكس) في لقاء له مع الاعلامي المصري المخضرم (يسري فودة) على القناة الألمانية الناطقة بالعربية أن المخابرات المركزية الامريكية طورت (اسلحة معلوماتية)(فيروسات تجسس ضخمة) يمكن من خلالها التجسس على كافة الاجهزة الذكية كالهاتف والكومبيوتر او الآلات الذكية كالسيارات والطائرات الذكية والتحكم فيها عن بعد(!؟) ،الكارثة هنا ، والحديث لجوليان ، أن وكالة المخابرات المركزية في وقت لاحق فقدت سيطرتها على هذه (الاسلحة المعلوماتية) الكبيرة والخطيرة التي صنعتها واصبحت بالتالي خارج نطاق السيطرة! ، مما يعني أن هذه الاسلحة المعلوماتية (برامج التجسس والتحكم) غدت في قبضة القراصنة وجهات اخرى ، وهذا يشبه في خطورته قيام مجموعة من المراهقين بالاستيلاء على سلاح من أسلحة الدمار الشامل (قنبلة ذرية أو جرثومية) كيف سيكون حال العالم في ظل هذا السيناريو المرعب !!!؟؟.
التعليق!؟
•••••••
التعليق الأول : لا شك أن ما ذكره جوليان أمر مخيف بالفعل اذا صح الخبر وأن التقنية بما فيه تقنية المعلومات قد تشكل مع ضعف البشر الأخلاقي والنفسي والفطري خطرا لا على حرية الافراد وخصوصياتهم فقط ولا حياتهم الاجتماعية وحسب بل قد تصبح تهديدا لوجودهم ايضا !، هذا ما حذر منه منذ سنوات عالم الفيزياء البريطاني (ستيفن هوكينغ) الذي ذكر ان هذه التقنية المتسارعة والمتكاثرة بهذه الصورة قد تقودنا للجنون ثم الانتحار (!!؟؟) وقد يجد بعض البشر الاذكياء في نهاية المطاف حلا بالهجرة عن كوكب الارض ذاته اذا امتلكوا زمام القدرة والتقنية على فعل ذلك !!، والشيء الذي يمكننا قوله بالفعل هنا هو اننا نعيش في (عصر التكاثر السريع) الانتاج الراسمالي الضخم وواسع النطاق للاشياء وخصوصا الاجهزة الالكترونية، عصر ثورة الاتصالات و انفجار المعلومات ، حيث نجد ونلاحظ بقراءة واقع وتاريخ البشر أن خط ومنحنى (التقدم العلمي والتقني والمالي) يتحرك بشكل تراكمي سريع افقيا ، دائما الى الامام كما لو انه أمر حتمي تحركه يد خفية والبشر مجرد منفذين فقط لعملية التراكم والتكاثر ، تراكم المعلومات والتقنيات وتكاثر الثروات! ، في الوقت ذاته سنجد ونلاحظ أن منحنى وخط (الرقي الاخلاقي والسياسي والاجتماعي والعدلي!)(الرحمة الانسانية والعدالة الاجتماعية) يتقدم ببطء شديد راسيا، واحيانا يتوقف عن التقدم واحيانا أخرى ينتكس ويتراجع للوراء ! ، كأن خط التقدم العلمي والتقني والصناعي والمالي والاقتصادي أمر حتمي بينما الرقي الاخلاقي والاجتماعي والسياسي والعدلي ليس كذلك بالضرورة !! ، وهنا مكمن الخطورة والتناقض المخيف بالفعل !!، هل تلاحظون ذلك مثلي!؟ وهل توافقونني على ذلك !؟
**
التعليق الثاني : فيما يخص تصريحات السيد (جوليان أسانج/موقع ويكيليكس) وما يذكره وينشره في وسائل الاعلام فإنني ارى ضرورة التفريق بين أمرين :
(1) (المعلومات) التي يذكرها وينشرها وهي في صورة وثائق مسروقة من اصحابها الاصليين!.
(2) (التحليلات) وهي تعبر عن قراءاته لهذه الوثائق وتحليلاته الشخصية كمحلل صحفي لما في هذه الوثائق من معلومات ودلالات.
فيجب هنا الانتباه الى ان هناك فرق كبير بين الامرين ، اقول هذا لأنني لاحظت أن الكثيرين منا يخلطون بين (المعلومات) و(التحليلات) ويدمجون بينهما كأنهما شيء واحد!، والصحيح أن تحليلات وقراءات (جوليان أسانج) كصفحي للوثائق المسربة والمعلومات المهربة ، مهما كانت وجاهتها، ليست بالضرورة صحيحة ودقيقة ولا تعكس بالضرورة الحقيقة!، هذا ما يجب ان ننتبه اليه وننبه اليه خصوصا نحن العرب الذين تعودنا على (التلقي) الأعمي وتصديق كل ما يقال وينشر ويذاع على الهواء على بياض ، سواء جاء من جهة الحكومات او جهة معارضيها وخصومها ! ، ودون فحص وتدقيق ولا تمحيص وتفريق، وهي خصلة سيئة فينا نحن العرب منذ انبهارنا بصرخات اذاعة صوت العرب ايام جمال عبد الناصر والتي ظلت تلهو بعقولنا وقلوبنا كما يلهو اللاعب البرزيلي (بيليه) بالكرة بقدمه دون كلل ولا ملل !.
مقالات اخرى للكاتب