بصفتي أحد مواطني محافظة البصرة، الذين انتخبوا قائمة البديل المدني، ومرشح الحزب الشيوعي العراقي السيد عباس الجوراني بالذات، بالرغم من انني لست شيوعيا وانما مدني الهوى، وثقتي بأن الحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد خارج منظومة الاحزاب والكتل الطائفية، ويطلق عليه، اصحاب الايادي البيضاء، وكان هو سببا لي ولكثير من المواطنين لأنتخاب مرشحه. لكن المفاجأة كانت ان الحزب الشيوعي اصر على ادخال الحزب الأسلامي ضمن القائمة (كما افادت الكتل الاخر) وكانت النتيجة ان حصل مرشح الحزب المذكور عبد الكريم الدوسري على اعلى ألاصوات يليه السيد عباس الجوراني، وقد أغتيل الدوسري قبل موعد ألأنتخابات بثلاثة أيام، وقد زج بدلا عنه المرحوم عبد العظيم العجمان، خلافا لقانون الانتخابات التي اغلقت أبواب الترشيح قبل فترة عشرة أيام من موعد الانتخابات، لكن الحزب الشيوعي صاحب حق مرشحه الجوراني سكت عن هذا ألامر المخالف للقانون. ان هذا الامر تكرر للمرة الثانية عندما توفي النائب العجمان، فكان هذه المرة ايضا من حق السيد الجوراني من اشغال المقعد، ألا ان رئيس البرلمان الطائفي الرجعي لعب هذه المرة لعبة أخرى حيث تمكن من الالتفاف على القانون ليسرق المقعد من الجوراني للمرة الثانية ويعطيها لمرشح حزبه الذي لم ينل سوى ربع اصوات السيد الجواراني، الذي بقي لوحده يلج ابواب مجلس النواب ويطرق ابواب القضاء ويكتب مقالات في بعض المواقع الاكترونية، والحزب لا يقوم بدعمه وحتى يمتنع عن نشر مطالبته بحقه القانوني في المقعد الانتخابي الذي كان من استحقاقه، في جريدة الحزب، وهو شيء غريب، يبدو ان وراء الأكمة شيء او مقدمات لأشياء اخرى؟. لكن الطامة الكبرى، ظهرت عندما بدأ يسرب بعض كوادر الحزب الشيوعي العراقي الذين حضروا مؤتمر الحزب الأخير أخبارا مفادها، ان سليم الجبوري تكفل بكافة مصاريف المؤتمر الاخير للحزب!! ان صح هذا الخبر فهذه كارثة ومثلبة كبرى على سمعة هذا الحزب العريق الذي قدم التضحيات الجسام في سبيل الشعب والوطن، كيف يرضى لنفسه ولتاريخه العريق ان ينزل الى هذا المنزلق الذي (ان صح أاكد على هذه العبارة حتى يصدر ايضاح من الحزب الشيوعي حول هذا الامر الخطير الذي سوف يغير كثيرا من نظرة جماهير الحزب ومحبيه ومحترمي تاريخه النضالي من القيادة الحالية للحزب). كيف يرضى للحزب الشيوعي ان يقبل بهذا التبرع السخي من سليم الجبوري الرجعي الطائفي، وما هو هذا الثمن؟ هل هو بيع مقعد الجوراني اليه فقط أم هناك صفقات أخرى؟! مع عميل المخابرات الرجعيات السعودية والقطرية والتركية؟، ودليلنا على ذلك هوحضوره الى مؤتمر أنقرة الأخير الذي عقد برعاية ودعم الرجعيات السعودية والقطرية والتركية ونقل الى المؤتمر على متن طائرة تركية خاصة. بل رشح لزعامة هذه المجموعة المتأمرة على العراق! كيف يغامر الحزب الشيوعي بتاريخه النضالي وتضحياته من أجل حفنة من المال وهل هي مقدمة لزج حزبه المدني المزيف، في قائمة انتخابية (مدنية) مع الحزب الشيوعي والقوى المدنية الأخرى؟!، أن صح هذا الامر، أقولها مرة أخرى فهذه مصيبة كبرى، فأين نولي الادبار وبمن نثق ومن ننتخب يا عباد الله؟!!
مقالات اخرى للكاتب