قبل زيارة العبادي لواشنطن أنطلقت سيناريوهات كثيرة حاولت تصوير ما سيحدث في لقاء العبادي وترامب وبعد الزيارات خرجت سيناريوهات أخرى حاول من أطلقها أن يفرغ الزيارة من محتواها وغايتها. من السيناريوهات التي روجت إن النفط العراقي سيكون ملكا لأمريكا رغم إن العراق لسنوات طويلة كان يرفع شعار(النفط مقابل الغذاء) ويومها كنا فرحين بالنفط وهو يتحول لرغيف خبز وحليب أطفال ونحن في العراق نسأل لماذا لا نرفع شعار(النفط مقابل كل شيء) مقابل الإعمار والبنى التحتية والأمن والإستقرار والتنمية حتى لو أشترت أمريكا نفطنا طالما إن الغاية أن نستثمر واردات النفط ونحن حتى هذه اللحظة لم نستثمره، وفشلنا في تحويل النفط إلى نعمة! ومن السيناريوهات ألأخرى التي طرحت قبل زيارة العبادي إن ترامب سيملي عليه مطالب أمريكا بحل الحشد الشعبي وتجميد العلاقات مع إيران ومحاربة (الميليشيات) وهذا لم يحصل لأسباب عديدة ، أولها البيان الرسمي الصادر من البيت الأبيض بخصوص الزيارة حيث قال(أكد ترامب خلال اللقاء على تواصل الدعم الأميركي للعراق وشعبه في الحرب المشتركة التي يخوضها البلدان ضد داعش،.وثمن الرئيس الأميركي دور العراق، مبديا دعمه “للعلاقة الوثيقة التي تربط بين الشعبين الأميركي والعراقي،ومعربا عن “أهمية العلاقة بين الحكومتين.) وأمريكا تعرف جيدا إن الحشد الشعبي جزء مهم جدا من القوة العراقية التي تحارب الإرهاب وأمريكا تعرف أيضا إن إيران من الدول الداعمة للعراق في هذه الحرب وبالتالي ما حاول البعض تخيله من سيناريوهات لم يكن له وجود إلا في مقالات هؤلاء وصفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بهم. زيارة العبادي لواشنطن مهمة للعراق وأمريكا معا في بداية مرحلة جديدة ستفرز لنا مناخات أخرى أبرزها بالتأكيد إنتهاء تنظيم داعش أولا ، وتغير موقف دول المنطقة من العراق بشكل إيجابي وثالثا أن تستثمر القوى السياسية العراقية نتائج هذه الزيارة في سبيل إستقرار البلد وفتح آفاق التنمية التي أغلقت بفعل فاعل داخلي وخارجي. علينا أن نكون أكثر إطمئنانا لمستوى العلاقات بين بغداد وواشنطن ،وعلينا أن نمزق كل السيناريوهات التي نشرها البعض في صحفنا ومواقع التواصل الإجتماعي وحاولوا من خلالها تخويف الشعب العراقي من تطور العلاقات العراقية الأمريكية في عهد ترامب المختلف تماما عن بوش وأوباما لأنه ببساطه رجل أعمال صريح جدا وغير مراوغ وقادر على أن يجعل علاقة بلاده معنا تأخذ منحى إقتصادياً آخر يعيد إلينا ما فقدناه من سنوات في حروب لم نكسب منها سوى الدمار.
مقالات اخرى للكاتب