1- الى ما قبل سنوات ليست بالبعيدة كانت مفردة ثقافة لا تعني الا الفنون بكافة الوانها وانواعها وظلت كلمة مثقف لصيقة بالروائي والشاعر والرسام ومن يمارس مهنة أو هواية الكتابة والتمثيل والرسم، ومن هنا كانت في كل تشكيلة حكومية وزارة اسمها وزارة الثقافة مسؤولة عن الادب والفنون بكل تفاصيلها من عروض الازياء الى ثقافة الطفل ومن المسرح الى السينما ومن القصة القصيرة الى القصيدة، ولكننا صرنا نسمع مفردة الثقافة لصيقة بعناوين اخرى ومن نوع آخر فثقافة الفساد وثقافة الارهاب وثقافة الموت وثقافة السلب والنهب!.

تتغير المفاهيم وتتغير الرؤى والمفردة هي ذاتها، وما اجمل أن تظل كلمة الثقافة كما تعودنا عليها وتعودت علينا نقية صافية جميلة.

2- كلما أسمع مذيع النشرة الاخبارية يقول على لسانه وعلى لسان سواه ان الامر بحاجة الى رجال اكفاء بتشديد الفاء، استلقي على ظهري من الضحك، لأن كلمة اكفاء بتشديد الغاء جمع كفيف وهو الاعمى الذي نسميه بصيراً، والأصح أن تكون الجملة اننا بحاجة الى رجال اكفاء بتسكين الكاف لأنها كلمة كفوء، وبين المعنيين فرق كبير لمن يعي ويعرف لغة الضاد!

3- الفوتو شوب لعنة جديدة تصيب مجتمعنا، فيستطيع أي مبتدئ عالم الحاسوب أن يضع صورتك الى جانب صورة مناحيم بيغن اذا كنت من جيله أو مع صورة نتنياهو لتصبح صديقاً لدولة اسرائيل!

ويستطيع أي شخص أن يضع وجهك مع وجوه اخرى في حفلة حمراء لتراها سيدة البيت فتشتعل النار في اركان الدار من حيث لا تدري وليس لك الا أن تقول لا حول ولا قوة الا بالله فتلعن الشوب والفوتو شوب وتلعن التكنولوجيا أباً عن جد!

4- زيكا يجتاح العالم. مرض جديد غريب أصيب به الألاف من البشر وخاصة النساء الحوامل في امريكا اللاتينية. يصيب الاجنة وهم في بطون امهاتهم فيولدون برؤوس صغيرة والعياذ بالله، بعد أن أتخمنا بامراض قبلها من جنون البقر الى انفلونزا الطيور والخنازير، وما على سكان الكرة الارضية ونحن منهم الا أن نحتاط للأمر بعد أن ولت الى غير رجعة امراض من نوع آخر كنا نعرفها صغاراً مثل الجدري والهيضة وحبة بغداد!

مسكين ايها الانسان كم عليك ان تدفع من ضريبة للعيش على هذا التراب!

5- كأن كل الذي فينا لا يكفينا، حروب ومجاعات وارهاب وقنابل وسيارات مفخخة وعالطلون عن العمل وأطفال متسولون بدل الذهاب الى المدارس ومهجرون تركوا دورهم ومنازلهم لكي يعيشوا في خيام تطير من أول قبضة ريح.

وكأن كل هذا لا يكفينا ليطلع علينا أحد المنجمين وقد كذب المنجمون ولو صدقوا، ليقول لنا أن نيزكاً في الفضاء يسقط علينا ذات يوم قريب.

في عام 2013 سقط نيزك فضائي على منطقة نائية في روسيا، وقد يكون هذا آخر ما قذفته السماء الى الارض، فهل في نية السماء أن تلحق به نيزكاً آخر يسقط فوق رؤوسنا التي أتعبها القال والقيل فلم تعد تنفع لا حبات الباراسيتول ولا شدها بعصبة او خرقة من القماش لكي تستريح ولو قليلاً من ألم يحدها من جهاتها الاربعة.