نستذكر هذه الايام أبشع انتهاك للشرائع السماوية والدنيوية وللأعراف الأخلاقية والمواثيق الدولية حيث عمدت الأجهزة القمعية لحزب البعث المجرم، وبإيعاز مباشر من رأس السلطة ، إلى حرمان الآلاف من الكورد الفيليين من حقهم في المواطنة العراقية التي اكتسبوها أبا عن جد ، ونهبت أموالهم وممتلكاتهم وتركوا على الحدود عرضة للجراح والالم والتشرد ومن تبقى من شبابهم الى السجون والمعتقلات ثم المصير المجهول ، بدافع أحقاد قومية وطائفية جاءت في سياق حملة ترويع شاملة ضد كل العراقيين الذين اعتبر الحاكم الجائر أنهم قد يكونون عائقا يحول دون بسط هيمنته الفردية المطلقة . ولانملك في هذه المناسبة الا أن ننتهز الفرصة كي نتعلم منه كيف نتغلب على مكر الطغاة وفنون السياسات الحاكمة ونلوي ذراع التصريحات والوعود العسلية ونرقى بشريحتنا المغلوبة الى قمة المجد وأنتزاع حقوقنا المشروعة , ولايتحقق ذلك الا بالسمو الى اعلى مستويات النضج الفكري والابداع السياسي والمزيد من الالتفاف حول الجهات السياسية المستقلة عن الاجندات والناكرة للذات والمخلصة لله .
ومن هنا نطلق مبادرة من أجل حماية المكون الفيلي وهويته الوطنية ووجوب معالجة مشكلته الدائمية وفق الحقوق المنصوصة عليها في الدستور والقوانين اللاحقة التي صدرة في العهد الجديد بإعتبارها سياسة عنصرية مارستها الأنظمة الدكتاتورية السابقة المتعاقبة على الحكم ويستوجب إنهائها في عهد العراق الديمقراطي الإتحادي التعددي وتحديد نطاق مسؤولية الحماية وبذل الجهود في مجال منع الممارسات التي يحاول البعض عرقلة تنفيذها وإتخاذ التدابير الوقائية والتظافر المشترك في حماية الأفراد من الخروقات الكبيرة التي تطالهم يومياً في مؤسسات ودوائر الدولة وإن مسؤولية إحترام حقوق الإنسان تقع على عاتق الجميع والتصدي للحالات التي قد تؤدي إلى الإبادة الجسيمة ووجود المجموعات المهددة بهذا الخطر وتأمينها من الإنتهاكات الجماعية والمنهجية لحقوق الإنسان والتمييز الممنهج وعبارات الكراهية التي تستهدفها نتيجة إنتماءاتها القومية أو إلاثنية و العرقية أو خاصة في سياق إرتكاب العنف الفعلي أو المحتمل . عندما تمتهن الكرامة وتخرس الكلمة ويتجبر الطغاة يبعث الله تعالى رجالا يحبونه ويحبهم , ويضحون من اجله , يختارهم لكسر جبروت الطغاة , واعادة صياغة الكرامة, حتى يتحرر القلم والكلمة فتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين ظلموا هي السفلى . فكانت ارواح الشهداء الابرارمن هذا المكون المخلص في العلو الاعلى ،
ايها الشهداء الاعزاء انتم من ابصرتم حياتنا بارواحكم وتركتم في نفوسنا أثاراً غائرةً ما زالت وستبقى الى اليوم الموعود، وبدمائكم الطاهره ابيضت وجوهنا. وان لم يكن لكم قبر نزوره فان لكم في كل قلب منا قبر وضريح . نعم سوف يخلدكم التاريخ ، انتم الماضي و الحاضر والمستقبل وسف تكونون النور الذي نسري به. أي هول ينزل بالانسان وهو يرتقي منصة المجد بكل كبرياء ذلك الموقف الذي لا يستطيع ادراكه وتصوره الا من مر به وعاش لحظاته ودقائقه وربما ساعاته، ليستعرض فيها الانسان سجل اعماله من جهة ويرنو الى خالقه من جهة اخرى عسى ان يغير الاحوال ويسهل عليه امر الرحيل عن الدنيا ويغفر له ذنوبه .
كل الحب يا شهداء الحق وسوف نقف الى ما قدمتوه عاجزين ، ليس لنا سوى الدعاء لكم والترحيم بما قدمتم لنا ، مع علمنا بانكم تستحقون الاكثر ولكن نحن نبشركم بان ما قدمتوه لن ولن يذهب هبائا منثوارا فيا شهدائنا نحن اليوم نعيش بدمائكم الطاهره بكم نعزز كرامتنا وانتم من وهبتم لنا نور الحياة و الكرامه فمهما قدمنا لكم من كلمات لا نستطيع ان نصل اليكم فالف الف رحمه على ارواحكم الطاهره .
العلو لشعبنا العراقي المجيد واحرار العالم
والرحمة لشهدائنا الابرار من الكورد والكورد الفيليين
مقالات اخرى للكاتب