ذكر احد الاخوة من الاطباء السودانيين قصة طريفة. وهي عبارة عن موقفين عجيبين حصلا معه.والغريب انهما حدثا مع اناس غير مسلمين وفي دولة غير مسلمة.

الموقف الاول : يقول : كان عندي امتحانات للطب في ايرلندا ، وكانت رسوم الامتحان  309  جنيهات ولم يكن لدي فكة ،فدفعت 310   المهم امتحنت وانتهيت من الامتحان ومضت الايام ورجعت الى بغداد …واذا برسالة تصلني من ايرلندا جاء فيها (انت اخطات عند دفع رسوم الامتحانات حيث ان الرسوم كانت309  وانت دفعت 310  وهذا شيك بقيمة جنيه واحد…فنحن لا ناخذ اكثر من حقنا) مع العلم ان قيمة الظرف والطابع اكثر من المبلغ المرسل ! انه موقف جعلني افكر وافكر ..وتخيلت نفسي مكانهم. ااني سوف لن اهتم لهذا العمل وساكتفي ان اضع الجنيه في جيبي وكان شيئا لم يكن فهذا معتاد لدي في مجتمعي وانا العربي المسلم. .فسالت نفسي لنفسي.. يالله هل انا حرامي.. وهل مايفعله الكثير من قومي بخصوص هذا وهم لايدركون انهم لصوص؟

الموقف الثاني :  يقول وانا اتردد  مابين الكلية والسكن كنت امر على بقالة تبيع فيها امراة واشتري منها كاكاو بسعر 18  بينسا وامضي ، وفي مرة من المرات…رايتها قد وضعت رفا اخر لنفس نوع الكاكاو ومكتوب عليه السعر 20 بينسا. فاستغربت وسالتها هل هناك فرق بين الصنفين؟؟ قالت  لا ، نفس النوع ونفس الجودة.. فقلت ، اذا ما القصة؟ لماذا سعر الكاكاو بالرف الاول بـ18  وفي الرف الاخر بسعر 20 . قالت : حدث مؤخرا في نيجيريا التي تصدر لنا الكاكاو مشاكل فارتفع سعر الكاكاو وهذا من الدفعة الجديدة نبيعها بـ20  والقديم بـ18. فقلت لها اذا لن يشتري منك احد سوى بسعر 18حتى نفاذ الكمية ، وبعدها سياخذون بسعر 20..  قالت : نعم ، اعلم ذلك قلت لها : اذا اخلطيهم ببعض وبيعيهم بنفس السعر الجديد20   ولن يستطيع احد التمييز بينهم..فهمست في اذني وقالت : هل انت حرامي؟ فاستغربت من ذلك الموقف الذي لم اعتاده في بلدي العربي المسلم.  واستغربت لما همست لي به تلك المرأة .. ولكن مازال السؤال يتردد في اذني.وذهني ..هل انا فعلآ حرامي؟  وهل انا اعيش في مجتمع يكثر فيه اللصوص.. وهل اختلط الامر علي في تربيتي ونهجي وماينتهجه ديني ومجتمعي العربي المسلم. وهل اصبح المشهد لدي معتادآ وعادي ولاتشوبه الشوائب.ياللـــــه..هل ساربي اولادي على هذا النهج وهذا المنوال. وماذا بعد ذلك هل سياتي اليوم الذي يتربون اطفالهم على ماربيتهم عليه.  يا.. ألاهي هذه كارثه ساكون انا احد اسبابها ونموها ..

