لطالما حذرنا الساسة العراقيين وفي مقدمتهم المالكي ان سياسته الحالية التي ينتهجها سوف تؤدي دون شك الى تدمير العراق وتفككه. ولانه لا ينظر ابعد من كرسي حكمه كان لا يفقه ماذا نقول فاستمر في ارتكاب الاخطاء القاتلة الواحدة تلوه الاخرى فتراكمت حتى وصلت الى ما نحن عليه الان.لقد كان المالكي ينظر فقط في الكيفيةالتي يمكن معها الحفاظ على منصبه وكرسيه فهو ما فتئه يبحث عن السبل الكفيله بحتقيق ذلك الهدف ولم يلتفت ابدا الى الحيثيات والازمات التي يمكن ان تنشاء جراء هذا الاسلوب المتبع .ان اولا الاخطاء التي ارتكبها المالكي هي عندما وضع نصبه عينه بناء شعبية جماهيرية عبر التحشيد الطائفي فهو على قناعة تامة انه لن يعاد انتخابه ان لم يكرس الطائفية في نفوس وافكار شريحة واسعة من لون واحد وعلى هذا الاساس بدا يعمل ويتامر دون اي يفكر لحظة واحدة بالسيناريوهات المحتمله التي يمكن ان تفرزه هذه الاستراتيجية المتبعة مع الطوائف المختلفة. فعندما طالب اهالي صلاح دين بتكوين اقليمهم الخاص بهم والاعتراف به من قبل الحكومة رغم انه حق دستوري رفضت حكومة المالكي هذا التوجه وعندما نجح في ارضاخ اهالي صلاح الدين عن مشروعهم واستطاع افشاله اصابه الغرور فتصور ان قوته لا تضاها وان السنة في العراق قد غلبت عليهم المذلة ولن يستطيعوا مجارات القوة الكبيرة التي يمكلها لذلك انتقل الى الخطوة الثانية وهي تدمير رموز الطائفة السنية بشتى الطرق والاساليب حتى فبركه قضية الهاشمي وعندما نجح كذلك اعتقد يقينا هذه المرة بانه قادر على تحقيق استراتيجيته القاضية بدفع الشيعة الى مناصرته باعتباره القائد الرمز الذي يدافع عنهم وعن معتقداهم فكانت الخطوة اللاحقه هو اجتثاث العيساوي ولكن هذه المرة كانت مختلفة بعض الشيءوذلك لبروز الوضع السوري على الساحة. ولكن لقصر نظرته الاستراتيجية تصور ان الامور هي نفسها التي تبناها منذ سنيين راح فانحاز كثيرا الى الحكومة السورية باعتبارها حكومة علويه اي انها اقرب الى استراتيجيته منه الى الطرف الاخر فشعر السنة في هذه اللحظة ان المالكي ينتهج رؤية طائفية وان كل ما يصب في مصلحة السنة هوضده فبدءت الاحداث تتطور وتسير بما لا تشته سفن المالكي .والحقيقة ان المشكلة الكبرى لا تتعلق بفشل المالكي او نجاحه ولكن ان سياساته سوف تلحق ضررا كبيرا بالعراق وشعبه بشكل عام والشيعة بشكل خاص. وهذه هي الطامة الكبرى فالجيش العراقي الذي مكونه الاساسي من الجنوب لن يستطيع مهما بلغ من قوة عتيا فلن يحقق الانتصارالناجز لانه يخوض حرب عصابات في بيئة مناهضة له كليا. وبناءا على ذلك ولسوء الحظ فسوف يسقط الكثير من الضحايا من ابناء الجنوب في حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل سوى اخطاء ارتكبها المالكي يريد من خلالها ان يبقى على سدة الحكم. وانه ان لم يعالج المالكي الامور بروية وحنكة ثاقبة فسوف تتفاقم الامور ويصب بعد ذلك حلها ابدا. لذلك ندعو المالكي الى اجراء الاتي اولا سحب القوات المسلحة من المناطق السنية باسرع وقت ممكن لان بقائها هناك لمدة اطول سوف يكون بدون جدوى الا مزيد من القتلى والتدمير وسنصل بعد ذلك الى نفس النتيجة وهي انسحاب القوات ليخرج علينا ليقول لقد تجرعت السم. لانه كما اسلفنا ان الجندي الذي يقاتل في بيئة معاديةله كليا لن ينتصر ابدا ثانيا ان تعطى حرية تكوين اقاليم مرتبطة بالمركز فقط بالامور السيادية وان يكون العبور من المناطق السنية الى المناطق الشيعية وبالعكس بنفس الطريقة التي يتعامل بهذا اقليم كردستان مع الوافدين له من بقية مناطق العراق .ان هذه الخطوة سوف تجعل ابناء المنطقة الوسطى والغربية في تماس مباشر مع الكرد لسيطرة على كركوك من موقع القوة بينما اذا تركنا الامور تنحى باتجاه الاقتتال السني الشيعي فانهما سيضعفان وهذا سيعزز قوة الكرد في الاستحواذ على كركوك.
مقالات اخرى للكاتب