هل تصدق أن هناك من يبرر أكل المال الحرام؟
هل تصدق ان هناك من يبرر سرقة اموال الدولة ؟
نعم ان هناك من يفعل ذلك تحت ذريعة (شعرة من جلد خنزير ) .
وهذه العبارة الغريبة تحيلنا الى أن نجعل من الدولة التي تستباح أموالها على انها مجرد خنزير منبوذ ، وبهذا فأن نتف شعرة من جلده هو الحلال بعينه !. واذا غيرنا العبارة وجعلناها (شعرة من جلد بعير) فأن الامر سيختلف آنذاك فالبعير مما يؤكل لحمه ولذلك فأن شعرة منه لاتضرّ ولا تنفع ، على عكس الخنزير الذي يُحرّمُ لحمه ، فيصبح من الحلال أن ننتف شعرة من فروته ، وكنت أتوق أن تتحول الدولة الى ذئب شرس لكي ينقض على كل من تسوّل له نفسه مدَ يده اليه . مال الدولة ليس للدولة ، انه مال الشعب . فمنه توضع ميزانيات الخدمات والوظائف والبنية التحتية ، ومنه تبنى المدارس والمستشفيات وتعبّد الطرقات فكيف يبيح الرجل لنفسه أن يسرق هذا المال العام تحت شعار (شعرة من جلد خنزير ) !. وأي تبرير من هذا القبيل هو تحريف وتخريف وتزييف ، فالسارق تحت أي شعار او مسمى هو سارق ينبغي أن تنال منه القوانين بعد اثبات الدلائل عليه ، لأنه انما يسرق حصة غيره من المواطنين الذين ينتظرون الاداء الامثل لموارد الدولة من اجل تحسين الحياة المعيشية للانسان وتلبية متطلباته الحيوية . واللصوص عادة ما يبررون سرقاتهم تحت وطأة الحاجة وفي ظل غياب الرقيب المجتمعي والاخلاقي فيعيثون في الارض فساداً ولا ينفع معهم لا الخنزير ولا الخرتيت ولا أبناء آوى ، فهم مجرمون مع سبق الاصرار والترصد ، والدولة كما يرى أهل الرأي الحصيف ليست خنزيراً انما هي الكيان الذي يحوي البلاد والعباد وهي التي تحتضن المجتمع القائم على الوطن وتحقق متطلباته حسب امكانياتها وقدراتها بما يحقق الرفاهية والأمان والحياة الرغيدة . فكيف تسوّل له نفسه هذا اللص ان يتطاول على المال العام بحجة الشعرة والخنزير ، وكيف يستسيغ ان يملأ بطنه وجيبه بالسحت الحرام متناسياً حق الدولة وحق المجتمع ؟. أن هناك كثيراً من الجمل والعبارات السائدة على السنة الناس مما لايقبله العقل والقانون ولا القيم الاخلاقية ومنها هذه العبارة التي نحن بصددها عسى ان ينفع التذكير بها لغض الطرف عنها واستبدالها بالعبارات الاخرى الكفيلة باحقاق الحق وسيادة القانون .
مقالات اخرى للكاتب