تعاليم الدين

سؤال ماذا اذا اكتشف احدهم غدآ الحقيقة؟ وسالني لماذا ياآبي؟ .لماذا ياجدي جاريت الرذيلة رغم انك تعلم حقيقتها من تعاليم دينك ومنهجك التربوي والاخلاقي؟ .. برأيكم ماذا ساقول لهم..؟   ماهو جوابي لولدي اوابنتي وحفيدي..؟ اذا يجب ان آسأل نفسي الان.هل ..انا حرامي..؟  وهل انا من يساهم في تأسيس مجتمع اللصوص ..؟ اعذروا تفكيري كوني لااستطيع الجواب لسؤال يجب ان يتوقعه كل منا من قبل ابنائه اواحفاده غدآ او بعد حين .. هل هذه هي اخلاقنا التي سنفتخر بها امامهم غدآ. وماذ تركنا لهم ماسيفتخرون به عنا ..  وماذا سيكتب التاريخ عنا. ايكذب ويقول رجال الفضيلة. اكيد سيصفنا بمجموعة لصوص مجرمين .ماذا سنقول للرب غدآ عند لقائه.. هل سنبرر عملنا له . اننا حذفنا من القران والانجيل والزبور وجميع كتبه السماوية. كل الايات والتعاليم التي جاءت بهذا الخصوص واستبدلناها بتعاليم فرويد وليلين واستالين وميكافيلي وغيرهم من المجرمين والطغاة. لكون تعاليم الرب اصبحت لاتتوافق مع تطورنا المزعوم. . وهل سنجرأ ان نقول له ذلك عندما يسالنا لماذا.. هل اصبح الفساد بنظرنا تطور. وان السكوت عنه اصبح مجاملة وخدش للحياء؟. اذا انا حرامي نعم انا حرامي. .ونحن مجموعة لصوص. كوننا نشارك الفاسدين فسادهم والمجرمين اجرامهم والطغاة طغيانهم. لكوننا ساكتون عنهم ونحن نعلم ان الساكت عن الحق شيطان اخرس. ولكننا شياطين تتكلم. وتبصر ونساهم كل يوم في تدمير اخلاق ابنائنا. مجتمعنا. بيوتنا .ديننا وحتى انسانيتنا..ونساهم في تاسيس مجتمع الفساد القادم وتدمير الاخلاق.وقتل الفضيلة بسلاح الشيطان. وبعد بضع سنين سترفع الفواصل بين الحق والباطل وسيصبح الحق باطل والباطل حق..يالله.يالله. ماذا فعلنا وماذا سنفعل..  ستضيع جميع المقاييس الانسانية. الشرف .الامانة. النزاه. الشهامة. الشجاعة. الحياء. الفروسية. الانسانية ستضيع وستذهب بدون رجعة. .انها جريمة .جريمة كبرى في حق اهلنا.  ابنائنا. مجتمعاتنا. جريمة لاتغتفر..ماذا سيحل باخلاقنا .وبديننا وبتراثنا ولغتناعاداتنا تقاليدنا. اين سيذهب كل هذا.. واين سيذهب ماء جاء به الانبياء في الاديان..  واين سيذهب ماجاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. الذي بعث فينا ليتمم مكارم الاخلاق..ماذا سنقول له غدآ عندما نلقاه.. وماذا سنطلق على انفسنا عندما يسالنا من انتم. هل سنجراء ان نقولها .نحن لصوص ماسسون مجتمع المجرمين واللصوص .تاكدوا ان لم نقولها نحن سيقولها لنا هو.  تخيلوا حينها ماذا سنكون في نظر انفسنا قبل ان.  ماذا سنكون بنظره ونظر خالقنا.

باش مهندس

قال احد الفلاسفة العرب. رحمه الله (نحن لسنا متخلفين عن الغرب ،ولكن متخلفون عن الاسلام ؛ وما تخلفنا عن العالم الا بعدما فرطنا في ديننا )هل تعلمون ان في كوريا يسألك الكوري عن “عمرك” قبل اسمك في لقائكما الأول لكي يتحدث معك بلغة تليق بسنّك…حكمـــة و في القاهرة يسألك المصري عن مهنتك حتى يناديك بـ “الباش مهندس” أو “البيه او باشا… مصلحـــه  وفي بعض البلدان العربية التي تكثر فيها القبلية.  فيسألك عن “أصلك و قبيلتك” ليقرّر من خلالها هل يحترمك أم يحتقرك !! .. عنصرية ..لكن مقابل هذا هنالك من الجماليات.. كانت السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها تمسح النقود الذهبية بمنديل معطر بالمسك قبل ان تتصدق بها..للفقراء.. جمـــال.  اما عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتصدق بالسكر لأنه كان يحبه وحتى ينال فضل الله سبحانه و تعالى في قوله : (لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون)…

كان الامام علي عليه السلام. لايفطر بساعة الفطور الا وتاخر. حتى يشارك فطوره من يطرق عليه الباب من فقراء الناس … جمــــال. رجل له عادة في بعض الأحيان أن يدعو في سجوده لمن عن يمينه وعن يساره في الصلاة! المدهش أنه لا يعرفهم.

– معلمة صفوف أوليه كل صباح تتفقد طالباتها تصلح شعورهن و ترتب لباسهن لان منهن يتيمات او من امها مطلقه.

– إمرأة في كل اجتماع عائلي تجتمع بالخادمات وتقص عليهن من قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وتعطيهن هدايا وهن يرقبنها بشوق في كل لقاء!

– رجل يتصدق بصدقة ثم يقول(اللهم هذه عن أموات المسلمين الذين لا يجدون من يتصدق عنهم).. ف لله دره. جمــــال.  رجل لديه ثروة فلم يحبسها ويكدسها على الرفوف. بل عمد ان يبني بها المصانع والمعامل. لكي يشتغل فيها الناس وتاكل من خلالها الاسر. فهو مجاهد في سبيل الله… جمـــــال .سؤال تخيلوا ان الفضيلة ستختفي من مجتمعاتنا يومآ مـا. وهل نحن من سنقود امتنا الى وداي سحيق اظلم لانور ولاحياة فيه… تخيلوا ان نكون نحن من سنخلق من مجتمعاتنا لصوص وفاسقين وبامتياز. واننا من نساهم الان في زرع البذرة الاولى التي تساهم في دفن الفضيلة في قبر عقيم والى الابد.. تذكروا ان البصمة السيئة ستكبر وتكبر للينتج عنها مجتمع اللصوص والاشرار.  وان البذرة الخيرة ستبقى مصباح الخير والجمال لمجتمع صالح نقي وإن غاب صاحبها .فلايحق للمخلوق ان يغير قانون الخالق.. فلنتمعن في انفسنا ونتفكر في امر احفادنا الذين سياتون من بعدنا ونرسم الصورة بالالوان وننظر بتمعن. ماذا سيكتب التاريخ عنا غدآ؟… هل كنا نسير في درب الفضيلة؟ ..ام نحن مجرد مجموعة لصوص؟